علماء النفس والاجتماع يرون بأن الشعوب التي لا تحترم وقت العمل فانهم يعدون هذا عاملا جوهرياً من عوامل تخلفها على المستويات كافة ومن المفيد ان نذكر ان الامم المتحدة رأت في تسمية البلدان بالمتخلفة عاملا يثير الاحباط فلجأت الى تسميتها بالبلدان النامية.
حسنا ….فان اجريناً مسحاً ميدانياً عشوائياً على دوائر الدولة لنتعرف على عدد الساعات التي يمضيها الموظفون في اداء اعمال الناس فأننا نكتشف حقائق مروعة ولا نقول بالطبع جميع الموظفين خشية ان نظلم بعضهم ومع ساعات الصباح يحضر الموظفون الى اماكن اعمالهم وبعد تبادل تحيات الصباح والمجاملة الاعتيادية يمد احدهم يده الى جريدة الصباح لمتابعة الاخبار المحلية والاقليمية والدولية فنجد زميلا له يسأله (ها ابو فاطمة ماكو خبر عن زيادة الرواتب )والابشع من ذلك تجد الموظف ينفق ساعة في رواية النكات المبتذلة ويمضي ساعة اخرى في شرب الشاي ويمضي ساعة اخرى في اداء صلاة الظهر من دون مراعاة المراجعين وهم يمضون ساعات طوالا في حر الصيف وبرد الشتاء لأنهاء معاملاتهم وفجأة يعلو صراخ احد المراجعين متى تنهون معاملاتنا فيجيبه الموظف(على كيفك يابه ما قامت القيامة )هذا بعض من هذه الكوارث نقولها من دون اضفاء الرتوش عليها ودعونا الان ان نلقي نظرة تاريخية على دولة اليابان وهي دولة اسيوية اذ بعد خروجها من الرماد الذري نتيجة قيام الولايات المتحدة بألقاء قنبلتين ذريتين على كل من مدينه هيروشيما وناغازاكي نتيجة قيام الامبراطورية اليابانية بضرب السفن الاميركية الراسية في برل هاربر فخرج امبراطور اليابان “هيرو هيتوا “ليخاطب شعبه قائلا (فاذا كانت الهزيمة قد لحقت بنا فمعنى هذا ان الدولة التي الحقت الهزيمة منها هي اقوى منا من الناحية الصناعية والتكنلوجية فالقوا السلاح وتوجهوا الى العمل )وهكذا استطاعت اليابان وبمدة قصيرة من تحقيق معجزتها الاقتصادية حتى بلغ الناتج التجاري لصالح اليابان نحو 160مليار دولار واكتفت ذاتيا من انتاج الرز .
والاشد مثاراً للإعجاب نرى الموظفين او العمال اليابانيين انهم يمارسون تمارين رياضية سويدية من اجل بث النشاط في ابدانهم فاذا ما وجدنا ان صاحب العمل يقول لعماله تتمتعون غدا باجازة للراحة فيقولون له اذهب انت في اجازة ودعنا نعمل.
هكذا يكون احترام العمل وعلى الناس في بلدنا ان يتعلموا حب العمل ويعدونه امرا مقدسا.
صادق باخان
أيها الناس تعلموا احترام وقت العمل
التعليقات مغلقة