رمضان مبارك

تتكرر كل سنة وخلال أيام شهر رمضان المبارك وعلى مدى السنوات الماضية برامج تقديم المساعدات للعائلات الفقيرة الا ان السنوات الثلاثة الأخيرة وبعد احداث الموصل إضافة فئة جديدة لتلك الاسر الا وهي النازحين وما بين النازحين والمتعففين شعره استغلتها بعض القنوات الفضائية لتجعلهم مادة دسمة لبرامج تتاجر بمعاناتهم وما آلت إليه ظروفهم من دون أي مراعاة او إحساس بأنهم يستحقون منا جل الاحترام والتقدير والإنسانية قبل التشهير مقابل ثلاجة او مبردة من قبل إدارة القناة او فاعل خير ، وهنا تقف العائلة المحتاجة ما بين حاجتها لتلك الأجهزة او أي مبلغ مالي ممكن ان يقدم لها عبر تلك البرامج وبين ان ينهشها العوز وقلة الحيلة اذا رفضت الظهور على الشاشة , ومما يدفع الكثير منهم الى الرضوخ والقبول مجبرين لا مخيرين فلم تضع الجهات الرسمية المسؤولة عن تحسين مستوى معيشة الفرد العراقي في حساباتها ان هناك مئات الآلاف منهم متناثرين على ارض دجلة والفرات وهم يحتاجون لمد يد العون لهم بدلاً من ان يكونوا مادة إعلامية تثير الشفقة والبكاء وتحصد على مواقع التواصل الاجتماعي آلاف المشاهدات لصالح هذه القناة او تلك لضمان نجاحها واستمرارها لكونها حاولت مساعداتهم بإمكانيتها المحدودة التي سخروها لسد احتياجات هذه الاسر في ظل صمت الحكومات المحلية والحكومة المركزية وغض البصر عنهم واتخاذ آلاف الذرائع لعدم مساعدتهم وفي مقدمتها التقشف المالي وان البلد في حالة حرب، وهذين العذرين كفيلين بإسكات الأصوات التي تطالبهم بسد فجوة الفقر التي هي كل يوم في اتساع مستمر لتضم آلاف العائلات في كل بقعة من هذا الوطن الذي ثكلت نساؤه ويتم أبناؤه نتيجة استمرار الصراعات السياسية والحروب والفتن والفساد الذي هو اشد واعظم على أبنائه من كل ما مر اذ لم يبقِ أخضر ولا يابس في خزانة الدولة اذ سرقت أموال الفقراء والمحتاجين التي لو كانت وضعت بنحو انساني وصحيح لما بقي في العراق فقير او محتاج ينتظر ان تتكرم عليه احدى الفضائيات بمنحة مبلغ مادي او جهاز كهربائي مقابل ان يزداد متابعو تلك القنوات على حساب دموع الفقراء والمحتاجين الذين كل يوم هم في تزايد مستمر وتنامي فوق التصور والادراك بفضل انعدام التخطيط الحقيقي والعلمي للحد من الفقر في بلد من البلدان الغنية بمواردها والفقيرة في إنسانية من هم يعتلون السلطة .
زينب الحسني

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة