التضامن الاجتماعي.. والتنمية(1)

يعبر التضامن الاجتماعي عن نفسه في شكلين، الاول، عبوره للحدود الدينية والقومية والمناطقية، والثاني، اسهامه في التنمية الاقتصادية. ويتمظهر في اعمال التطوع، أو العمل العام، او الشأن العام، أو العمل الخيري، والاغاثي، أو حملات التبرع بالمال والدم، او ما تسميه الثقافة الشعبية بـ«النخوة» أو «الشهامة» أو «النجدة» كل ذلك يعني شيئا واحدا: هو عمل فردي أو جماعي غير مأجور ومن النوع المتبرع به طواعية في مجالات مختلفة تقع في منفعة أفراد وشرائح تحتاج الى المساعدة، او تنفيذ اعمال انشائية او اجتماعية، او درء اخطار تهدد حياة مواطنين او تهدد المدن والبلاد، مما لا تقوم به الدولة، او انها تعجز عنه، او هو بعيدً عن متناول يدها، ويعد هذا النشاط التطوعي احد عناصر التوازن الاجتماعي، وعامل من عوامل التضامن وتنمية «الغيرة» في المجتمع.
ومن زاوية يبدو العمل التطوعي جذوة انسانية من الرغبة في العطاء والإحسان والمشاركة والمواطنة، وقليلا من نكرات الذات، والتضحية بشيء من المال والوقت والجهد والخبرة في سبيل ذلك.
والمتطوع هو الشخص الذي يسمو بمشتركاته مع الآخرين وينمي فيها روح الاحسان والتعاون ويسخر نفسه عن طواعية ودون إكراه أو ضغوط خارجية لمساعدة ومؤازرة الآخرين بقصد القيام بعمل يتطلب الجهد وتعدد المبادرات في اتجاه واحد، وهو لا يهدف من وراء ذلك كسبا من اي نوع بما فيه الوجاهة والدعاية والتكريم.
وتعدّ احدث الدراسات العمل التطوعي كضلع ثالث في عملية التنمية الاجتماعية والاستثمارية بعد القطاع العام والخاص ويسهم بشكل كبير، بالنسبة لدول كثيرة، في حل مشكلات المجتمع من تعليم وصحة وبيئة ويعمل على دعم ذوي الاحتياجات الخاصة والمصابين بالامراض، مكلفة العلاج، والتخفيف من معاناة السكان وابناء الاحياء الفقيرة، وتحقيق اعمال البناء والنظافة وتحسين البيئة ويعد من اهم عوامل التكافل الاجتماعي اذ يؤدي الى الشعور بالمحبة بين الناس.. وفي هذا اصبح العمل التطوعي علما من علوم المجتمع، يتطور بحسب ضرورات التنمية واشكال احتياجاتها، ويصبح نشاطا تنهض به مؤسسات متخصصة تتفنن في اقناع الناس بالاحسان والجود بما تملك من طاقة او ممتلكات في سبيل الآخرين الاكثر حاجة لها.
*****************
ارثر شوبنهاور- الفيلسوف الالماني:
«التضامن الشامل هو الضمان الوحيد للفضيلة».
عبدالمنعم الأعسم

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة