جولة مع طقوس الاحتفال بشهر رمضان في العراق والعالم

عادات موروثة تختلف من بلد الى بلد آخر
متابعة – أحلام يوسف:

يعد شهر رمضان، شهراً للعبادات، وأيضاً للاحتفالات الدينية التي تتجسد من خلال جلسات «الذكر» حيث تتغنى فرق الموشحات بصفات النبي «ص»، والدعوة من خلال أدائها للتحلي بأخلاقه وطباعه.
ومن المعروف ان طقوس الاحتفالات بشهر رمضان، تختلف من دولة الى دولة أخرى، حيث تمنح بعض الدول ذات الغالبية المسلمة، عطلة أسبوعية في الأسبوع الأول من رمضان، لمساعدتهم، وتهيئتهم للصوم مثل إندونيسيا، وفي دول أخرى تقام مراسم تشبه الى حد كبير مراسم الزفاف للطفل الذي يبدأ بالصوم لأول مرة كما هو الحال في الباكستان.
اما في مصر فهناك اهتمام مميز بمدفع الإفطار، حيث تدور حوله حكايات يصفها البعض بانها غير دقيقة، تتمثل بأن والي مصر «محمد علي الكبير»، كان قد اشترى عددًا من المدافع الحربية الحديثة، في إطار خطته لبناء جيش مصري قوي، وفي يوم من الأيام الرمضانية، كانت تجري الاستعدادات لإطلاق أحد هذه المدافع كنوع من التجربة، فانطلق صوت المدفع مدويًّا في لحظة غروب الشمس، وأذان المغرب من فوق القلعة، الكائنة حاليًا في مكانها نفسه في حي مصر القديمة جنوب القاهرة، فتصور الصائمون أن هذا تقليد جديد، واعتادوا عليه، وسألوا الحاكم أن يستمر هذا التقليد خلال شهر رمضان في وقت الإفطار والسحور، فوافق، وتحول إطلاق المدفع بالذخيرة الحية مرتين يوميًّا إلى ظاهرة رمضانية، مرتبطة بالمصريين كل عام، ولم تتوقف إلا خلال فترات الحروب العالمية.
وحينما نأتي الى العراق نجد ان هناك اكثر من طقس لاستقبال هذا الشهر والاحتفال به، إضافة الى جلسات الذكر، نجد ان هناك بعض الأكلات التي تمتلك طابعاً خاصاً، وأهمية خاصة، حيث يعدها البعض طقسًا من طقوس رمضان، وهناك من يقول ان ما يميز رمضان عن بقية أشهر السنة، هو تناول اكلة معينة لا يفضل اكلها، أو طبخها في أي شهر آخر، ولكل محافظة من محافظات العراق أكلة خاصة، أو نوع معين من الحلويات التي تتميز بها عن غيرها من المدن العراقية الأخرى، ففي بغداد تشتهر حلوى «الزلابية» و»البقلاوة»، التي كثيراً ما ترافق لعبة «المحيبس» وهي أيضاً لا يلعبها الهواة والمحترفون الا في شهر رمضان.
أما أهم الأكلات الرمضانية، فالعراقيون يهتمون بأكلة «التشريب»، وهي عبارة عن حساء احمر مع اللحم، يشربها الصائم كنوع من أنواع السوائل، وأحياناً يقطع الخبز الى شرائح صغيرة في صحن ويصبها عليه، إضافة إلى حساء العدس، وشراب «النومي بصرة».
وفي تونس يمثل شهر رمضان فرصة لإقامة موائد الإفطار للمحتاجين، وتوزيع المعونات للفقراء والمعوزين، إضافة الى التزاور فيما بينهم الذي يكثر في هذا الشهر، بنحو يكاد يكون ضعف ما هو عليه الحال في الأشهر الأخرى.
الطقوس الرمضانية في كل العالم الإسلامي تختلف في بعض الزوايا، وتتشابه في زوايا اخرى، لكن يبقى لشهر رمضان نكهة خاصة، ومحبة خاصة، لأنه يبشر بقدوم العيد.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة