طالبت بإيجاد صيغ مناسبة للحوار لحل القضايا العالقة بين أربيل وبغداد
السليمانية ـ عباس كاريزي:
بينما يصل وفد عن اللجنة العليا للاستفتاء الى بغداد اليوم الثلاثاء للتحاور مع الجهات الحكومية والحزبية، حول آلية اجراء الاستفتاء ومستقبل العلاقة بين الجانبين، اكدت رئيسة كتلة التغيير النيابية سروة عبد الواحد ان الوفد الحزبي الذي يزور بغداد لايمثل توجهات وارادة شعب كردستان ، مشيرة الى أن أي قرار يتخذ من قبل الوفد غير ملزم».
وقالت عبد الواحد في بيان صحفي تلقت الصباح الجديد نسخة منه، ان إقليم كردستان يمر بمرحلة سياسية واقتصادية عصيبة تتطلب إيجاد صيغة مناسبة للحوار بهدف حل القضايا العالقة بين الإقليم وبغداد، مبينة « كنا نأمل أن يكون هذا الحوار عبر المؤسسات الوطنية التي دعت حركة التغيير الى تأسيسها منذ سنوات».
واشارت الى ان» الوفود الحزبية التي تزور بغداد للتفاوض مع الحكومة الاتحادية لا تمثل توجهات وإرادة شعب كردستان وبالتالي لن تفلح في تحقيق طموحات أبناء الإقليم في حل المشكلات المتجذرة منذ عام ٢٠٠٣ «. لافتة الى ان» الوفد الحزبي الذي يزور بغداد حالياً فضلا على انه لا يمثل الواقع السياسي الكردستاني، فانه لا يحق له التحدث باسم أبناء الإقليم كافة، لأنه لم يأت ضمن السياقات القانونية ولا يمثل جهة قانونية أو مؤسسة وطنية».
واكدت رئيسة كتلة التغيير النيابية ان» أي قرار يتخذه هذا الوفد غير ملزم بالنسبة لنا، لأننا لسنا جزءًا من هذه السياسة الخاطئة التي لا تؤمن بالمؤسسات بل تفضل سياسة الفوضى وفرض الإرادة على الآخرين، رافضة في الوقت ذاته « ان يتم تحويل موضوع وطني بحت كالاستفتاء وحق الكرد في تقرير مصيرهم الى هدف حزبي أو شخصي.
واضافت عبد الواحد إن» الجهة التي يحق لها أن تمثل شعب كردستان هي برلمان الإقليم الذي مازال معطلاً وحكومة الاقليم المشلولة بقرار من السيد مسعود بارزاني منذ أكثر من سنتين واكدت عبد الواحد ضرورة البدء بحقبة جديدة للتفاوض بين بغداد وأربيل حول جميع الملفات العالقة عبر المؤسسات الدستورية والشرعية.
في غضون ذلك وافقت المفوضية العليا للانتخابات والاستفتاء في الاقليم، على المواعيد التي وضعها رئيس الاقليم لاجراء الاستفتاء وانتخابات برلمان ورئاسة الاقليم.
واضاف مصدر مطلع في المفوضية العليا للانتخابات للصباح الجديد، ان المفوضية اجتمعت للمرة الخامسة امس الاثنين، وبعد مناقشات معمقة مستفيضة وافقت بالاجماع على مرسوم رئاسة اقليم كردستان، لاجراء الاستفتاء في 25 من ايلول المقبل، كما وافقت على المواعيد المقررة لاجراء انتخابات برلمان ورئاسة اقليم كردستان، اي الاول من شهر تشرين الثاني نوفمبر المقبل.
من جانبه وفي اطار الحراك الشعبي الرافض لاجراء الاستفتاء في الاقليم اعلن حراك كلا للاستفتاء في الوقت الراهن، ان الوفد الكردي المفاوض الذي يزور بغداد اليوم الثلاثاء لا يمثل نصف سكان الاقليم. وذكر بيان صادر عن الحراك مساء اول امس الاحد أنه «من المقرر ان يتوجه وفد حزبي الى العاصمة بغداد للتباحث بشأن الاستفتاء والمشكلات العالقة بين المركز والاقليم ونحن في حراك (لا ـ في الوقت الحالي) نعلن للجميع أن الوفد لم يتم تحديد أعضائه من قبل اية جهة شرعية أو منتخبة، والجميع على يقين بأن الرئاسات الثلاثة في الاقليم فاقدة للشرعية».
وأضاف البيان أن «الوفد لايمثل شعب كردستان ولا يحق له نهائيا أن يتباحث نيابة عن سكان الاقليم مع أية جهة سياسية في العراق».
وتابع البيان أن «تشكيل ذلك الوفد وسبل إدارة المشكلات المصيرية في الاقليم بما فيها تحديد موعد إجراء الاستفتاء، يتم من قبل عدد من الاحزاب السياسية يمارسون عملهم خارج نطاق الشرعية».
وخلص البيان الى القول «لذا ننوه للجميع بأن الوفد الكردي، فضلاً عن انه لا يمثل سكان الاقليم، فهو لا يمثل حتى نصف سكانه أيضا».
وشهدت مدينة السليمانية، يوم الثلاثاء الماضي (8 آب 2017)، انطلاق أول حراك مدني كردي في اقليم كردستان، ضد الاستفتاء والذي يحمل اسم «لا _ في الوقت الحالي»، وذلك بمشاركة عدد من المواطنين والشخصيات السياسية والكتاب والصحفيين ونشطاء المجتمع المدني.
الى ذلك اكدت مصادر صحفية ان الوفد التفاوضي الذي يزور بغداد اليوم الثلاثاء سيقدم اكثر من خمسين نقطة عن الانتهاكات الدستورية التي مارستها بغداد ضد الاقليم.
وقالت عضو وفد الاستفتاء الذي يزور بغداد فيان دخيل، ان الوفد اعد لائحة بالانتهاكات والمواد الدستورية التي لم تلتزم بها بغداد تجاه الاقليم، مبينة ان هناك 51 مادة دستورية لم تنفذها بغداد او تنصلت منها تخص الاقليم خلال السنوات المنصرمة، وهو ما دفع الاقليم الى اللجوء الى خيار الاستفتاء لتقرير مصيره بعيدا عن بغداد.
يشار الى ان وفد اقليم كردستان الذي يزور بغداد وتقاطعه بنحو رسمي حركة التغيير والجماعة الاسلامية، يتألف من روز نوري شاويس عن الحزب الديمقراطي الكردستاني وسعدي احمد بيرة عن الاتحاد الوطني ومحمد احمد عن الاتحاد الاسلامي وماجد عثمان ورميو هكاري وفيان دخيل عن مكونات التركمان والايزدية والمسيحيين في الاقليم، والذي من المقرر ان يجري خلال ثلاثة ايام سيقضيها في بغداد لقاءات مع رئيس الوزراء والمسؤولين الحكوميين والحزبيين بهدف توضيح الاهداف التي دفعت بالاقليم الى تبني مسألة الاستفتاء في الوقت الراهن.