د.فرحان بدري الحربي
بين النصف وبين الطين ، لحنٌ ترتيلُ وغواية . يعمُرُ أرض الظلّ وينجو
يغريها عطراً. ينسيها زمناً لا تعرفه، الأمس بزاوية الماضي ، قبل النورِ وكان العالم، طين يمضي، لغواية بوقٍ أو ناي. بعلامة صوت أحياها، لمنائرها وعمائرها سكناها انبجست أصواتاً، كلّ الأصوات، بداخله فهو الانسان هو الفوت . كونٌ نصف الطين وصوت، كلماتٌ ، يتلو ألحاناً ماضيها ويقيم لحاضرها عرساً يمحو الموت.
أحياها وانكبّ لموتٍ، جعل الموت قرار الصوت، دارت ألحانٌ في فمه كانت حشرجة أنزلها فتصدّع من ماضي الدنيا وانماز قرارٌ للفوت.
يا نصفَ الدنيا يا أزلاً تركله كلّ الجدران، بقرارك أعلنت وجوداً وبصوتك قانون فناء .
رقصت قامات الافياء .
صار سراباً ظلّ الصوت، أرضٌ فكرُ الدنيا ، ظلّ خواءٍ ينزلُ ، سراً جوفَ الحاضر، ينداح يردّدُ: للماءِ. كلّ الحاضر كلّ الماضي، الماءُ مسافة ترتيلٍ بين الروح ولحن فناء.
_ تكوين