رموز بابل.. سيرة مدينة.. سيرة شخوص

القسم الثاني
علوان السلمان:

اما في الآثار فكان طه باقر انموذج العراق والامة عموماً والحلة خصوصاً بحكم دراسته لما كتب بالخط المسماري السومري وتعلم الاكدية..تحدث عنه كوركيس عواد قائلا(ان هذا الرجل فخر للعراق والعرب بما يملكه من علوم وثقافة واسعة في ميدان اختصاصه في الآثار القديمة..) ص39..
طه باقر انجز الكثير من المؤلفات في مقدمتها(مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة بجزءين الاول خاص بتاريخ العراق القديم وحضارته القديمة..والجزء الثاني خاص بتاريخ بلاد وادي النيل وحضارته وبلاد الشام وجزيرة العرب..تلاه بملحمة كلكامش فموجز تاريخ العلوم والمعارف في الحضارات القديمة والحضارة العربية الاسلامية وهناك من تراثنا اللغوي القديم والمرشد الى مواطن الآثار والحضارة..واخيراً يؤشر الكاتب اشارات في حياة طه باقر منها المامه باللغات الالمانية والفرنسية والسومرية والاكدية والبابلية والاشورية والعبرية مما اهله ليتقلد مناصب عدة منها مدير عام الآثار وعضوية المجمع العلمي العراقي…
اما في النقد الادبي فينتقي الكاتب فتى النقد الادبي عبدالجبار عباس فيسجل سيرته الحياتية التعليمية والوظيفية اذ عمله في اذاعة بغداد بعد تخرجه في كلية الاداب..قال فيه الدكتور علي جواد الطاهر(انه فتى النقد الادبي في العراق..انه الناقد الذي حاز لقب الناقد بحق..) ص100..اضافة الى انه لم يفرط في كتابة الشعر اذ كان يلوذ به بين حين وحين..ومن شعره:
ضحوك الوجه وضاح الجبين يسل الشمس من فلك الظنون
فطمت على هواك فتى ويبقى وضيع هوى على كبر السنين
وما بيني وبين لماه هـــجس من الصبـوات اوثق من جنون
يــوزع حــبه بيــن الـــبرايا واشفق ان ينال هــــواه دون /ص103
اما اصداراته فكان اولها (السياب) و(مرايا على الطريق) وله (في النقد القصصي)..بعدها يقف الكاتب على آراء الدكتور علي جواد الطاهر التربوية والتعليمية..واهم مؤلفاته(اصول تدريس اللغة العربية)و(الباب الضيق) و(ج.س.اسئلة عن اجوبة في الادب والنقد)و(الخلاصة في مذاهب الادب الغربي)..
فالوقوف على سيرة فقيد الثقافة قاسم عبدالامير عجام القاص والناقد والباحث في العلوم الزراعية..كونه مدير التخطيط والمتابعة في المنشأة الزراعية في المسيب فمدير ناحية المشروع واخيراً مدير عام دائرة الشؤون الثقافية..فانطباعات الكاتب عن صاحب السيرة وتسجيل بعض العلاقات المضيئة في حياته..
ويستمر الكاتب في سياحته بين عوالم الحلة ومبدعيها فيقف متأملا الفلسفة والنقد الادبي وما قدمه المفكر محمد مبارك الذي ترعرع ونما في عوالم مدينة الحلة وتعلم في مدارسها بتفوق حتى حصوله على زمالة دراسية الى مصر ونيله شهادة الليسانس في الادب الانجليزي..فضلا عن اصداره عدة مؤلفات منها:الكندي فيلسوف العقل ومواقف في اللغة والادب والفكر ودراسات نقدية في النظرية والتطبيق والوعي الشعري ومقاربات في العقل والثقافة ومقالات في الفلسفة العربية الاسلامية والشاعر والصعلوك..ثم يقف الكاتب على محطة مهمة في فكر مبارك الا وهي العلاقة بين النقد الادبي والفلسفة..
ثم ينتقل الكاتب لسرد سيرة الشاعر محمد مهدي البصير ومواقفه الوطنية والسياسية بعد الخوض في مراحل سيرته الاولى(التعليم في الكتاتيب فدراسة العلوم الشرعية وظهور مواهبه الخطابية والفكرية التي جرته صوب السياسة والادب والشعر حتى حصل على لقب شاعر ثورة العشرين..اما في التأليف فله:تاريخ القضية العراقية وبحث عن الشعر الجاهلي ونهضة العراق الادبية في القرن التاسع عشر وديوان البركان..بعد هذا ينتقل الكاتب الى مزيد الحلي الشاعر فيعرج على الاغتراب في شعريته بعد الوقوف على سيرته الحياتية ورحيله عن الوطن صوب سوريا.. وحنينه اليه..
أتعــود ايامي بــذروة بابــل؟ هيهات ايام مضــت أتعود؟
والحلة الفيحاء فيها طينتي دار بها اهل الندى والجود
ويعود مسار السرد السيري صوب عوالم المرأة الاديبة ويتوقف مع مقبولة الحلي فيقدم سيرتها الحياتية والشعرية التي كانت تكتب باسم(عفراء) لكن اباها طلب منها ان تصرح باسمها فظهرت باسم(مقبولة الحلي)..من شعرها:
اهواك روحاً وشعراً وفي خيالي ذكرى
وفي ظلامي نــــوراً يشع نبلا وسحرا
يا مأمل الروح اني جنيت حبك زهرا
فــان اتيــت بــذنب فان لي منك عذرا
وان جفــيت فــاني اهواك ما عشت عمرا ص193
فالانتقالة السيرية لشاعر السخرية والتحريض موفق محمد فناجح المعموري القاص والروائي والباحث في الاساطير وما يتعلق بالتراث الرافديني…ومن منجزه:(شرق السدة..شرق البصرة/رواية)و(الشمس في الجهة اليسرى/قصص) و(مدينة البحر/رواية) و(الالعاب الشعبية في ريف العراق) و(موسى والتوحيد) و(موسى واساطير الشرق)و(التوراة السياسي) و(اقنعة التوراة)و(المسكوت عنه في ملحمة كلكامش) و(التوراة وطقوس الجنس المقدس)..
فنعمة رحيم العزاوي وسيرة وذكريات ومنجز انحصر في:احمد حسن الزيات كاتبا وناقدا والنقد اللغوي عند العرب حتى نهاية القرن السابع الهجري ومظاهر التطور في اللغة العربية المعاصرة وزكي مبارك سياسته الادبية والنقدية…
وبذلك قدم الدكتور نجاح هادي كبة منجزا سيريا شكل اضافة خلاقة يزهو بها الفكر الانساني..كونه يكشف عن المستور ويعلن عن المسكوت عنه..

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة