الفنان حيدر فاخر يهدي أحد أعماله إلى دائرة الفنون التشكيلية

بغداد – وسام قصي:
التقى مدير عام دائرة الفنون التشكيلية الدكتور شفيق المهدي بالفنان التشكيلي الشاب حيدر فاخر، الذي أنهى دراسة الماجستير في الفنون في جامعة طهران، إذ تناولت الدراسة مرجعيات الرسم الواقعي التعبيري في العراق وإيران.
وقدم الفنان شرحاً عن ظروف دراسته في طهران، والصعوبات التي واجهها فيما يتعلق باللغة، فضلاً عن إطلاعه على الأساليب الفنية للفنانين الإيرانيين.
وأوضح الفنان انه كان من الفنانين المتميزين في الكلية، لما يتميز به الفن التشكيلي من أصالة في أساليبه ومواضيعه، كما تحدث الفنان عن عدد من المعارض التشكيلية التي أقامها في طهران، والتي نالت إعجاب الفنانين الإيرانيين.
بدوره رحب المهدي بالفنان فاخر، وأشاد بتجربته وانجازه المهم الذي سيضيف معلومة مهمة، من خلال المزاوجة بين الفن الإيراني والعراقي، بحسب التشابه بين المناشىء والأصول التشكيلية بين البلدين، متمنياً أن تطبع رسالته في كتاب لأهمية العنوان والمحتوى، ليكون إضافة إلى المكتبة الفنية العراقية.
ودعا المدير العام الفنان إلى إقامة معرض شخصي له في أروقة وزارة الثقافة، فضلا عن إلقاء محاضرة عن مضمون رسالته، وتجربته الفنية الدراسية في طهران،
واختتم اللقاء بان أهدى الفنان لوحة فنية تمثل أسلوبه الفني، لتضاف إلى مقتنيات الدائرة وضمها إلى المجموعة المتحفية في الدائرة.
الناقد التشكيلي قاسم العزاوي يقول عن العمل الذي أهداه الفنان إلى دائرة الفنون التشكيلية: يطرح الفنان حيدر فاخر في مشهديته التصويرية هذه عدة تساؤلات، ورؤى، حول ما يمور بداخل الإنسان من تطلعات، وأحلام، ورؤى مستقبلية، نقلها الفنان في هذه اللوحة بأسلوب تعبيري، وبمقاربات واقعية، برغم انه حاول أن يحطم النسب المنظورية، لكنه استطاع أن يظهر لنا الشحنة التعبيرية، خاصة في الوجه الذي يبوح لنا بأشياء وأشياء.
وأضاف الناقد: استعمل الفنان الاكرليك على الكانفس، ووازن مشهديته هذه بين الكتلة والفراغ، ليعطي للمتلقي راحة بصرية للتأمل والاستراحة والاستقراء، حتى اللون كان متناغماً مع العناصر الكتلوية المكونة للوحة، ألوان مفرحة وشفافة، وكأنها تظهر روح العمل، ونلمس أيضا في تكوينها الروح الشرقية، برغم أسلوبيتها التعبيرية، الفنان حيدر كان مسيطراً فنياً على عمله هذا برغم كبر حجمه.
الفنانة والناقدة لميعة الجواري قالت: اخذ الفنان تقنيته اللونية في عمله الفني بصورة جميلة جداً، نلمس فيها إبداعه وللموضوع الذي تناوله، الخطوط السود تدل على استعماله لتلك الخطوط بصورة مرتبطة بالموضوع الأصلي، كأنه مراحل متسلسلة، وكأنه دمج التقنية اللونية مع الخطوط الأصلية، ليستخرج ذلك فنا حاملا موضوعا فيه أبعاد تأخذك إلى عوالم أخرى، لتفكك أجزاء الموضوع إلى مواضيع جميلة أخرى، خاصة بتركيزه على اللون الأسود، وكأنها تعطي لإيحاءات كرافيكية.
وأضافت الجواري: الموضوع برمته ينصب فيه جانب الإبداع، واللون، والموضة، والخطوط، ضمن أبعاد جمالية توصلك إلى الأشكال (الفيكرات)، إلى موضوع المرأة والرجل، هنا اتخذ جانب المرأة بعدة أوضاع، والرجل كذلك، تأخذك هذه الأفكار إلى الفترة الوردية للفنان بيكاسو، عندما اشتعل المرحلة الزرقاء، والمرحلة الوردية، حتى التأويلات في السياسة، نراها متداخلة في ثيمات اللوحة، واللون الوردي يحمل روحية الفنان الجميلة، لما للون الوردي من تأثيرات على النفس البشرية.
وأردفت الناقدة: يجسد العمل إحساسا لحظوياً جميلا، يضيف فكرة للمتلقي بجمالية اللون، والتقنية، والخطوط السود، كلها انصبت وأخذت من المتلقي وقتا طويلا، ليتأمل في اللوحة، وإحساس المتلقي إحساس جميل بحدّ ذاته في تلك اللحظة، على الرغم من أن الفنان أكاديمي، وعمل مقارنة بين الفن الإيراني، والفن العراقي .

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة