تقلب التداولات في ظل استمرار قوة المعروض العالمي
نيويورك ـ رويترز:
ارتفعت أسعار النفط 1% مدعومة بانخفاض المخزونات الأميركية وتباطؤ طفيف في إنتاج الخام الأميركي ومؤشرات على زيادة الطلب الصيني لكن التداولات كانت متقلبة في ظل استمرار قوة المعروض العالمي.
وارتفع خام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة 49 سنتا أو 1.01 بالمئة ليبلغ عند التسوية 48.91 دولار للبرميل ، فيما زاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 46 سنتا أو ما يعادل 1% ليبلغ عند التسوية 46.54 دولارا للبرميل ، وسجلت عقود النفط الخام مكاسب أسبوعية تزيد على 5.2 بالمئة للخام الأميركي وتتجاوز 4.7 % لخام برنت.
وقال ستيوارت جليكمان رئيس بحوث الطاقة لدى سي.إف.آر.إيه للأبحاث في نيويورك «أعتقد أن المحرك الرئيسي هو أرقام المخزونات… أخيرا نزلنا عن 500 مليون برميل، أظن أنه حاجز نفسي».
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية يوم الأربعاء إن مخزونات الخام في الولايات المتحدة هبطت 7.6 مليون برميل الأسبوع الماضي مسجلة أكبر انخفاض أسبوعي لها في عشرة أشهر.
وأظهرت بيانات شركة بيكر هيوز لخدمات الطاقة يوم الجمعة أن الشركات الأمريكية زادت عدد منصات الحفر النفطية للأسبوع الثاني على التوالي لكن وتيرة الزيادة تباطأت لأدنى مستوى لها هذا العام.
وما تزال مخزونات الخام تتجاوز كثيرا متوسط خمس سنوات بينما تقل الأسعار أكثر من 15 بالمئة عن أعلى مستوياتها في 2017. ، كما أن تخفيضات الإنتاج التي تنسقها منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) يقوضها ارتفاع الإنتاج في ليبيا ونيجيريا المعفاتين من الخفض. وقالت وكالة الطاقة الدولية إن معدل التزام الدول الأعضاء في المنظمة انخفض إلى 78 بالمئة في يونيو حزيران. يتبع
وقال محافظ الكويت لدى أوبك في مقابلة إن من السابق لأوانه وضع سقف لإنتاج ليبيا ونيجيريا من النفط.
وجرى تداول برنت والخام الأميركي على ارتفاع نحو 5% فوق أدنى مستوياتهما للأسبوع بدعم تقرير من وكالة الطاقة الدولية بأن نمو الطلب يتسارع ومن الصين بأن واردات الخام نمت نموا كبيرا فضلا عن تراجع مخزونات النفط الخام الأميركية.
وأشارت بيانات الجمارك إلى أن واردات الصين من النفط الخام خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي ارتفعت 13.8 بالمئة عن مستواها قبل عام.
وبذلك يكون ارتفاع أسعار النفط محققا مكاسب أسبوعية قوية، إثر مؤشرات إيجابية للطلب ومشاكل إنتاج في نيجيريا وتراجع في المخزون. وزادت عقود خام القياس العالمي برنت 43 سنتاً إلى 48.85 دولار للبرميل، وسجلت عقود الخام الأميركي غرب تكساس الوسيط 46.45 دولار للبرميل بزيادة 37 سنتاً.
وأعلنت «شل» حالة القوة القاهرة في صادرات خام بوني الخفيف النيجيري، بسبب إغلاق أحد خطي أنابيب تصدير تابعين لها، ما عزز أسعار الخامين القياسيين. وكان العقدان متداولين بالفعل على ارتفاع نحو خمسة في المئة فوق أدنى مستوياتهما للأسبوع، بدعم من وكالة الطاقة الدولية التي توقعت «تسارع نمو الطلب». ومن الصين بالإشارة إلى «نمو واردات الخام في شكل ملحوظ، ومن إدارة معلومات الطاقة الأميركية بأن مخزون النفط الخام تراجع».
وقال المحلل لدى «بي في أم أويل أسوسيتس» تاماس فارجا، إن «الذين أرادوا تأكيداً في شأن الطلب العالمي على النفط، حصلوا عليه» في أرقام الواردات الصينية. ولفت إلى أن صعود أسواق الأسهم «عزز مشاعر التفاؤل» إزاء النفط.
وفي تحقيق لـ «رويترز» برز تنافس على شحنات الخام العالي الكبريت الأقل في الجودة. منذ بدأت الخفوضات التي نسقتها «أوبك» في تقليص الإمدادات نحو 1.8 مليون برميل يومياً، كلها نفط متوسط وثقيل، والخامات التي يطلق عليها «ثقيلة» أو «عالية الكبريت» باتت الأكثر طلباً. وفي العادة، تسارع مصافي النفط إلى شراء الخامات الخفيفة الأسهل في المعالجة، قبل حلول الصيف حين تستهدف معالجة الخام الغني بالبنزين، كي تستطيع بيع الوقود إلى سائقي السيارات خلال موسم الرحلات. لكن حالياً، لا تزال الخامات العالية الكبريت مطلوبة بشدة، بعدما بلغت فروق الأسعار أعلى مستوى في سنوات.
وقال متعامل في النفط «الخامات العالية الكبريت مثل تبر الذهب في الوقت الحالي، وتوجد حاجة إلى شحن مزيد من الخامات العالية الكبريت إلى الولايات المتحدة، فضلاً عن طلب ضخم في الشرق». وتعزز المصافي الجديدة والمتطورة في الهند والصين، والمصممة لمعالجة الخامات الغنية بالكبريت الإنتاج. واشترت شركة النفط الهندية الشحنة الأولى من النفط الخام العالي الكبريت من الولايات المتحدة الأسبوع الماضي.