ترامب يتعهّد بدعم المفاوضات للتوصّل إلى اتفاق سلام في الشرق الأوسط

أكّد ضرورة إنعاش الاقتصاد الفلسطيني وتسهيل حياتهم
متابعة الصباح الجديد:

تعهد الرئيس الاميركي دونالد ترامب امس الثلاثاء في مدينة بيت لحم الفلسطينية، بالقيام بكل ما بوسعه من أجل التوصل الى اتفاق سلام بين اسرائيل والفلسطينيين.
وقال ترامب في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس «انا ملتزم بمحاولة التوصل الى اتفاق سلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين. وأنوي القيام بكل ما بوسعي لمساعدتهم على تحقيق هذا الهدف».
ونقل ترامب عن عباس تأكيده أنّه مستعد للعمل من أجل «تحقيق هذا الهدف بحسن نية. ووعدني رئيس الوزراء نتانياهو بالشيء ذاته». وكان ترامب التقى امس الاول الاثنين بنيامين نتانياهو في القدس.
وتطرق الرئيس الجمهوري ايضا الى ضرورة انعاش الاقتصاد الفلسطيني «الذي يمر بوقت عصيب للغاية».
وأقرت الحكومة الاسرائيلية الاحد الماضي سلسلة إجراءات لتسهيل حياة الفلسطينيين ودعم اقتصادهم، بناء على طلب من ترامب.
وبين الاجراءات تمديد العمل على معبر بري يربط بين الاردن والضفة الغربية، بالاضافة الى اجراءات تتعلق بتسهيل وصول عشرات آلاف الفلسطينيين يوميا للعمل في اسرائيل.
وجهود السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين متوقفة بالكامل منذ فشل المبادرة الاميركية في نيسان 2014.
وأوضح عباس، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في بيت لحم، أنّه ملتزم بالتعاون مع ترامب لعقد صفقة سلام تاريخية مع الإسرائيليين، وكذلك العمل معه كشركاء في محاربة التطرّف.
وأكد عباس على الموقف الفلسطيني باعتماد حل الدولتين على حدود العام 1967، دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية إلى جانب دولة إسرائيل، وحل قضايا الوضع النهائي كافة، على أساس قرارات الشرعية الدولية، والاتفاقات الثنائية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيل، مبيّنًا أنّ مطالب أسرانا إنسانية وعادلة ومطالبا إسرائيل بالاستجابة لها.
وأوضح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أنه يريد العمل بنوايا صادقة لتحقيق السلام، مشيرًا إلى أنّه «أتطلع إلى العمل مع الرئيس عباس لدعم الاقتصاد الفلسطيني، لن نقف لحظة إضافية أمام عمليات ذبح الأبرياء».
ووصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، امس الثلاثاء إلى مدينة بيت لحم للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس لإجراء محادثات معه بشأن آخر المستجدات وبحث آفاق دفع عجلة السلام في المنطقة، واستقبل عباس، ترامب في قصر الرئاسة ببيت لحم، حيث عزف النشيدان الوطنيان الفلسطيني والأميركي، وكان من بين المشاركين في الاستقبال، رئيس الوزراء د.رامي الحمد الله، وقادة الأجهزة الأمنية، ورئيس بلدية بيت لحم السابقة فيرا بابون، ووزيرة السياحة رلى معايعة، ورجال دين مسيحيين، ومفتي فلسطين الشيخ محمد حسين وشخصيات رسمية.
هذا وتعد اسرائيل، المكتظة بالسكان والواقعة على الساحل الشرقي للبحر المتوسط، البلد الوحيد في العالم الذي يتمتع فيه اليهود بأغلبية.
وتخوض اسرائيل صراعا مع الفلسطينيين ومع جيرانها العرب حول ملكية الأرض التي يعدها الكثير من اليهود والمسيحيين والمسلمين أرضا مقدسة، وذلك منذ تأسيس دولة اسرائيل عام 1948.
وكان تقسيم فلسطين وتأسيس دولة اسرائيل في اعقاب الحرب العالمية الثانية تتويجا لطموحات الحركة الصهيونية في تأسيس دولة تجمع يهود الشتات في بلد واحد.
في اعقاب محرقة اليهود التي نفذها النازيون تصاعدت الضغوط الدولية من أجل اعتراف دولي بدولة يهودية، وفي عام 1948 أعلن عن قيام دولة اسرائيل عقب تصويت في الأمم المتحدة لصالح تقسيم فلسطين.
ومنذ ذلك الحين، اتسم تاريخ المنطقة بالصراعات بين اسرائيل من جهة والفلسطينيين – ممثلين بمنظمة التحرير الفلسطينية – والدول العربية من جهة أخرى.
واضطر مئات الآلاف من الفلسطينيين الى الهجر ة من مساكنهم واراضيهم في حرب 1948 التي هبت فيها الجيوش العربية لنصرة اللجنة العربية العليا في فلسطين. وخسرت اسرائيل نحو 1 بالمئة من سكانها في القتال الذي انتهى بسلسلة من اتفاقات الهدنة الهشة.
ومنذ ذلك الحين، تطورت اسرائيل تطورا كبيرا وتحولت من دولة زراعية تدار على النمط التعاوني الجماعي الى اقتصاد يعتمد التقنيات المتقدمة والرائدة.
واستوعبت اسرائيل اليهود من اوروبا والشرق الأوسط وأمريكا الشمالية، واخيرا من الاتحاد السوفييتي السابق واثيوبيا.
ولكن الصراع مع العالم العربي ،بما في ذلك الحروب الكبرى في 1948 و1967 و1973 علاوة على الحروب الأضيق نطاقا كحرب السويس عام 1956 وحربي لبنان في عامي 1982 و2006 – ظل يهيمن على الحياة السياسية في اسرائيل.
وتمثل العلاقة مع الفلسطينيين عاملا مهما في السياستين الداخلية والأمنية لإسرائيل، فالفلسطينيون الذين يعيشون في الضفة الغربية والقدس الشرقية يرزحون تحت الاحتلال الاسرائيلي منذ عام 1967. والمستوطنات التي شيدتها إسرائيل في الضفة الغربية، والتي يسكن فيها الآن نحو نصف مليون يهودي اسرائيلي، تعد غير شرعية من وجهة نظر القانون الدولي رغم طعن اسرائيل في ذلك.
وسحبت اسرائيل قواتها ومستوطنيها من قطاع غزة في عام 2005، منهية بذلك احتلالا للقطاع دام نحو 4 عقود. ولكن اسرائيل ما زالت تسيطر على مجالي القطاع الجوي والبحري، ولذا فالأمم المتحدة ما زالت تعتبر قطاع غزة ارضا محتلة.
وبعد سيطرة حركة المقاومة الاسلامية حماس على القطاع في حزيران 2007، كثفت اسرائيل حصارها لغزة.
وفي عامي 2008 و2014، شنت اسرائيل هجومين عسكريين رئيسيين على غزة قائلة إنها تريد وقف اطلاق الصواريخ من القطاع على اهداف داخل اراضيها.
يذكر ان اسرائيل ومصر وقعتا في عام 1979 على معاهدة سلام، ولكن اسرائيل لم تبدأ بالتفاوض مع الفلسطينيين حتى اوائل التسعينيات عقب سنوات من الانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال.
ورغم تسليم السيطرة على قطاع غزة واجزاء من الضفة الغربية الى الفلسطينيين، لم يتمكن الطرفان من التوصل الى اتفاق نهائي للسلام بعد.
وتمثل قضايا كوضع القدس ومصير اللاجئين الفلسطينيين والمستوطنات اليهودية والهجمات التي تشنها بين الفينة والأخرى جماعات فلسطينية مسلحة العقبات الرئيسية التي تقف في طريق التوصل الى اتفاق نهائي للسلام بين الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة