مهرجان “سعدون جابر” للأغنية أحد أسس الانتصار على قوى الظلام

حضره جمع غفير من الجمهور
بغداد – أحلام يوسف:
لم يكن مجرد احتفال بمطرب عراقي بل كان تاريخا، مر عبر ذاكرة الجمهور العراقي الذي حضر مهرجان سعدون جابر في قاعة الرباط تكريما وتقديرا لمسيرته الفنية الإبداعية.
المسرح اكتظ بالجمهور وبقي عدد منهم واقفا ولم يتعبه الوقت لان المتعة كانت أكبر من ان يمس جمالها تعب الوقوف طويلا، وقد أدارت الحفل الإعلامية عطارد عبد الخالق التي كانت تلقي على مسامع الجمهور بعضا من المعلومات عن الفنان سعدون جابر وتاريخه الفني وكذلك عن أسماء الشعراء والملحنين الذين غنى لهم جابر وايضا أسم الاغنية التي ستلي كلمتها واسم شاعرها وملحنها: سعدون جابر تولد العمارة 1950، بدأ مع الهواة، الى جانب أسماء مهمة في الغناء العراقي. يدرس دكتوراه الادب الانكليزي حاليا، وهو أول وآخر مطرب عراقي لحن له الموسيقار العربي بليغ حمدي، مثنيا على اخلاقه وصوته.
ابتدأ الحفل بالأغنية الاجمل والاشهر للفنان سعدون جابر وهي اغنية “يا طيور الطايرة” التي عرفها الجمهور العراقي والعربي أيضا، وكانت احدى الأغاني الملازمة لسعدون جابر في حفلاته، التي كانت تقام في انحاء الوطن العربي، وقد قام بأداء الاغنية الفنان كاظم السيد، وهي من الحان الرائع كوكب حمزة، والكلمات للشاعر المبدع زهير الدجيلي، بعد ذلك قدمت “عبد الخالق” مؤدي اغنية “هوى العالي” الفنان وحيد علي، الذي عرفه الجمهور العراقي في فترة التسعينيات من القرن الماضي بعدة أغاني خاصة، لكنه اختفى بعد مدة واليوم هو ضمن فناني دائرة الفنون الموسيقية، يشارك بحفلاتها واماسيها، الاغنية من كلمات سعدون قاسم والالحان للرائع كاظم فندي.
الفنانة الكبيرة امل خضير كان لها حضورا لافتا وبهيا، وهي تغني “حبيتك حب لهفة بلهفة” التي سبقتها بموال “هوى تالي العمر جتال” حيث تفاعل الجمهور مع الموال، فكأنه يتحدث عنها بعدما تقدم بها العمر، مع انها ما زالت جميلة وحيوية، الاغنية من كلمات فالح حسون الدراجي، والالحان أيضا لكاظم فندي، ومن ضمن اجمل أغنيات الفنان سعدون جابر وأكثرها شعبية اغنية “عيني عيني” التي قام بأدائها الفنان عبد الرحمن علي المعروف بأغنية “سمرة ومحنية الجفوف” في تسعينيات القرن الماضي، والكلمات هي للشاعر الكبير الذي نتمنى له السلامة عريان السيد خلف، والالحان لمحسن فرحان، من ضمن أغنيات التراث التي غناها جابر هي “ع الهودلك” التي كانت ضمن أغاني المهرجان من خلال أداء الفنان خضير عباس، اما الفنان سعد عبد الحسين والذي كان لنا معه لقاء سابق، وهو صاحب اغنية “لا على بختك” التي عرف بها أيضا في تسعينيات القرن الماضي خلال حفلة للفرقة النغمية، فقد غنى من الحان كوكب حمزة اغنية افيش بروج الحنية. الفنانة اديبة كان لها مشاركة، وحضور لافت من خلال اغنية “يا امي يا ام الوفة” التي كتب كلماتها الشاعر الكبير كريم العراقي.
وكيل وزارة الثقافة فوزي الأتروشي كانت له كلمة قبل ختام الحفل: أفخر بكل ملحن وشاعر ومطرب وعازف، أسهموا بصنع الذائقة العراقية الرصينة، منذ السبعينيات، وما سبقها، وما تلاها من عقود عافية الثقافة في بلاد الرافدين، هدفنا جعل كل جزء من العراق يزهو بالجمال، والذوق الرفيع، من خلال الغناء المبني على أسس صحيحة في هذه القاعة، التي لن يخرسها صوت الارهاب، بل ننطلق منها للتناغم غنائيا مع المقاتل الذي حرر ارضنا من إحتلال “داعش” الإرهابي، املنا وطيد بالفنانين لتغيير الحياة نحو الافضل، وبناء حضارة الروح والذوق والعلم والعمل المواظب على المعرفة”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة