العاهل السعودي يعين نجله الامير محمد بن سلمان وليا للعهد ومحمد بن نايف أول المبايعين

في خطوة تؤكد التوجه نحو الشباب ونفوذه في الحياة السياسية في الرياض
متابعة ـ الصباح الجديد:

عين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز امس الاربعاء نجله الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد، في خطوة تؤكد موقع الامير الشاب ونفوذه في الحياة السياسية في المملكة، وعلى خلفية أزمة مفتوحة مع قطر والنزاع المستمر في اليمن.
ويأتي هذا التعين في وقت تشهد فيه المنطقة توترا كبيرا على الصعيدين السياسي، متمثلا في أزمة خليجية متفاقمة وانتقادات سعودية ،لما يوصف بتصاعد نفوذ إيران، فضلا عن حرب اليمن والصراع في سوريا، والصعيد الاقتصادي متمثلا في انخفاض أسعار النفط العالمية.
ويتساءل مراقبون عن مقدرة الأمير الشاب على «اتخاذ القرارات الصائبة» مستشهدين بالحملة العسكرية التي يقودها بوصفه وزيرا للدفاع في اليمن، والتي لم تنجح في تحقيق أهدافها المنشودة وأبرزها إسقاط حكم الحوثيين، كما أن منظمات حقوقية دولية اتهمت الجيش السعودي في أكثر من تقرير بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن عن طريق «قصف المدنيين» وفرض خصار جوي وبحري على أفقر البلدان العربية.
كما يرون أن إعفاء بن نايف من ولاية العهد وكذلك من منصب رئيس مجلس الوزراء ومنصب وزير الداخلية، ومنحها لنجله محمد بن سلمان، بأنها استهداف وتكريس لصلاحيات ولي العهد الجديد الأمير (محمد بن سلمان)، على حساب ابن عمه ولي العهد السابق الأمير (محمد بن نايف)، وأن التغييرات جاءت برعاية إماراتية.
*من هو محمد بن سلمان
ولد الأمير محمد بن سلمان في 31 آب 1985، وجمع بسرعة سلطات ونفوذا غير عاديين، بعد تولي والده عرش السعودية في كانون الثاني 2015.
ويصفه دبلوماسيون غربيون بالذكاء، وبأن له نفوذا كبيرا على والده البالغ من العمر 81 عاما.
ومن بين المناصب التي يتولاها رئاسة مجلس شؤون الاقتصاد والتنمية، وهو الجهة التي تنسق السياسة الاقتصادية في البلاد. ويرأس أيضا الهيئة المشرفة على شركة النفط العملاقة أرامكو.
ودرس الأمير محمد القانون في جامعة الملك سعود، وهو أب لولدين وبنتين، ولم يتزوج إلا مرة واحدة، على عكس بقية أفراد العائلة المالكة.
وظل الأمير محمد يعمل سنوات مع والده عندما كان أميرا للرياض، وعندما كان وليا للعهد في الفترة ما بين 2013 و2015.
وعن البيعة السعودية وكيف تتم، فجرت العادة أن يستقبل الملك ونائبه، الأمراءَ، ومفتي عام المملكة، والعلماءَ، والوزراءَ، وكبارَ المسئولين من مدنيين وعسكريين، وجموعاً غفيرة من المواطنين، الذين يقدّمون البيعة على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لولي العهد الجديد.
والبيعة لملك السعودية، تأتي بموجب المادة السادسة من نظام الحكم الأساسي في المملكة، والتي تنص على أنه «يبايع المواطنون الملك على كتاب الله وسنة رسوله، وعلى السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره».
وتنص المادة السابعة من النظام نفسه على أنه «يستمد الحكم في المملكة العربية السعودية سلطته من كتاب الله وسنة رسوله، وهما الحاكمان على هذا النظام وجميع أنظمة الدولة».
ومن هنا تأتي بيعة المواطنين للملك ولولي العهد ولولي ولي العهد بموجب النظام السياسي في المملكة، والذي يستمد بدوره هذا النهج من الشرع، والبيعة في الإسلام هي عبارة عن ميثاق الولاء للنظام السياسي الإسلامي، والالتزام بجماعة المسلمين، والطاعة لإمامهم، وهي العهد على الطاعة، كأن المبايع يعاهد الملك على أن يسلم له النظر في نفسه فيما يكلفه به من الأمر على المنشط والمكره.
وتضم الهيئة السعودية 35 أميراً من أبناء الملك عبد العزيز وأحفاده، مهمتهم تأمين انتقال الحكم ضمن آل سعود، لا سيما عبر المشاركة في اختيار ولي العهد.
والهيئة مكوّنة من أبناء الملك المؤسّس، وينوب عن المتوفَّين والمرضى والعاجزين منهم أحد أبنائهم، يضاف إليهم اثنان من أبناء كل من أبناء الملك المؤسّس يعيّنهما الملك وولي العهد.
وكان الملك الراحل، عبد الله بن عبد العزيز، أعلن في أكتوبر 2007 اللائحة التنفيذية التي تحدد آليات تطبيق نظام هيئة البيعة بعد عام من إصداره.
ووفقاً للائحة، يتمتع أعضاء الهيئة بعضوية مدتها أربع سنوات غير قابلة للتجديد، إلا إذا اتفق إخوة العضو المنتهية ولايته على ذلك، وبموافقة الملك.
وفي حال تقرير عدم الأهلية الدائمة، فإن «مجلساً مؤقّتاً للحكم» مشكّلاً من خمسة أعضاء يتولّى تصريف أمور الدولة، على أن تقوم الهيئة في غضون سبعة أيام «باختيار الأصلح للحكم من أبناء الملك المؤسّس»؛ عبد العزيز آل سعود.
ويقترح الملك على «هيئة البيعة» اسماً أو اسمين أو ثلاثة أسماء لمنصب ولي العهد، ويمكن للجنة أن ترفض هذه الأسماء وتعيّن مرشّحاً لم يقترحه الملك.
وإذا لم يحظَ مرشّح الهيئة بموافقة الملك، فإن «هيئة البيعة» تحسم الأمر بالغالبية في عملية تصويت يشارك فيها مرشّحها ومرشّح يعيّنه الملك، وذلك خلال مهلة شهر.
وتتخذ «هيئة البيعة» من الرياض مقراً، ويرأسها أكبر أفراد العائلة المالكة سناً، وتعقد اجتماعاتها العادية بحضور ثلثي الأعضاء، وتتخذ قراراتها بالغالبية وعبر التصويت السري.
وأصدر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز أمراً ملكياً، امس الأربعاء، يقضي بإعفاء الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز آل سعود من ولاية العهد ومن منصب نائب رئيس مجلس الوزراء ومنصب وزير الداخلية.
وجاء في الأمر الملكي الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية، أن الملك سلمان اختار الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولياً للعهد وتعيينه نائباً لرئيس مجلس الوزراء مع استمراره وزيراً للدفاع.
وفيما يتعلق بمنصب وزارة الداخلية الذي كان يشغله ولي العهد السابق محمد بن نايف؛ فقد أصدر الملك سلمان أمراً ملكياً بتعيين الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف وزيراً للداخلية.
*تغيرات وزارية
وشملت الأوامر الملكية تعيين كل من الأمير بندر بن خالد بن فيصل بن عبد العزيز مستشاراً بالديوان الملكي بمرتبة وزير، وتعيين الأمير بندر بن فيصل بن بندر بن عبد العزيز مساعداً لرئيس الاستخبارات العامة بالمرتبة الممتازة، وتعيين الأمير عبد العزيز بن تركي بن فيصل بن عبد العزيز نائباً لرئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة بالمرتبة الممتازة، وتعيين أحمد بن محمد السالم نائباً لوزير الداخلية بمرتبة وزير، وإعفاء ناصر الداود من منصبه وتعيينه وكيلاً لوزارة الداخلية بمرتبة وزير.
وأجرى الأمر الملكي تعديلاً على الفقرة «ب «من المادة الخامسة من النظام الأساسي للحكم لتكون بالنص الآتي: «يكون الحكم في أبناء الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود وأبناء الأبناء، ويبايع الأصلح منهم للحكم على كتاب الله تعالى وسُنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا يكون من بعد أبناء الملك المؤسس ملك وولي للعهد من فرع واحد من ذرية الملك المؤسس».
وبموجب التعديل فإن ملك السعودية القادم في حال لم يكن من أبناء الملك المؤسس عبدالعزيز، وكان من أحفاده، فإن ولي عهده يجب أن يكون من فرع آخر من ذرية الملك عبدالعزيز، فيما يعني أن الملك (لو كان من أحفاد الملك عبدالعزيز) لا يستطيع تعيين نجله وليا للعهد. ولم تتضمن الأوامر الملكية تعيين أحد في منصب ولي ولي العهد.
وأرسل الرئيس اليمني، «عبدربه منصور هادي» امس الأربعاء، برقية تهنئة إلى الأمير «محمد بن سلمان»، بمناسبة تعيينه وليًا لعهد المملكة العربية السعودية.
وكان أمير الكويت الشيخ «صباح الأحمد الجابر الصباح»، قد بعث برقية تهنئة إلى الملك «سلمان بن عبدالعزيز آل سعود»، أعرب فيها عن خالص تهانيه بمناسبة اختياره الأمير «محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود»، وليا للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للدفاع.
هذا، وبعث ولي العهد الكويتي الشيخ «نواف الأحمد الجابر الصباح»، ببرقية تهنئة إلى العاهل السعودي ضمنها خالص تهنئته بمناسبة اختياره «بن سلمان» وليا للعهد ونائبا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للدفاع.
وهنّأ ملك الأردن الملك عبدالله الثاني، في اتصالٍ هاتفي، امس الأربعاء، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، باختياره ولياً للعهد نائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للدفاع.
ووفق وكالة الأنباء الأردنية أعرب الملك عبدالله، خلال الاتصال، عن تمنياته لسمو ولي العهد بالتوفيق والسداد، لمواصلة عطائه في خدمة وطنه، في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، مؤكداً اعتزازه بالعلاقات الأخوية التاريخية بين البلدين الشقيقين، والحرص على تمتينها والارتقاء بها في المجالات كافة.
ووصفت وسائل الإعلام الإيرانية امس الأربعاء اختيار الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد في السعودية «بالانقلاب الناعم».
وكتب التلفزيون الإيراني في عنوان على موقعه على الإنترنت «انقلاب ناعم في السعودية الابن يصبح خلفا لوالده».

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة