تحرك روسي عربي محتمل لتسوية الأزمة ولكن بشروط
متابعة الصباح الجديد:
استضافة القاهرة امس الأربعاء، اللقاء الوزاري للدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، لمناقشة رد قطر على مطالب المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين ومصر، الذي سُلّم إلى الكويت أمس الأول.
ووصل سامح شكري، وزير الخارجية المصري والشيخ خالد بن أحمد الخليفة، وزير خارجية البحرين، وعبد الله بن زايد آل نهيان، وزير خارجية الإمارات، إلى قصر التحرير بالقاهرة، للمشاركة في الاجتماع الرباعي، لمتابعة تطورات الموقف من العلاقات مع قطر.
وأصدرت الدول الأربع، امس الاربعاء، بيانا مشتركا حول استلام الرد القطري على مطالبها، مشيرة إلى أنها سترد عليه في الوقت المناسب.
وتضمنت قائمة المطالب الخليجية تخفيض مستوى العلاقة مع إيران، وإغلاق القاعدة العسكرية التركية وقناة الجزيرة الفضائية، واعتقال وتسليم مطلوبين متواجدين حاليا على الأراضي القطرية، ودفع تعويضات إلى البلدان المذكورة، وغيرها من المطالب.
وقد أظهرت الدوحة تصلباً بقولها إن قائمة مطالب الدول الأربع غير واقعية وغير قابلة للتطبيق، إلا أنها حاولت المناورة، كما يبدو، بإعلانها أنه لا تزال هناك فرصة للتحسن في ما يتعلق بمكافحة تمويل الإرهاب، وهي إحدى التهم الأساسية الموجّهة للدوحة.
وعُقد أمس الاول الاثنين في القاهرة، اجتماع تحضيري ضم رؤساء مخابرات الدول الأربع للتشاور والتنسيق وتبادل المعلومات ووضع ضوابط لمراقبة قطر في حال موافقتها على المطالب، وعقد اجتماع ثانٍ امس الاربعاء ، لإعداد إطار للبيان الذي سيصدر عن وزراء خارجية الدول الاربع.
وسط ذلك، جدد وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أمس الاول الاثنين، رفض بلاده مطالب الدول المقاطعة، لأنها غير واقعية.
وأكد في مؤتمر صحافي مع نظيره وزير الخارجية الألماني سيغمار غابرييل، أن بلاده تشارك المجتمع الدولي همَّ مكافحة الإرهاب، وأن الدول المقاطعة بلادَه اعتدت على قطر، لكنه قال: نحن مستعدون للحوار والبحث في كل القضايا، مضيفاً أن هناك آمالاً لحل الأزمة والتوصل لتسوية من خلال وساطة الكويت.
وفي الكويت، بعث الأمير الشيخ صباح الأحمد أمس الاول الاثنين، رسائل خطية إلى أطراف الخلاف قبل ساعات على انتهاء المهلة الإضافية التي منحتها الدول الأربع للدوحة، كما استقبل وزيرَ الشؤون الخارجية العُماني يوسف بن علوي وبحث معه ملف الأزمة، وهي الزيارة الثانية لبن علوي إلى الكويت منذ بدء الأزمة مع قطر.
ووصل وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وتوجه فور وصوله إلى مقر انعقاد قمة الاتحاد الأفريقي، والتقى ملك سويزلاند مسواتي الثالث، ورئيسة ليبيريا ألن جوناسون، ورئيس الوزراء الإثيوبي هيلي ماريام ديسالين، والرئيس الغامبي آداما بارو، ورئيس الاتحاد الأفريقي رئيس غينيا ألفا كوندي، وعدداً من المسؤولين الأفارقة لإطلاعهم على الأزمة مع قطر.
وقال وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد في مؤتمر صحافي مع نظيره الألماني في أبوظبي أمس الاول الاثنين، إن على الدوحة وقف تمويل الإرهاب، وإيواء الإرهابيين والمتطرفين، مشيراً إلى أن بلاده والدول المقاطعة قطر لا تزال تنتظر الرد القطري من طريق الكويت، وعندها لكل حادثة حديث.
وأضاف الشيخ عبدالله: من السابق لأوانه التحدث عن الخطوات اللاحقة لتسلم رد الدوحة، وسنتخذها بعد التشاور والدراسة مع الحلفاء، لكن أي خطوات ستقوم بها الدول المقاطعة ستكون في إطار إجراءات القانون الدولي.
وتابع: الأزمة لا تقتصر على مواجهة الإرهاب، إذ لمواجهة الإرهاب لا بد من التصدي لخطاب الكراهية، ووقف تمويل الإرهابيين وإيوائهم، ولفت إلى أن قطر سمحت وآوت وحرضت على الإرهاب، لذا نقول لها: كفى يا قطر دعماً للإرهاب، وكفى أن تكون الدوحة حاضنة للإرهابيين.
من جهته، قال وزير الخارجية الألماني سيغمار غابرييل إن بلاده تؤيد وجهة النظر الإماراتية بضرورة وضع نهاية لإيواء أو تمويل الإرهابيين، وأضاف أن أمام منطقة الخليج بأكملها فرصة لتعزيز حربها على تمويل الإرهاب. وقبل ساعات من انتهاء المهلة الإضافية الممنوحة لقطر من الدول الأربع المقاطِعة الدوحة، أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش، أن المسألة باتت مصيرية، فإما الاتفاق على الأمور المشتركة التي تصون مصلحة دول الخليج مجتمعة، وإما الفراق.
وقال في تغريدة على حسابه الرسمي على «تويتر»: نحن أمام مفصل تاريخي لا علاقة له بالسيادة، جوهره نهج الجماعة والتزاماتها، فإما أن نحرص على المشترك ونمتنع عن تقويضه وهدمه، وإما الفراق.
وكانت الدول الأربع المقاطعة (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) منحت قطر مهلة إضافية 48 ساعة بناء على طلب الكويت التي تلعب دور الوسيط في الأزمة، بعد مهلة سابقة كان يفترض أن تنتهي صباح الثالث من تموز للرد على قائمة المطالب التي أعلن عنها في السابق، والتي تضمنت 13 مطلباً، على رأسها وقف تمويل الجماعات المتطرفة، ووقف التدخل في شؤون الدول المقاطِعة، كما سيجتمع وزراء خارجية الدول الأربع في القاهرة اليوم بناءً على طلب مصري للبحث في الرد على قطر وتدخلاتها في شؤون المنطقة.
وأعلنت الرئاسة الفرنسية امس الاول الإثنين، أن الرئيس إيمانويل ماكرون تباحث هاتفياً مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في مستجدات الأزمة الخليجية، مجدداً التزام بلاده تقديم المساعدة في هذا الشأن.
وقال قصر الإليزيه في بيان صدر امس الاول الإثنين، إن ماكرون جدد في إطار الاتصالات الهاتفية التي يجريها مع جميع أطراف الأزمة لأمير قطر تمسكه بالتهدئة وعدم التصعيد في شأن الأزمة.
وأضاف البيان أن الرئيس الفرنسي ملتزم بأهمية مكافحة الإرهاب، ووقف جميع أشكال التمويل -مهما كانت مصادرها- للمجموعات المرتبطة بأنشطة إرهابية.
وكانت الأزمة القطرية محور اتصال هاتفي بين رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد. وقال ناطق حكومي بريطاني إنهما اتفقا على أهمية أن تعمل قطر مع شركائها الإقليميين لمكافحة الإرهاب وضمان الاستقرار في الخليج.
بالمقابل أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وأمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط استعداد موسكو والجامعة للتحرك من أجل المساعدة في تسوية الأزمة القطرية، شريطة موافقة جميع الأطراف.
وأكد لافروف، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع أبو الغيط، أعقب محادثاتهما في موسكو، امس الأربعاء، موقف بلاده المبدئي من الأزمة، مشددا على ضرورة تسويتها عبر الحوار وبروح الاحترام.
وأوضح الوزير الروسي: نعتقد أنه يجب التوصل إلى إزالة كافة مباعث القلق بروح الاحترام المتبادل مع مراعاة مصالح التنمية المستدامة لكافة دول المنطقة. ونأمل في أن تساعد سمعة جامعة الدول العربية في ذلك».