هوامش على دفتر النصر

الهامش الاول:
هزيمة داعش في الموصل كانت حتمية لاسباب كثيرة من بينها ان المذهب الداعشي (المشتق من السلفية الوهابية) يسير عكس حركة التاريخ. الحداثة شرط النجاح في الاعمال ذات البعد الاجتماعي. ولكل عصر حداثته. والداعشية خارج حركة التاريخ، خارج روح العصر وحداثته. وكان لابد ان ينهار مشروعها الديني/السياسي.
الهامش الثاني:
انتصارنا في المعركة ضد داعش كان حتميا ايضا. كل حراك اجتماعي شرط نجاحه ان يكون في إطار مركب حضاري قادر على استنهاض الامة. المركب الحضاري الصحيح قادر على استقطاب كل عناصر الفوز والنصر المادية والمعنوية. فتوى الامام السيستاني استطاعت ان تكتب كل مفردات معادلة المركب الحضاري وتوظفها في المعركة: الدافع الديني، الرغبة بالشهادة، طاعة المرجعية، الاندفاع الشعبي، القوات النظامية، الفصائل المسلحة، الادارة العسكرية والمدنية.
الهامش الثالث:
بعد ان تحقق النصر، لا يصح ان نختلف فيه وحوله. كل من تصدى لداعش، امتثالا للفتوى او للالتزام العسكري او اندفاعا وطنيا، شركاء في صناعة النصر، شراكة منصفة عادلة مخلصة. كل بحسبه وبموقعه. لا يصح ان يقع المنتصرون في فتنة النصر. لا يصح ان يختلفوا في تسجيله لصالح مَنْ. انه ليس براءة اختراع؛ بل ظاهرة تاريخية مجتمعية كبرى؛ انه لصالح الشعب العراقي بمرجعيته الدينية وقيادته السياسية المدنية وقياداته العسكرية الميدانية وقواته المسلحة النظامية والشعبية ومتطوعيه واعلامييه الذين رابطوا على جبهات القتال بنسائه اللاتي ارسلن أزواجهن او إخوانهن او أبناءهن الى جبهات القتال والاستشهاد او النصر.
الهامش الرابع:
المعركة لم تنتهِ بهزيمة داعش في الموصل، ولا تنتهي بهزيمته في المناطق الاخرى التي مازالت مغتصبة. داعش موجود في العقول قبل ان يوجد على الارض، داعش استخدم سلاح الكلمة قبل سلاح البندقية، استخدم سلاح العقيدة قبل ان يستخدم سلاح الاحتلال، استخدم سلاح الاسباب قبل سلاح النتائج. بعد النصر العسكري تأتي معركة العقول والكلمة والعقيدة والاسباب. نجاحنا في هذه المعركة سوف يحقق النصر السياسي. لا يصح ان نفوز بالحرب ونخسر السلام.
الهامش الخامس:
واستكمالا للهامش الرابع، لاقيمة للفوز العسكري ما لم يُترجم الى استثمار سياسي. والاستثمار السياسي لابد ان يكون بديلا لكل ما كان يمثله داعش، ولكل العوامل والاسباب التي أدت الى ظهوره. يتمثل الاستثمار السياسي بإعادة بناء الدولة العراقية بناء حضاريا حديثا يحقق نمط حياة للمجتمع العراقي يمنحه مناعة ضد تيارات التخلف التي مثّل داعش اخسها.
الهامش السادس:
عوائل الشهداء، وإعمار المناطق المنكوبة، اولوية متزامنة، يجب الشروع بكليهما في وقت واحد. وعلى إدارة الدولة التي قادت العملية العسكرية بنجاح، ان تقود هذه العملية المتزامنة بنفس الدرجة من الكفاءة المؤدية للنجاح ايضا.
محمد عبد الجبار الشبوط

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة