سهيل الذهبي
حكاية مجموعة من الشباب، اختاروا ان تكون لهم بصمة في دائرة رعاية الطفولة عموما واليتيم خصوصا، فحين تشاهد طفلا يبكي لحاجته الى لباس جميل، او حاجته الى التعلم، لا تتأخر في تقديم المساعدة ولو بكلمة داعمة ومشجعة له، فكيف اذا كان هذا الطفل يحتاج ان يكون انسانا طبيعيا لا يختلف عن غيره من الأطفال، ان يكون له أب وام ، وجد وجدة ووو الخ … من افراد العائلة الذي يفتقدهم جدا وهو يتنقل بين غرف دور الايتام، او بين بيوت اقاربه، وكل مدة يتنازل عنه احدهم للآخر وهكذا، الى ان يصل بهم الامر الى ايداعه لدى الدور الخاصة برعاية الايتام، قصص تتكرر يوميا، نسمعها حينا، ونطلع عليها حينا آخر، عبر وسائل الاعلام، فما كان منا الا ان نتوجه الى عدد من الأصدقاء، وكانت المناسبة عيد الفطر المبارك، فاتفقنا ان ومجموعة من الناشطين المدنيين، وبعض رجال الدين، بأن يكون لنا دور ولو متواضع لرسم البسمة على شفاه الأطفال، لأننا ندرك ان هناك العديد من الأطفال في دو الايتام هم بالحقيقة ليسوا ايتاما لان والدهم ووالدتهم احياء يرزقون، انما لظروف خاصة ( قاهرة) كما يصفونها، اضطرتهم للتخلي عن أولادهم!.
تكـونت ( بسمة طفل ) بمســاعدة بعـض القـلوب النظيفـة والجمـيلة التــــي لا تحمل سوى الحب والجمال فقامت هذه القـلوب الجمــيلة، بالتبرع بما تيسر لديهم من الامكانيات، لغرض اسعاد بعض الاطفال في ايام العيد ليكونوا سعداء مع بعض من اقرانهم، وقد شارك بهذه الحملة، الناشط المدني قاسم ال جابر مسؤول ( منظمة الأنوار لتنمية الشباب )، إذ زودنا بملابس الأطفال، والشيخ طاهر باقر وكيل السيد علي السيستاني، الذي مازال يتابع هذه الحملة، في كل مناسبة تكون لنا جولة على عدد من العائلات او دور الايتام لتزويدهم بالملابس او بالمال، كما شارك بالتبرع الأصدقاء من الحراك المدني اللذين فصلوا عدم ذكر أسماءهم.
في بداية الحملة كان الهدف هو رسم البسمة على وجوه الأطفال، بالمدارس او بالروضات او دور الايتام، وبعد زيارتنا لأكثر من دار للأيتام فضلنا ان نحصر تبرعاتنا بهم، لانهم الأكثر حاجة لهذه الملابس والهدايا واللعب.