توصيات ورشة دراسة «ما بعد إدراجها في اليونسكو

مناشدة المسؤولين تعجيل تلبية المتطلبات العالمية بشأن الأهوارووقف التجاوزات
مطلوب استثمارات وطنية وخبرات أجنبية لحماية سومر وبابل وآشور وبقية الآثار
حسين الساهي

بدعوة من مؤسسة AMAR الخيرية الدولية والمركز العراقي للتنمية الإعلامية عقدت ورشة عمل لدراسة ما بعد ادراج الأهوار في التراث العالمي، وكيفية حماية اثار العراق من التجاوزات الرسمية والشعبية ، والحفاظ عليها ارثاً وطنياً وانسانياً خالداً.
وقد خرجت الورشة بمجموعة من التوصيات القيمة التي تبلورت اثر دراسات ومناقشات مكثفة لجمع من الخبرات المتخصصة وعدد من المسؤولين المعنيين في وزارات الثقافة والآثار والسياحة والبيئة والموارد المائية.
وقد تم الاتفاق على تشكيل لجنة متابعة لتوصيات الورشة تضم رئيسة لجنة الثقافة في مجلس النواب ميسون الدملوجي ورئيس شبكة الإعلام العراقي د. علي الشلاه ومستشار رئيس الوزراء للموارد المائية د. علي اللامي ورئيس المركز العراقي للتنمية الإعلامي د. عدنان السراج والاختصاصي بالتراث والآثار في وزارة الثقافة د. إياد كاظم والمدير الإقليمي لمؤسسة AMAR الخيرية الدولية د. علي ناصر مثنى .
واوصت الورشة الاهتمام بسكان الاهوار وتوفير الخدمات لهم وخاصة التعليم والصحة وسبل العيش الكريم ( توفير قروض لنشاطات متنوعة ) وتلبية متطلبات مابعد الادراج لخدمة الأهداف الوطنية والإنسانية التي تستوجب ادراج الإهوارفي التراث العالمي، وعدم تحويل الأدراج إلى تنافس سياسي سطحي، فيما الزمن يسابقنا بشأن المراجعة العالمية للإدراج، وضرورة تنسيق كل الجهود الرسمية الاتحادية والمحلية لتثبيت الأدراج والبناء عليه، لما فيه خير سكان الأهوار واستعادة سمعة العراق الدولية التي اضرت بها اجراءات النظام الشمولي.
كما اوصت الورشة بتوفير بنية تحتية لمتطلبات السياحة تناغم الطبيعة ( سكن وتنقل ومطاعم وتسهيل اجراءات دخول السياح) وتأمين المناطق السياحية وادخال مواضيع مثل اتفاقية التراث العالمي وادارة المحميات الطبيعية ضمن مناهج التعليم وبناء قدرات ملاك وطني قادر على ادارة مواقع التراث العالمي وتنشيط الحرف التقليدية والتذكرات وانشاء متاحف اثار وتأريخ طبيعي وتاريخ انساني ومعاشب وبنوك جينات ومنتديات متنوعة وتنظيم معارض ومهرجانات ثقافية وفنية ومسابقات رياضية( رسوم ، شعر شعبي ، اطوار غناء ريفية ) واصدار مطبوعات ومنشورات تعريفية متنوعة تصف كل ما تقدم.
واوصت الورشة ايضا بتجنب اية اعمال هندسية كبرى داخل حدود ممتلك التراث الا بعد الاستشارة ( فنادق او طرق الخ ) واعداد برامج سياحية تلبي متطلبات التراث العالمي وتوقعات السائح وتجنب الضغط السياحي من حيث كثافة الزوار وتحديد مسارات تتجنب قلب الممتلك واماكن تكاثر الحيوانات والحرص على تطبيق معايير المحميات وتجنب الصيد والممارسات المؤذية والضارة للحياة البرية والطيور المهاجرة ، ودمج ممارسات تقليدية وتراثية ضمن البرنامج السياحي لتعكس حضارة وثقافة وتراث الممتلك واهمية ان يكون البرنامج السياحي محددا ومعلوم الكلفة واعداد مرشد سياحي مدرك لمتطلبات السياحة في مواقع التراث العالمي والعمل على تخصيص ميزانية حقيقية للمواقع الاثرية وضمان صرف هذه الميزانية بشفافية لتطوير هذه المواقع وتشريع القوانين التي تعمل على حماية المواقع الاثرية وتجريم أية انتهاكات لها.
واوصت الورشة بادراج تعريف هذه المواقع ضمن المناهج الدراسية والأستعانة بالخبراء الدوليين، والعمل على تنفيذ توصياتهم وانشاء معهد او كلية للاثار في المناطق التي تقع فيها المناطق الاثرية والاهتمام باعمال الصيانة والحماية، وتاهيل المواقع الاثرية والبنى التحتية وتطوير المجتمع المحلي في المناطق الاثرية والعمل من اجل رفع المواقع الاثرية العراقية التي ادرجت في لائحة الخطر من هذه اللائحة.

توصيات الجانب الحضاري:
تضمنت تحويل مدينة بابل الاثرية الى مديرية عامة مستقلة وبميزانية اتحادية مناسبة، تتضمن طاقما اثاريا من خيرة الاثاريين العراقيين مدعمين بخبرات عالمية في التنقيــب والترميم الاثري، يعملون بصــورة دائمة على وفق خطة مدروسة على ترميم بابل وازالة الخراب الذي الحقه الدكتاتور والاهمال فيها ، وانشاء معهد للدراسات البابلية والسومرية على مقربة منها يستقبل الطلبة العراقيين والاجانب الذين يهتمون بحضارتها بما يضمن ايجاد اجيال من الاثاريين الذين يسهرون مستقبلا على ديمومة هذا الارث الانساني الخالد وانشاء مركز ابحاث واعلام مختص بمدينة بابل الاثرية واعادة اصدار الكتب التي تناولتها بكل اللغات العالمية الحية، مع اصدار دليل اثــاري سياحي ملون بخمس لغات عنهــا يجدد كل عامين، لتكون رسالة بابل رسالة العراق الى العالــم ، وانشاء موقع الكتروني فخم يليق ببابل وبلغات متعددة ليكون نافذة تطل عليها ووسيلة للتواصل مع عشاقها اينما كانوا واختــيار احدى الشخصيات الثقافية العراقية ليكون عمدة لمدينة بابل الاثرية يحضر رمزيا كل الاحتفالات والفعاليات العراقية بما يعكس اعتزاز العراق الجديد بحضارته، وليرى العالم مقدار احتفائنا بأولى المدن وسيدة الحضارات كما يكون وسيلة لتكريم كبار مبدعي العراق باختيارهم دوريا لينالوا هذا الشرف الكبير وانشاء محترف تشكيلي يقوم بأنتاج نماذج من الحضاة البابلية « كمسلة حمورابي واسد بابل وباب عشتار « على شكل منحوتات صغيرة وبكميات تجارية تسوق عالميا، كما هو حاصل مع تمثال ابي الهول الفرعوني مثلا ، بحيث يشكل وسيلة اعلامية للتعريف ببابل كما يشكل موردا اقتصاديا لها وفرص عمل عديدة لفنانينا التشكيليين ، كما يشمل هذا طباعة معالم المدينة على ورق مقوى بحيث تجمع فتشكل الجنائن المعلقة او شارع الموكب … الخ ، كما يفعل متحف برلين اليوم مع باب عشتار ، اضافة الى بطاقات بابل السياحية التي تأخذ من معالمها صورا تباع وتهدى.

اما توصيات الجانب الاقتصادي
تضمنت انشاء مرافق سياحية من فنادق ومطاعم « بدرجات متعددة « واسواق تجارية وثقافية على مقربة من المدينة الاثرية وبما لا يشكل اعتداء على المطمور منها وانشاء خطوط مواصلات متعددة من بابل واليها ووضع رسوم زيارة للمدينة بدرجتين الاولى رمزية للعراقيين والثانية سياحية لا تقل عن زيارة مدينة البتراء الاردنية او قصر الحمراء في الاندلس «20 دولارا «، على ان تعود الرســوم الــى ميزانية محافظة بابل لاسيــما المدينة الاثرية فيها وتنظيـم الجوانب السياحية المتعلقة بوضــع المدينة على جدول زيارات كل الافواج السياحية « غير الدينية « الراغبة بزيارة العراق اضافة الى خطــة اعلانية تتبناها وسائل الاعلام العراقية لا سيمــا الممولة من قبل الدولة اضافة الى اجهزة الدولة المختلفة وتحرير المدينة الاثرية مــن كونها منتجعا سياحيا والغاء كونها دار ضيافــة للمسؤوليــن المحليــين وغيرهــم مع الاستفادة من قصر الطاغيـة المطل عليها بتحويله الى متحف وبمقاييس عالمية لمقتنيات المدينة الاثرية مع رسم زيارة خاص به ووضع محافظة بابل مستقبلا ضمن المحافظات المشمولة بحصة من رسوم الافواج السياحية اسوة بالمحافظات المقدسة والمحافظات المنتجة للنفط، لما سيشكله زوار مدينة بابل الاثرية من نسبة كبيرة ضمن السياحة الاثرية والثقافية العراقية كون بابل مصدرا دائما من مصادر السياحة العراقية المتفـردة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة