الطب يليق بكِ

لم يثنها فقر أو حاجة أو حتى انعدام ابسط مستلزمات الحياة الطبيعية لأي فتاة بعمرها، كانت تعتمد على ضوء الشمعة حين تنقطع الكهرباء لكون والدها المريض لا يمتلك اجور سحب كهرباء المولدات الأهلية أو « الامبيرية « كما يطلق عليها
أهل البصرة، حيث تنتمي تلك النخلة الاصيلة التي لم تقهرها أسوأ الظروف او تجعلها تنهار وتعلن استسلامها بل زادتها اصراراً وعزيمة على بلوغ هدفها وتحقيق حلم والدها بان تصبح « طبيبة «.
آية توفيق فتاة من البصرة الفيحاء نجحت من السادس بمعدل 93بالمئة حلمها ان تكون طبيبة، وهي تستحق ذلك وعن جدارة وتستحق ان يتم استثناؤها لدخول كلية الطب لكونها تحمل من العلم والانسانية، ما يؤهلها لان تكون طبيبة عن جدارة واستحقاق، لاسيما وان وزارة التعليم العالي سبق وان قبلت الكثير من الاستثناءات لحالات لا يمكن مقارنتها بظروف تلك البطلة.
ناشطون مدنيون تطرقوا لموضوع آية وحلمها تحت هاشتاك #كلية – الطب – تليق – بآية توفيق.
وهذا الهاشتاك لقي تفاعلا كبيرا من قبل المتابعين لمواقع التواصل الاجتماعي بهدف تحقيق حلم آية البصرة الفيحاء التي لم تفكر سوى بإسعاد والديها الذين نال منهما المرض والتعب والعمل على تحسين مستواهما مستقبلاً.
بالرغم من كونها كانت تسكن بخرابة متهالكة الجدران الا انها كانت حافزاً لتفوقها ومصدراً لإصرارها المتواصل على مدى المراحل التي خاضتها بجدارة واقتدار فتمنت ان تكمل طريق التفوق بدخولها كلية الطب وهذا الامر ليس مستحيلاً او سيخل بموازين العلم في العراق ،بل على العكس سيعمل على قهر كل الظروف التي تحول دون تحقيق حلم أي متفوق يمر بظروف مماثلة لظروف « اية «وقد يرى البعض ان هذا الامر غير خاضع للاستثناءات ،وان كانت لمستحقيها بحجة ان لكل طالب استحقاقه بما حققه من معدل ، الا ان ظروف تلك الطالبة تجعلنا نطالب القائمين على هذه العملية التربوية والتعليمية بأن يأخذوا بعين الاعتبار ظروف الطلبة بما يخدم تلك العملية ويحقق طموح الطلبة .
زينب الحسني

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة