متابعة – سلام البغدادي:
هناك تغييرات كثيرة طرأت على طبيعة تعاملنا مع العديد من الأمور والقضايا، بعد ان تطورت التكنلوجيا بنحو كبير في السنين الأخيرة، والتي اثرت بنحو ما حتى على حياتنا الاجتماعية، ومن جملة التغييرات التي طرأت هي ما يتعلق بمدفع الإفطار، وصوته الذي يعلن انتهاء وقت الصيام والبدء بالإفطار.
مدفع الافطار تقليد متبع في العديد من الدول الإسلامية ، حيث يقوم الجيش بإطلاق قذيفة مدفعية صوتية لحظة مغيب الشمس، معلنًا فك الصوم خلال شهر رمضان. وقد بدأت الفكرة تنتشر في أقطار الشام أولا، المتمثلة بالقدس، ودمشق، ومدن الشام الأخرى، ثم إلى بغداد في أواخر القرن التاسع عشر، وبعدها انتقل إلى الكويت، حيث جاء أول مدفع للكويت في عهد مبارك الصباح، وذلك عام1907، ثم انتقل إلى جميع أقطار الخليج قبل بزوغ عصر النفط ، وكذلك اليمن، والسودان، وحتى دول غرب أفريقيا مثل تشاد، والنيجر، ومالي، ودول شرق آسيا ،حيث بدأ مدفع الإفطار عمله في إندونسيا سنة 1944.
يعد مدفع الإفطار من أقدم التقاليد الرمضانية التي اعتمدت عليها الشعوب العربية لأعوام عديدة، قبل نهوض التكنولوجيا التي جعلت معرفة الوقت أمرا يسيرا، فهناك الهاتف “الموبايل” والتلفزيون والراديو، إضافة الى الساعة اليدوية والصحف التي تعلن عن امساكية الشهر.
ومع التكنلوجيا الحديثة التي حجمت دور المدفع اليوم، الا ان المسلمين ما زالوا ينتظرون إطلاق القذيفة الرمضانية من خلال شاشات التلفاز، ليأذن صوت المدفع لهم بالإفطار.
رحلة مدفع الإفطار ما بين الماضي والحاضر
التعليقات مغلقة