هناك أمور كثيرة لسنا احراراً بها ولا في اختيارها وخاصةً – إذا كان هذا الفعلُ هو إيذاءً للنفس والإساءةُ لنا ولأشخاص مقربين منا ملتزمين ومرتبطين بنا ولهم حق علينا ولا يحقُ لنا تجاهلها او الانسلاخ منها فقد وجدنا انفسنا منها وعليها مثل – الدين – الوطن – النسب – الأهل – (الخ) ليس من حريتنا ولا من اختيارنا.
لكن الذي هو قرارنا هي سلوكياتنا أفكارنا وأخلاقنا واختلافنا ومُستقبلنا الذي هو ناتج أفعالنا كل هذه تقع من ضمن الحرية فهي جوهر وليست مظهرا فالحرية ليست تحررا من كل الضوابط العرفية والدينية او التجردُ من مبادئنا والاستهانة بسلوكياتنا أو الاستهزاء بالغير من دون حق ونزعم بأنها الحرية لكني أجزم بأن ممارستنا هذه للحرية غير الحقيقية بأنها بحد ذاتها قيوداً تكبل عقولنا فيجبُ أن تكون الحرية في ظل الضوابط والاعتزاز بالمبدأ والدين فديننا هو حر وكرم الله الإنسان اعطاهُ حق الحرية ونهى أيضاً الاسلام عن استعباد الناس او وانتهاك لحرياتهم « .
يقول سيدنا عمر بن الخطاب: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احراراً « وقال سيدنا علي رضي الله عنه « لا تكن عبداً لغيرك وقد خلقك الله حراً» فنستشهد من خلالهما بأن الاسلام لا يحد من حرياتنا بل ألزمنا بها لكن بظل الدين ويتوجب علينا اليوم قبل ان نمارسها ان نفرق بين الحرية – التحرر- فالبعض كاد لا يجزم بينهم .
والفرق شاسع جداً بينهما ولا يلتقيان ابداً كما لا يلتقي الليل بالنهارُ لذلك يجبُ وأن نسعى لننال حقنا بالحرية لنجعلها سُلما نبلغ بهِ المعالي وليس طريقا يقودنا الى التهلكة ويضلنا عن انفسنا وعن اخطائنا وأن تكون لنا نوراً يضيءُ دربنا في زمن ساد بهِ جهل عقول البعض فتعتمه بهِ حريتنا وتاهت في سُبل بعيدة عنا لذلك الاختيار هو لكم بأن تكونوا أحراراً أو تتحرروا
*كاتبة عراقية
سارة كريم اللهيبي