أربع مراحل تنتظر المشروع
بغداد ـ مشرق ريسان:
على الرغم من كثرة الخلافات السياسية و”الاعتراضات” على ورقة التسوية الوطنية التي يتبناها التحالف الوطني، إلا إن التحالف ما يزال “مصراً” على طرح وثيقته بالتزامن مع إعلان تحرير محافظة نينوى من سيطرة تنظيم “داعش” الإرهابي.
ويقول النائب عن ائتلاف دولة القانون حيدر المولى إن “وثيقة التسوية الوطنية متوقفة حالياً”، كاشفاً عن “تأجيل طرح التسوية وإيقافها في الوقت الحاضر”.
ويشير المولى في حديث مع “الصباح الجديد”، إلى إن “الكتل السياسية ستطرح وبقوة ملف التسوية الوطنية بعد إعلان تحرير الموصل بالكامل من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي”.
ويوضح النائب عن ائتلاف دولة القانون- بزعامة نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي- إن “هناك اعتراضات في داخل التحالف الوطني وخارجه على وثيقة التسوية التي يتبناها التحالف”.
من جانبه، يقول النائب عن كتلة المواطن حسن خلاطي إن “مشروع التسوية الوطنية يهدف إلى إنضاج العملية السياسية بعد مرحلة داعش”، مضيفاً إن جميع “الكتل السياسية المنضوية في التحالف الوطني صوتت على وثيقة التحالف، في حين تبنى تحالف القوى الوطنية طرح وثيقة أخرى خاصة به”.
وينوه خلاطي في حديث مع “الصباح الجديد”، بأن “برنامج تحالف القوى؛ الذي لم يقدم بشكل رسمي حتى الآن (وقت إعداد التقرير)- ينطوي على الكثير من القضايا غير المقنعة وغير المنطقية”، لافتاً إلى إن “هناك رأياً في التحالف الوطني بأن يصار إلى مناقشة ما جاء في وثيقة تحالف القوى”.
ويوضّح النائب عن ائتلاف المواطن- بزعامة رئيس التحالف الوطني عمار الحكيم- إن “هناك جهوداً مستمرة؛ على المستويين الوطني والإقليمي؛ وزيارات لـ(الأردن، ومصر، وإيران، وتونس) يتبناها رئيس التحالف الوطني، لشرح أبعاد التسوية الوطنية”.
ويؤكد خلاطي إن “التوافق داخل التحالف الوطني، أفضى إلى الاتفاق على إعلان الوثيقة في يوم إعلان تحرير مدينة الموصل”، مشيراً إلى إن “ممثل الأمم المتحدة في العراق يان كوبيش هو من طرح الوثيقة وليس التحالف الوطني”.
واختتم خلاطي حديثه بدعوة “جميع الشركاء السياسيين- خارج التحالف الوطني- إلى التجاوب مع وثيقة التحالف” بشأن التسوية ومرحلة ما بعد “داعش”.
في الطرف المقابل، تقرّ أطراف أخرى في التحالف الوطني بـ”صعوبة” تحقيق تفاهم مشترك بين جميع الكتل السياسية (خارج التحالف الوطني) على مشروع التسوية، فيما أكدت إن المشروع في مرحلته الأولى وأمامه أربع مراحل أخرى.
ويقول النائب عن كتلة بدر المنضوية في التحالف الوطني رزاق الحيدري إن “مشروع التسوية الوطنية أو المصالحة يحتاج إلى تفاهمات كبيرة وإرضاءات يقدمها التحالف الوطني للمعنيين بتلك التسوية”، مضيفاً إن “تعاطي الكتل السياسية- من خارج التحالف الوطني- مع مشروع التسوية متباين، فهناك من يمارس سياسة لي الأذرع، وهناك من يسعى لتحقيق مطالب غير واقعية، الأمر يصعّب مهمة التحالف الوطني في تحقيق التسوية من دون إلحاق ضرر بمكون معين”.
ويوضّح الحيدري في حديث مع “الصباح الجديد”، إن “التحالف- بكونه الكتلة السياسية الأكبر- هو المعني بتسويق مشروع التسوية محلياً وإقليمياً ودولياً، وضمان وقوف الجميع إلى جانب دعم المناطق المتضررة”.
ويمضي إلى القول إن “العراق يعاني من دمار كبير لحق في المحافظات الشمالية والغربية بسبب سيطرة داعش الإرهابي عليها، كما إن المحافظات الجنوبية شهدت تدميراً هي ايضاً بسبب سياسات النظام المباد”، مبيناً إن مشروع التسوية الوطنية يهدف إلى “لفت أنظار العالم بأن العراق أصبح خالياً من الإرهاب والقتل والتدمير، ويحتاج إلى إعادة إعماره وبناء مؤسساته من جديد؛ بتعاون الجميع”.
في حين يقول زميله في كتلة بدر النائب رزاق محيبس إن “التحالف الوطني قدّم ورقته بشأن التسوية الوطنية ومرحلة ما بعد داعش، وهو الآن ينتظر أوراق تحالف القوى الوطنية، والقوى الكردستانية، حتى ينتقل إلى المرحلة الثانية من مراحل التسوية”.
ويضيف محيبس في حديث مع “الصباح الجديد”، إن “مشروع التسوية الوطنية يتضمن خمس مراحل، وهو الآن في مرحلته الأولى”، منتقداً في الوقت ذاته “تعاطي تحالف القوى الوطنية” مع مشروع التسوية التي طرحها التحالف الوطني، واصفاً إياه بـ”غير المشجع”.
ودعا النائب عن كتلة بدر جميع القوى السياسية إلى “التعاطي بجدية مع مشروع التسوية الوطنية، بكونه الخيار الوحيد لتصفير جميع المشكلات”.
التحالف الوطني “يصرّ” على طرح “التسوية” بعد تحرير نينوى
التعليقات مغلقة