«الديمقراطي» و»الاتحاد الوطني» يبحثان آليات تفعيل برلمان كردستان بغياب حركة التغيير

بعد أن رفضت المشاركة في إعادة تفعيله لإضفاء الشرعنة على الاستفتاء
السليمانية ـ عباس كاريزي:

سمى رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني خلال اجتماع عقده امس الاثنين وفد اللجنة العليا للاستفتاء الذي من المقرر ان يزور بغداد خلال اليومين المقبلين للتفاوض حول الاستفتاء، وطرح رؤية الاقليم حول مستقبل العلاقة وآلية معالجة المسائل العالقة مع الحكومة الاتحادية.
وذكرت مصادر سياسية ان بارزاني اجتمع امس الاثنين مع اعضاء الوفد التفاوضي الذي يتألف من ممثلين عن جميع الاطراف الكردستانية، الذي من المقرر ان يزور بغداد خلال اليومين المقبلين، والذي قاطعته حركة التغيير والجماعة الاسلامية، اللذان رفضا المشاركة سابقا في الاجتماعات التي عقدها بارزاني مع اللجنة العليا للاستفتاء، كما رفضتا تسمية مرشحين عنها للجنة العليا للاستفتاء، بدعوى ان بارزاني فاقد للشرعية كرئيس للاقليم ولايحق له اصدار أية قرارات مصيرية تخص مستقبل شعب كردستان وسط تعطيل وغياب برلمان كردستان.
وقالت المصادر ان الوفد يضم رۆژ نوری شاویس ممثلا عن الحزب الديمقراطي وعدنان مفتي ممثلا عن الاتحاد الوطني، وفؤاد حسين رئيس ديوان رئاسة الاقليم، وابراهيم خليل عن الاتحاد الاسلامي، وممثلين عن الاحزاب التركمانية والمسيحيين في الاقليم، وسيزور الوفد رئيسا الوزراء والجمهورية ورئيس البرلمان، كما سلتقي بعدد من الاطراف السياسية العراقية.
بينما ينتظر الحزب الديمقراطي الكردستاني على احر من الجمر تحديد موعد اجتماعه مع حركة التغيير للاطلاع على شروطها وحثها على اعادة تفعيل برلمان الاقليم، الذي تشترط اغلب القوى الكردستانية اعادة تفعيله ليصدر بدوره قانونا يشرع فيه اجراء الاستفتاء، اشارت المصادر الى ان الاتحاد الوطني مستعد لاعادة تفعيل برلمان كردستان قبل موعد 13 من الشهر الجاري في حال تمسكت حركة التغيير بموقفها المعارض لاجراء الاستفتاء من دون تطبيع الاوضاع السياسية وتهيئة الاجواء الملائمة وتمهيد الارضية الاقليمية والدولية لإجرائه.
وقال موقع جاودير المقرب من الاتحاد الوطني في تقرير انه وبعد انتهاء الاعذار والشروط المسبقة التي كانت حركة التغيير تضعها كشرط لاعادة تفعيل برلمان كردستان، الذي يترأسه يوسف محمد وهو قيادي في حركة التغيير، فأنه لا يوجد مبرر لموقفها المتردد من تحديد موعد لاعادة تفعيل البرلمان، وتابع ان الاتحاد الوطني والديمقراطي لن ينتظرا اكثر من ذلك وسيقومان بالدعوة لعقد جلسة البرلمان حتى وان رفضت التغيير المشاركة.
بدوره جدد الحزب الديمقراطي الكردستاني تأكيده على اجراء الاستفتاء في موعده المحدد في ال 25 من ايلول سبتمبر المقبل، نافيا وجود أية نية لتأجيله عادًا التلويح بوجود تهديدات تقوم بها دول الجوار على اقليم كردستان وشعبه .
واضاف عضو لجنة العليا للاستفتاء هوشيار زيباري في ندوة ان اية دولة لم تبدِ اعتراضها بنحو رسمي على اجراء الاستفتاء، مشيرا الى ان الاقليم يريد ان يستطلع رأي شعبه وان ذلك على حد تعبيره لايعد جريمة او تجاوز على حقوق الاخرين.
وتابع زيباري ان المخاوف واثارة التخوف من اجراء الاستفتاء لا اساس لها، وان ذلك كله دعايات تروج لها بعض وسائل الاعلام وضعاف النفوس من التجار الذين يستغلون هذه القضية لتحقيق مكاسب مالية.
وقال ان الحكومة العراقية لم تلتزم بالدستور الذي اتفقت عليه جميع مكونات العراق عام 2005 والذي كان بمنزلة عقد اجتماع بين جميع المكونات، اضافة الى تنصل الحكومة الاتحادية من تنفيذ المادة 140 من الدستور عادًا كون العراق دولة فيدرالية لم يكون سوى على الورق ولم تطبق القوانين الفيدرالية.
واضاف زيباري ان الفرصة الحالية المتاحة امام الاقليم لتحقيق الاستقلال فرصة ذهبية وهي لن تتكرر اذا ما تم تفويتها، وقال « الاستفتاء ليس ورقة ضغط سياسية وانما هدفه انشاء دولة مستقلة وعلى جميع مكونات كردستان المشاركة في بنائها».
الى ذلك أطلق حراك (لا للاستفتاء في الوقت الحالي) قناة فضائية لتوجيه المواطنين والمشاهدين الكرد لرفض الاستفتاء والتصويت بـ «كلا» فيما لو اصرت السلطات على اجرائه في أيلول المقبل.
وقالت مواقع اعلامية في السليمانية أن القناة تجربية وتحمل اسم الحراك (لا للاستفتاء في الوقت الحالي) ومن المقرر أن تبث برامجها في القريب العاجل تزامناً مع بدء العد العكسي لإجراء الاستفتاء المقرر في الـ 25 من ايلول المقبل.
وكانت منظمات ونشطاء مجتمع مدني وشخصيات سياسية واكاديمية ومثقفين وصحفيين واعلاميين في محافظة السليمانية، قد أعلنوا انطلاق حملة كلا للاستفتاء في الوقت الحالي، معلنين رفضهم لتوظيف قضية الاستفتاء واستقلال كردستان لخدمة اجندات حزبية وسياسية مؤكدين ان الوقت غير ملائم الان لطرح مسألة الاستفتاء وهو ما اكدوا انه سيؤدي الى جر كوارث وسيلحق اضرارا كبيرة بشعب كردستان.
بدوره اشار شيخ شامو وهو عضو اللجنة العليا للاستفتاء في الاقليم، عن المكون اليزيدي ان ابداء بعض الجهات السياسية العراقية معارضتها لاستفتاء استقلال كردستان هو للدعاية الانتخابية فقط وكسب اصوات الناخبين، لان الاستفتاء حق مشروع و قانوني ولا يحق لأي جهة سياسية معارضته.
وقال شيخ شامو ان عملية الاستفتاءعلى استقلال الاقليم، ستجرى في موعدها المحدد وهو الـ 25 من سبتمبر/أيلول المقبل، مشيرا الى انه ابلغ من قبل المسؤولين في الاقليم ان الولايات المتحدة ليست ضد استفتاء الاستقلال باقليم كردستان.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة