أنقاض الحرب في الموصل لم تخفِ بشاعة التنظيم المتطرف

“قصص الرعب” و جرائم داعشية وحشية في الساحل الأيمن
نينوى ـ خدر خلات:

“كل هارب من المناطق القديمة في منطقة الموصل القديمة يحمل قصة او قصصاً مرعبة عن وحشية تنظيم داعش الارهابي ضد الاهالي المدنيين الذين تمكن بعضهم من الهرب فيما الالاف ما زالوا يعانون المعاناة نفسها وتنتظرهم اوقات صعبة جدا” هذا ما قاله الناشط الموصلي المدني محمد حسين الحيالي في حديث الى “الصباح الجديد”.
واضاف “لقاءاتنا مع الناجين من المناطق القديمة في الموصل القديمة الذين ينجحوا في الفرار من جحيم داعش يكشفون جانبا بسيطا من تلك المعاناة التي لا تنتهي بالوصول الى مناطق آمنة، بل ان معاناة اخرى تبدأ”.
واشار الحيالي الى ان “هنالك امهات نجون بطريقة او بأخرى، لكن عائلاتهن تشتت في اثناء الهرب، وهنالك اطفال وشباب وكبار بالسن يبحثون عن عائلاتهم في المناطق الامنة، والوضع معقد جداً في ظل ان الكثيرين منهم لا يحملون موبايلات او سيم كارت لانهم كسروها او اخفوها بسبب خوفهم من عقوبات داعش سابقا”.
وحول ابرز القصص التي رواها الهاربون من المنطقة القديمة، افاد الحيالي بان “امراة اربعينية سألت عنصر داعشي كانت نقطته قريبة من منزلها في منطقة المشاهدة عن الروائح الكريهة التي تهب على منطقتهم، فقال لها انها رائحة كفرة ومرتدين فطسوا من الجوع والعطش في احد السجون القريبة الموجود بسرداب في الزقاق نفسه ، وبعضهم يحتضر منذ ايام ولم يفطس بعد”.
وتابع “رجل ستيني ابلغنا ان الدواعش قالوا لهم قبل تقدم القوات الامنية على منطقتهم، سنذبح بسكين مزنجرة (صدئة) أي شخص يحاول الفرار من بيته، اما النساء فلهن عقوبات تعرفونها في حال ضبطهن وهن يحاولن الهرب”.
ونقل الحيالي عن الرجل الستيني قوله “احيانا كنا نسمع صراخ وعويل السجناء في بعض البيوت، حيث ان داعش كان يحول وعلى عجل أي سرداب الى سجن ويضع فيه معتقلين، وكانوا يهددونا من مغبة محاولة التواصل مع السجناء او ايصال ماء للشرب او أي طعام اليهم، بحكم ان اغلب الجدران فيها فتحات وكان داعش يغلقها على عجالة بقطع حديدية من السكراب، واعتقد انه قبل هرب داعش من تلك المناطق كان يتم اعدام السجناء بالرصاص، حيث بتنا نميز اصوات الرصاص البعيد منها والقريب”.
ومضى بالقول “الانقاض التي تغطي المئات من المنازل بالموصل القديمة لن تمحو آثار جرائم داعش بحق المدنيين والابرياء، ولابد من رفع الانقاض بحذر وكشف جثث المظلومين تحتها الذين قضوا في سجون داعش، حيث انه في بعض الاحيان كان يضطر داعش للهرب ويترك السجون والمعتقلين المربوطين الايادي داخل السرداب المحكم الغلق”.
وبحسب الحيالي فأن “اكثر الدواعش قسوة ووحشية ضد الاهالي هم الارهابيون العرب والاجانب، على وفق ما نقله المدنيون الهاربون من الموصل القديمة، وانهم كانوا يتهمون المدنيين بانهم تخلوا عن دينهم وارضهم لصالح الكفار والمرتدين وانهم يحبون الحياة اكثر من الشهادة، فضلا عن شتائم وانتقادات لاذعة للاهالي، مع حرمانهم من أية مواد غذائية مهما كان نوعها، حيث ان افراد التنظيم لا يعانون من نقص كبير في هذا المجال، لكن نوعية طعامهم بدأت تسوء مؤخرا”.
داعيا “الجهات المختصة الى توثيق قصص الرعب الداعشية من الناجين من المناطق التي سيطر عليها داعش، منذ بسط سيطرته على محافظة نينوى والى حين زواله، مع الاهتمام بالمنطقة القديمة بالموصل، لانه من المرجح وجود المئات من الابرياء المدفونين تحت الانقاض من الذين اعتقلهم او اعدمهم داعش او تركهم بسجون مقفلة ليواجهوا الموت جوعا وعطشا”.
وكانت الاجهزة الامنية قد عثرت على سجن داعشي في منطقة 17 تموز غربي الموصل، كان يضم طابقا تحت الارض وعثر فيه على العديد من الجثث المحروقة والتي من المرجح انها تعود لمدنيين او لمعتقلين لدى التنظيم الارهابي.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة