أول شركة عراقية انجزت جسر اللطيفية الكونكريتي
جعفر هاشم السراي
تعد شركة الفاو الهندسية ألعامه إحدى تشكيلات وزارة الأعمار والإسكان والبلديات والإشغال ألعامه واحدة من الشركات الرائدة والمعروفة والتي أصبحت لها مكانة وسمعة كبيرة في مجال البناء والإنشاءات وتتنافس مع الشركات الكبرى في هذا المجال وذلك من خلال مئات المشاريع التي نفذتها منذ بداية تأسيسها ولغاية ألان ومشاركتها الكبيرة والمتميزة في حملات إعادة أعمار العراق قبل وبعد عام 2003 .
وتمتلك الشركة ملاكات هندسية وفنية ذات خبرات كبيرة وفي شتى المجالات ومن القطاعات التي أثبتت الشركة قدرتها وكفاءتها هي قطاع الجسور فتعود تجربة الشركة في هذا القطاع إلى بداية عام 1987 عندما قامت الشركة بتنفيذ جسر أللطيفية الكونكريتي على نهر الفرات وهي أول شركة عراقية تقوم بتنفيذ هذا الجسر بأيادي عراقية صرفه تنفيذا وتصميما واشرافأ وكانت هذه النواة الأولى في إعمال الجسور .
بعدها خاضت الشركة التجربة الثانية بتنفيذها جسر راوة على نهر الفرات والبالغ طوله (850) م وعرض (12) م وقد أنجزت الشركة هذا الجسر بفترة قياسية قدرها (12) شهر بالرغم من حداثة التجربة وهنا أصبحت للشركة ملاكات هندسية متخصصة في هذا المجال وكانت الانطلاقة الكبرى والحقيقية للشركة في هذا القطاع عندما تعرض بلدنا إلى عدوان عام 1991 وعم الخراب والدمار في جميع مرافق ألدوله وعندها بدءت حمله إعادة أعمار العراق .
وكان للشركة حصة الأسد في هذه الحملة ففي قطاع الجسور قامت الشركة بإعادة أعمار عدد كبير من الجسور ومنها جسر الزيتون في محافظة ذي قار وجسور السكة على نهر العطشان وجسور السكة على خط حديثة – قائم وجسور وادي حوران وزغيدان وجسر القرنة الأنبوبي وكانت لها مشاركة ايضأ في إعادة أعمار الجسر المعلق في بغداد وفي تلك الفتره تشكلت دائرة تابعة للشركة باسم دائرة الطرق والجسور والمطارات متخصصة في تنفيذ إعمال الطرق والجسور وهنا بدأت فترة الحصار الجائر على بلدنا العزيز فكان الاعتماد على الملاكات الهندسية والفنية الوطنية في إعادة أعمار العراق واستطاعت هذه الملاكات وخلال فترة وجيزه لاتتعدى(8) الثمانية اشهر ان تعيد جميع مرافق الحياة في عموم محافظات العراق .
وقد افرزت هذه الظروف كفاءات وقدرات وخبرات قله نظيرها في العالم بعد ذلك قامت الشركة بتنفيذ عشرات الجسور على المصب العام وفي بداية عام 1993 كلفت الشركة بتشييد جسر ذو الطابقين في بغداد وفي هذه الفتره تكاملت الخبرات واصبح للشركة ملاكات معروفه ومتخصصة في تنفيذ وتشييد الجسور. استطاعت الشركة بهمة العاملين واصرارهم على مواصلة العمل ليل نهار واستغلالهم الامثل للموارد واستثمار الخبرات والكفاءات المحلية ان تنجز هذا الصرح العملاق الذي اصبح من معالم العاصمة بغداد بالرغم من ظروف الحصار الجائر وقلة الامكانيات والموارد بعد ذلك تم تكليف الشركة باجراء تعديلات على جسر الصرافية الحديدي فقامت الشركة بإلغاء سكة القطار المارة فوق الجسر والقيام بتوسيعه وجعله ذو (ممرين) وبعد عام 2003 تعرض جسر الصرافية الحديدي في بغداد إلى تفجير إرهابي ادى إلى تناثر اوصال الجسر في قاع النهر وقد عم الحزن في إرجاء مدينة بغداد كونه من الجسور القديمة والتراثيه والذي يربط الكرخ بالرصافة .
وقد كلفت الشركة باعادة أعماره فاستطاعت ان تعيد أعمار الجسر بنفس التصاميم والمواصفات القديمه بعد ذلك قامت الشركة بتنفيذ جسر العامرية في الفلوجة وهو من الجسور الكبيرة والمهمة وضمن حملة أعمار المناطق المحررة قامت الشركة بإعادة أعمار جسري الضلوعية الصغير والكبير في محافظة صلاح الدين بفتره قياسية وبمواصفات عالمية وانجازه بأقل من الفترة العقدية بشهرين ثم قامت الشركة بإعادة أعمار جسري إمام ويس الرابع والسابع في محافظة ديالى وبأقل من الفترة العقدية للانجاز أيضا وهذا يدل على الخبرة الكبيرة والكفاءة العالية التي اكتسبتها هذه الملاكات طيلة هذه السنين واستطاعت الشركة ان تبدع في هذا المجال فقد استخدمت تقنية جديدة وحديثة في مجال تصنيع الروافد الحديدية بدلا من الكونكريتية وباطوال كبيرة جدأ .
وقد استعملت الشركة هذه التقنية في تنفيذ وانجاز جسري الضلوعية فقامت بتصنيع (6) ستة روافد حديدية للجسرين المدمرين طول الرافدة الواحدة (33) م وارتفاع(2،20)م وزن الرافدة الواحدة (25) طن ثم قام فريق متخصص من الشركة بنقل وتركيب ونصب هذه الروافد على بدنه الجسرين وقد نجحت هذه العملية نجاحا باهرا والشركة حاليا تطمح في الحصول على مشاريع أخرى وهي قادرة على توظيف هذه الخبرات في إعادة أعمار المناطق المحررة وخاصة مدينة الموصل الحدباء لان هذه الكوادر هي التي بنت وإعادة أعمار العراق عام 1991 وهي قادرة على أعمار البلد حاليا فهؤلاء هم الذخيرة الحقيقية للبلد فيجب استثمارهم والاعتماد عليهم في هذه المهمة .
*اعلام الشركة