أشهر أسواق أيمن المدينة تنفض عنها غبار الحرب
نينوى ـ خدر خلات:
لا يمكن لاي مواطن عراقي من غير اهل نينوى ان يزعم انه زار مدينة الموصل من دون ان يقوم بجولة في اشهر اسواقها، وخاصة سوق الدواسة والسرجخانة في ايمن المدينة، وسوق النبي يونس في ايسرها.
وبالرغم من الاعلان الرسمي عن تحرير مدينة الموصل بالكامل في العاشر من تموز الجاري، الا ان عمليات التطهير والبحث عن فلول داعش المنهزمين والمختبئين في سراديب او تحت الانقاض في منطقتي القليعات والشهوانية تحديدا بالموصل القديمة، الا ان اصحاب المحال التجارية في سوق الدواسة بادروا بنفض الغبار والانقاض عن محالهم تمهيدا لممارسة اعمالهم التجارية، علما ان المنطقة تعد من اجزاء الموصل القديمة في الجهة الشرقية منها تحديدا.
الناشط المدني الموصلي محمد حسين الفضلي، تحدث لـ “الصباح الجديد” وقال “سوق الدواسة وسوق السرجخانة يعدان الشريان الرئيس للحركة التجارية بمدينة الموصل، واعادة الحياة لهذين السوقين تمثل طفرة كبيرة للامام على طريق اعادة الحياة لهذه المدينة المنكوبة”.
واضاف “عودة الحركة التجارية او الصناعية للموصل لن يكون بقرار حكومي او دولي، بل من خلال مبادرات فردية و جماعية، شريطة الحصول على دعم لوجستي او فني من الجهات المختصة سواء المحلية منها او الدولية”.
واشار الحيالي الى انه “بالرغم من مضي نحو اسبوع على الاعلان عن تحرير الموصل رسميا، وبالرغم من ان سوق الدواسة يعد جزءا من الموصل القديمة التي تحررت كآخر منطقة بالموصل، الا انه تم رصد وجود حركة من قبل اصحاب المحال التجارية في سوق الدواسة لتفقد محالهم، وتنظيف ما يمكن تنظيفه”.
وتابع “هذه المبادرات الشخصية تستحق الدعم، حيث ان ازالة الانقاض الكونكريتية ومخلفات العمليات الحربية بحاجة لجهد مؤسساتي كالبلدية التي ينبغي ان تدفع بآلياتها الخدمية لرفع تلك المخلفات وفتح الطرقات، وايضا هنالك تخوف من وجود عبوات ناسفة او الغام او اجسام غير منفلقة بين تلك الانقاض، وهذا من اختصاص الجهد الهندسي في القوات الامنية العراقية التي ينبغي ان تؤمن هذا السوق واطرافه والطرق الموصلة اليه”.
ويرى الحيالي ان “تأمين سوق الدواسة يعد ناقصا ما لم يتم تأمين شارع الكورنيش الحيوي، من المقذوفات غير المنفلقة ورفع الانقاض منه، اضافة الى وجود متعلق آخر بهذه المسألة وهو الاسراع بافتتاح الجسور بين جانبي المدينة، حيث لا يمكن ان ينتعش أي جانب بمعزل عن الاخر، فهنالك اصحاب محال بايمن المدينة يسكنون بايسرها، والعكس صحيح”.
ومضى بالقول ان “اغلب محال الدواسة تعرضت لاضرار جزئية، وهنالك اسواق ومحال تدمرت بالكامل، وان تقديم جزء من التعويضات لاصحابها سيسهم في اعادة الحياة لسوق الدواسة بنحو اسرع”.
وبخصوص البضائع التي كانت في تلك المحال قبيل تحريرها، افاد الحيالي بالقول “اغلب اصحاب تلك المحال التجارية نقلوها الى مخازن ببيوتهم او في مناطق مستأجرة بضواحي المدينة، علما ان عناصر داعش نهبوا أية محتويات عثروا عليها قبل هربهم من منطقة الدواسة، فضلا عن ان عدداً لا بأس به من تلك المحال كان فارغا حينها بسبب الركود الاقتصادي الحاد الذي خنق الحركة التجارية بالموصل في اثناء قطع الطرقات الخارجية، وايضا لان الاهالي كانوا يفضلون انفاق اموالهم على المواد الغذائية الاساسية حينها، بينما اسواق الدواسة اغلبها تبيع ملابس شبابية بالدرجة الاساس”.
ودعا الحيالي “حكومتي بغداد ونينوى الى دعم الجهود المحلية والشعبية لاعادة الحياة الى اشهر اسواق الموصل، الامر الذي سيخلق فرص عمل لا تحصى، وستنتعش الحركة التجارية في ابرز مفاصل المدينة، والتي تشكل مصدرا مهما للرزق لمئات او ربما آلاف العائلات من الموصل وخارجها”.