لن نذهب بعيداً في تاريخ هذين العقدين، ولكننا سنكتفي هنا بما بعد أحداث ما كان يعرف زوراً وبهتاناً بـ»الربيع العربي» لقد سلطت قطر كل وسائل إعلامها لدعم حركات الفوضى في عدد من الجمهوريات العربية المنتفضة 2011 في تونس ومصر وليبيا وغيرها، وهي فعلت ذلك كله لدعم «جماعة الإخوان» الإرهابية والتنظيمات الإرهابية المتفرعة عنها
وهي انتشت كحليفتها جماعة «الإخوان» بتلك الانتفاضات، وحسبت أنها انعتقت من ضيق الجغرافيا وضعف المكانة السياسية لتصبح بين عشيةٍ وضحاها دولةً كبرى تتوهم، كما توهم جماعة «الإخوان» من قبل أنها قادرة على «إسقاط الدول» و»سيادة الدنيا» وانتشاء الضعيف يفضح مكائده أكثر مما يمنحه القدرة على تحصيلها، وهنا تكمن نقطة الضعف في سياسة قطر، وهي عِظَم الطموح مع ضعف الإمكانيات، وهي ليست دليلاً على الحصافة على أي حالٍ.
كان مستغرباً من قطر بعد قمم العزم الثلاث في السعودية، وضداً لمخرجات تلك القمم، أن تهاجم وسائل الإعلام القطرية مملكة البحرين الشقيقة، وأن تدافع عن الإرهابيين باعتبارهم أصحاب حقٍ، ولكنها أثبتت أنها مستمرة في النهج المعادي للبحرين، وهي دعمت هذه الحركات من قبل في اضطرابات البحرين ما بعد 2011، فلماذا يا قطر؟
ولن تنسى دول الخليج ودولة الإمارات دعم قطر لزعزعة الأمن عبر مؤسسات تخريبية تنطلق منها مثل مؤسسة «الكرامة» و«أكاديمية التغيير»، والتي نشطت بشكل عمليٍ لتحويل بعض المواطنين لعناصر تخريب وفوضى، وكيف أنها دعمت كل فروع جماعة «الإخوان» في دول الخليج، ودعمت العديد من الرموز المنتمين لتلك الجماعة، وأعطتهم الأموال الطائلة ودعمت مواقعهم الإخبارية، وفتحت لهم مراكز دراساتٍ ومنحت بعضهم جنسيتها لهدف واحد هو زعزعة الأمن والإخلال بالاستقرار.
ان هذا بعد أحداث 2011 مباشرةً، ولكن قطر صدمت صدمةً كبرى في 2013 حين قام الشعب المصري وجيشه بإسقاط حكم جماعة «الإخوان» في مصر، وتهشمَ حلمُ «الإخوان» وتهشمتْ معه سياسات قطر، فزادت من تشغيبها وصارت تنقل مباشرةً تهجمات «الإخواني» المصري العتيد القرضاوي الذي منحته جنسيتها على دولة الإمارات ورموزها وقيادتها، كما تنقل تهجمات «الإخوان» من مصر وغيرها بنحو لا يليق أبداً في العلاقات بين الدول، فضلاً عن أن تكون دولةً شقيقةً.
*************************************
دبي – عبدالله بن بجاد العتيبي
ضد قطر
التعليقات مغلقة