بون ـ جاسم محمد*
أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، (يوم العاشر من يوليو 2017)، رسميا استعادة مدينة الموصل من تنظيم «الدولة الإسلامية»المعروف باسم «داعش» أيضا بعد سيطرته عليها قبل ثلاث سنوات. وألقى العبادي خطاب «النصر وتحرير مدينة الموصل» من تنظيم «داعش» من مقر عمليات جهاز مكافحة الإرهاب في المدينة
انتهت « دولة الخلافة» داعش، وتحطمت اسطورة الارهاب على ايدي القوات العراقية المشتركة، وفي مقدمتها جهاز مكافحة الارهاب والجيش العراقي والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي والقوات المشاركة معها. الرحمة الى شهداء العراق، الذين ضحو بدمائهم.
وضمن ردود فعل بعض الدول الاوروبية أكدت باريس وبرلين أن تحرير مدينة الموصل من سيطرة تنظيم «داعش» الإرهابي بمنزلة أمل جديد لعراق موحد وديمقراطي وآمن، وعبرتا عن قناعتهما بأن هزيمة التنظيم يجب أن تكون فرصةً لتوحيد البلاد وإعادة بنائها وتأمين المصالحة الوطنية.وجاء في البيان أنّ «التحديات التي يواجهها العراق اليوم كبيرة جداً»، وشددتا على ضرورة أن يتابع المجتمع الدولي عمله في مساعدة الشعب العراقي والسلطات من أجل تأمين استقرار البلاد، وعبرتا عن استعدادهما الكامل لمتابعة مد يد العون للعراقيين لمواجهة كافة التحديات.
تمكنت القوات العراقية، من تحرير جامع النوري في مدينة الموصل القديمة، الذي أعلن منه خلافة تنظيم «الدولة الإسلامية»، داعش في حزيران 2014.
واقتحمت قوات عراقية من مكافحة الارهاب والرد السريع جامع النوري ومنارة الحدباء الكبير في الموصل القديمة، حيث أعلن زعيم داعش ابو بكر البغدادي خلافته المزعومة. وقالت مصادر عسكرية، إن القوات تقدمت عبر منطقة الكورنيش المحاذية لنهر دجلة و شارع حي الفاروق الذي يؤدي لجامع النوري الكبير. مضيفة أنها تمكنت من الوصول إليه.
يعود جامع النوري إلى أذهان العراقيين مرة أخرى بعد أن بدأت القوات العراقية الأحد الماضي اقتحام البلدة القديمة في الموصل، آخر جيوب داعش في الجانب الأيمن من المدينة. وأشار محللون مرارا إلى أن المدينة القديمة ستكون المرحلة الأصعب من العملية، نظرا إلى شوارع البلدة القديمة الضيقة ومنازلها المتلاصقة. ولجامع النوري أهمية كبيرة في حسم وجود داعش في العراق، فقد شهد الظهور الوحيد لزعيم التنظيم أبوبكر البغدادي في يوليو 2014.
وفي تصريح، أشار الفريق الركن عبد الوهّاب الساعدي إلى أنّ قطعات الجهاز استطاعت أن تقتل عدداً كبيراً من مقاتلي التنظيم وعشرات من قادته في معارك تحرير الجانب الأيسر، وهذا ما أدّى إلى انهيار معنويّات التنظيم، متوقّعاً أن تكون معركة الساحل الأيمن أسهل بسبب انكسار «داعش» وصغر مساحة الجانب الأيمن، مقارنة بالأيسر المحرّر.
وحصل جهاز مكافحة الإرهاب على دعم قويّ، ليس فقط من الحكومة العراقيّة، بل من البرلمان أيضاً، إذ شرّع البرلمان العراقيّ في أغسطس من عام 2016 قانون جهاز مكافحة الإرهاب، والذي عرّف الجهاز في المادّتين الأولى والثانية من القانون بأنّه أحد الأجهزة الأمنيّة والاستخباراتيّة، ويتمتّع بالشخصيّة المعنويّة، مرتبطاً بالقائد العام للقوّات المسلّحة.
ومنح القانون الجهاز صلاحيّات واسعة، منها استحداث مديريّة للاستخبارات والتدريب وطيران حربيّ تابع للجهاز. كما يسمح للجهاز بتنفيذ أوامر اعتقال متّهمين بالإرهاب وأحقيّة الطلب بتجميد حسابات مصرفيّة وأموال، وحتّى مراقبة الاتصالات ومواقع التواصل الإجتماعيّ والمواقع الإلكترونيّة.
وفي هذا الخصوص، قال عبد الوهّاب الساعدي: «هذا القانون سمح للجهاز بأن يصبح مستقلاًّ بصورة كاملة عن وزارة الدفاع، بعد أن كان مرتبطاً بها ارتباطاً إداريّاً من حيث الرواتب والتعيينات، وإنّ هذا القانون أعطى دفعة معنويّة إلى مقاتلي الجهاز لأنّه الحامي لحقوقهم».
كان موضوع الإستقلال واضحاً في موازنة عام 2017، التي بيّنت في إحدى فقراتها الخاصّة بالتعاقد مع شركة صينيّة بمبلغ ملياريّ ونصف مليار دولار لتزويد الأسلحة والأعتدة إلى كلّ من وزارة الداخليّة والدفاع وهيئة الحشد الشعبيّ وجهاز مكافحة الإرهاب.
واكد المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب صباح النعمان بأن قوات الجهاز خاضت معارك مع الارهابيين في الموصل. وفي حديث للسيد النعمان مع قناة العربية الحدث اكد بان جهاز مكافحة الارهاب لديه خططا لمسك الارض مابعد تحرير مدينة الموصل، وان الدستور العراقي منحه صلاحيات لمطاردة الارهاب والقضاء عليه اينما وجد داخل الاراضي العراقية، وهذا يعني بان عمليات جهاز مكافحة الارهاب والقوات العراقية المشتركة ستكون لها معارك وعمليات واسعة في مناطق اخرى يتواجد فيها مقاتلي داعش ابرزها الحويجة وتلعفر والمناق الغربية من العراق.
ومايعتمد عليه جهاز مكافحة الارهاب في محاربة الجماعات الارهابية لا يتحدد في العمليات العسكرية بل هناك جهد معلوماتي استخباراتي وتنسيق مع الجهات العراقية المعنية في محاربة التطرف ومكافحة الارهاب.
مايحتاجه العراق هو تعزيز زخم النصر، ومسك الارض مابعد التحرير، وعدم التفريط بهذه الارض الطيبة، وفاء لدماء الشهداء، وان لاتسمح الى البعض من الزعامات المناطقية والسياسية ان تقفز على نصر ابناء العراق الغيار، هي امانة باعناق العراقيين.
*باحث في قضايا الإرهاب والاستخبارات