للترويج لإعادة إدراج بابل الأثرية على لائحة التراث العالمي
بغداد – وداد إبراهيم:
صباحات بابلية ليس برنامج تلفزيوني او اذاعي بل هو النشاط الذي دعت له عدد من منظمات المجتمع المدني وناشطون مدنيون ومنظمات تهتم بالثقافة والتراث العراقي في مدينة بابل الاثارية للترويج لإعادة ادراج بابل الاثرية على لائحة التراث العالمي، بعد ان أخرجت من لائحة التراث العالمي بسبب قيام النظام السابق بتغيير معالمها برغم التحذيرات الدولية.
بابل تعد من أكثر المحافظات العراقية التي تضم مواقع أثريه إذ يتجاوز عددها 623 منطقة مسجلة رسمياً، فضلاً عن وجود 477 موقعاً أثرياً غير مسجل، هذه المدينة العظيمة تعرضت لأوسع عملية نهب في سنة 2003 وما تلاها، ما أدى إلى اختفاء آلاف القطع التي لا تقدر بثمن مثلما تعرضت له كل الاثار العراقية والتي كانت في المتحف الوطني بالعاصمة بغداد ومن مواقع أخرى في أنحاء البلاد، واستعاد العراق مطلع 2010 نحو 1046 قطعة أثرية من الولايات المتحدة الأميركية كانت ضمن قطع كثيرة هربت في أوقات مختلفة.
قصر صدام من المعالم المعمارية
سجال طويل وقع بين مجلس محافظة بابل ودائرة السياحة والاثار حول القصر الرئاسي الذي بناه صدام كواحد من قصوره، في حين كانت هناك دعوة لاستغلال جزء من هذا القصر لفضائية بابل وقد طالبت دائرة السياحة والاثار في المحافظة لوقف هذا المشروع، والذي يؤثر سلباً على مشروع وضع بابل على لائحة التراث العالمي.
وقصر صدام الذي بني بنحو متناغم ومنسجم مع شكل المدينة الاثارية ووقوعه في المدينة الاثارية وعلى أحد التلول الصناعية في بابل وقد ترك منذ عام 2003 من دون ان يستثمر تدعو منظمات لتحويلة الى متحف للأثار واستثماره كموقع مهم في حال تم ادراج مدينة بابل على لائحة التراث العالمي, وحين فتح هذا القصر اما الزائرين من قبل مجلس المحافظة كان قد أذهل الزائرين بتصميمه وما جاء فيه من زخرفة وجمالية في البناء.
هذا وقام ناشطون بترويج مشروع بابل على لائحة التراث العالمي على مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان حملة ادراج بابل على لائحة التراث العالمي والتي حصلت على أكثر من 6000 مشارك.
وتضمنت الصفحة افلام وثائقية عن زيارة ملك اسبانيا خوان كارلوس لمدينة بابل وصور وافلام عن اهمية المدينة وموقها الآثاري العظيم.
لذا فالعراق يسعى لإعادة ادراج مدينة بابل الاثرية على لائحة التراث العالمي، من خلال تطبيق بنود منظمة اليونسكو المعنية بالثقافة والفنون والإعلام والتراث والآثار التي تضم ٢١ دولة أهمها ألمانيا وفرنسا وروسيا وأمريكا.
نسعى لإنجاز ملف
عن أهمية بابل
ويقول رئيس الفريق المكلف بإكمال الجوانب الفنية وملاحظات منظمة اليونسكو رعد علاوي الدليمي مدير عام دائرة الموارد البشرية في وزارة الثقافة : ان مشروع ادراج مدينة بابل التاريخية على لائحة التراث العالمي له مردود ثقافي وانساني وحضاري واقتصادي كبير اذ سيمهد لإيرادات سياحية للعراق ولمدينة الحلة تحديداً ويمهد للنهوض بالواقع الاقتصادي والمعاشي والخدمي واعادة احياء الصناعات الشعبية وتشغيل العديد من الحرفيين واحياء الكثير من المهن التي توقفت بسبب الوضع الاقتصادي، اضافة للاستحقاق العالمي والأهمية التاريخية لهذه المدينة وما تحتويه من معالم مهمة مثل مسّلة حمورابي وأسد بابل وبوابة عشتار التي تشكل قوانين وتاريخ رسم للعالم طريق النظام والالتزام للعديد من القضايا الانسانية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية.
وتابع الدليمي: ان الفريق المكلف واللجنة الخاصة بهذا المشروع تسعى لتفكيك وحل ما يواجه ادارة المدينة الاثرية من مصاعب تقف في طريق انجاح هذا المشروع الحيوي وتعمل وبنحو مشترك ما بين لجنة السياحة والاثار البرلمانية ووزارة الثقافة والسياحة والاثار ومجلس محافظة بابل والجهات ذات العلاقة، وترتيب جميع الامور اللوجستية وتهيئة ملف متكامل بالتنسيق مع وزارة الخارجية من خلال خطة واسعة الأفق، والترويج لأهمية هذه المدينة الخالدة وعلى المستوى الشعبي والدولي.
وأشار الى ان العالم متهيئاً أعلامياً ودولياً لاحتضان عجائب الدنيا السبع والجنائن المعلقة وشارع الموكب التاريخي والنحت الذي يجمل المدينة والذي يجسد شكل الحيوان الخرافي المنقوش والملك البابلي، لما تحمله من رسالة للمناطق التي تحيط المدينة وتعمل على إنعاش الصناعات الشعبية التي تتميز بها مدينة بابل.
ووصف الدليمي نجاح اعادة ادراج المدينة الاثرية بالعمل التاريخي، ويمثل احياء للسياحة في المدينة.
وأوضح: ان النفط والتجارة والصناعة تتطلب استخراج وإنشاء ومصاريف مالية مسبقة، اما السائح فيدفع مبالغ لدخوله المدينة وعلى الحدود ومصروفات اقامته في الفندق والتجوال والتسوق من الاسواق وهذا كله ينعش الصناعات الشعبية، ونحتاج لحملة ونشاط دولي والفرصة امام العراق، خاصة ان العالم يعد الفن والثقافة والكتابة خطوط حمراء.