بغداد ـ الصباح الجديد:
(دموع كلكامش وقصائد أخرى) عنوان المجموعة الشعرية الجديدة التي صدرت في إسبانيا للشاعر أديب كمال الدين عن دار لاستورا في مدريد. ترجمها إلى الإسبانية المستعرب الإسباني جوزيب غريغوري، وراجعها وقدّم لها الشاعر والمترجم عبد الهادي سعدون. وهي تضمّ ثلاثين قصيدة مختارة، منها: تمثال، لوركا، شجرة وحيدة، محاولة في الجنون، دموع كلكامش، ثنائية، قصائد صغيرة.
يُذكر أن مختارات من شعر أديب كمال الدين قد تُرجمت من قبل إلى الفرنسية والأوردية والإيطالية والفارسية . كما ترجم الشاعر قصائده إلى الإنكليزية.
من أجواء المجموعة نقرأ قصيدة بعنوان : لوركا
سيقتلكَ فرانكو
أو أتباعُ فرانكو
أو رصاص فرانكو.
وستموت
بل ستشبعُ موتاً
أنتَ الذي لم تشبعْ من الحياة
مثلما الحياة
لم تشبعْ منك.
* * * *
سيبكي عليكَ القَتَلة
وأشباهُ القَتَلة
وأعداءُ القَتَلة.
سيبكي عليكَ، إذنْ، إخوتُك:
إخوةُ يوسف
مثلما سيبكي الشيخُ الكبير
والمرأةُ التي جُنّتْ بحبّك
والنساءُ اللواتي قطّعنَ أيدهنّ.
حتّى الذئب سيبكي عليك!
* * * *
وسيبحثون عن قبرِك المفقود،
سيملأون الصحفَ بأخبارِ قبرِكَ المفقود
وأخبارِعظامِكَ التي ضاعتْ وصارتْ ترابا
وسيذرفونَ الدموعَ كلّ يوم:
دموع التماسيح من دون شكّ!
* * * *
لكنْ لا يهمّ أيّها الغرناطيّ الجميل،
لا يهمّ يا مَن يسيرُ الدمُ العربيُّ
في عروقِه المضيئةِ بالشوق،
لا يهمّ أيّها القتيلُ دونَ قبرٍ أو شاهدة،
لا يهمّ يا مَن كانَ الهواءُ يجرحُ قلبَه،
فقصائدُكَ الملونّةُ كموعدِ حبّ
واللذيذةُ كملعقةِ عسلٍ في فمِ طفل،
قد عبرت الأزمنة
وطارتْ فوقَ القارّاتِ والأمكنة.
وطارتْ فوقَ الحدود ونقاط التفتيش
وطارتْ فوقَ غيوم المستحيل
حتّى صارتْ تشارك أهل الأرضِ أحلامَهم
وتضيء لهم وحشتَهم الفسيحة
وتكفكف دموعَهم وحرمانَهم.
هكذا امتلأتَ بالحياةِ إذنْ،
يا أيقونةَ الشِعْر،
وصارت شمسُ الأنهارِ سفينتك
وقمرُ الفضّةِ دليلك
وشعراءُ الفجر في كلِّ مكان
نوافذَكَ التي تتألقُ بحروفِك
أيّها الغرناطيّ القتيل.