وسط إجراءات أمنية مشدّدة في تل أبيب
متابعة الصباح الجديد:
قبيل زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإسرائيل، قدمت تل أبيب للفلسطينيين بعض «التنازلات الاقتصادية» التي كان قد طالب بها ترامب قبل ساعات من الزيارة.
أكّد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أن الولايات المتحدة عازمة على هزيمة التطرّف وتحقيق السلام في المنطقة، لافتاً إلى أنه يزور تل أبيب من أجل رأب الصدع بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وأنه سيواصل العمل على محاربة التطرّف والايديولوجيات التي تقف خلفه.
وأوضح ترامب، خلال كلمة له فور وصوله مطار بن غوريون الدولي في تل أبيب، امس الاثنين أنّه «نحب إسرائيل ونتطلع إليها ونرسل كل التحيات، وصلت الى هذه الارض المقدسة وقد اكتشفت خلال جولتي اسباباً جديدًا للأمل، فمن حقنا أن نعمل كي يعيش أطفالنا بأمان بعيدًا عن الارهاب»، لافتاً إلى أنه لا يمكن تحقيق السلام إلا بالعمل معاً لذلك، ومضيفًا أن زيارته إلى السعودية تمخضت عن اتفاق تاريخي لمواصلة العمل ضد الإرهاب والتطرف في المنطقة.
وبيّن ترامب أنّ «زيارتي اليوم إلى إسرائيل تؤكد الرابطة القوية بين بلدينا، نحن ملتزمون بعدم تكرار المآسي التي وقعت في المنطقة القرن الماضي، نحن ملتزمون ببناء مستقبل لدول المنطقة للعيش بسلام، وسوف نسعى لأن يكبر أطفالنا ويعيشون في حياة خالية من الإرهاب والعنف».
وقد حطت طائرة الرئيس ترامب في مطار تل ابيب، آتية مباشرة من مطار الرياض السعودي، بتأخير بسيط من ربع ساعة، وفقا للمصادر الاسرائيلية، وتجري لترامب مراسم استقبال رسمية يقف على رأسها الرئيس الاسرائيلي رؤفين ريفلين ورئيس الوزراء نتنياهو ووزراء حكومته ورؤساء الاجهزة الامنية الاسرائيلية.
وجرى ترامب محادثات مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو امس الاثنين. وسيتوجه اليوم الثلاثاء الى الضفة الغربية المحتلة للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وعلى متن طائرة «اير فورس وان» الرئاسية بعد وقت قليل من هبوطها في مطار تل ابيب، قال وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون ان الزيارة تشكل «فرصة» لدفع محادثات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين.
وبحسب تيلرسون، فإن الرئيس «قال انه مستعد لبذل جهود شخصية بهذا الصدد ، في حال كان الاسرائيليون والقيادة الفلسطينية على استعداد لان يكونوا جادين في المشاركة ايضا».
وأشار الوزير الاميركي الى ان ثقة الادارة الاميركية بامكانية اعادة اطلاق عملية السلام المتعثرة، تنبع من «البيئة والظروف في المنطقة بأكملها، وهذا ما يحاول الرئيس تسليط الضوء عليه خلال هذه الزيارة».
وتابع إن «الدول العربية واسرائيل والولايات المتحدة، نحن جميعا نواجه تهديدا مشتركا: صعود تنظيم «داعش « ،والمنظمات الارهابية»، مضيفا «اعتقد بأن هذا يخلق دينامية مختلفة».
وتسعى إدارة ترامب التي تبحث عن سبل لاحياء جهود عملية السلام المتعثرة بين اسرائيل والفلسطينيين، الى دفع الجانبين الى اتخاذ تدابير تساعد على بناء جو من الثقة لاستئناف مفاوضات السلام.
وجهود السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين متوقفة بالكامل منذ فشل المبادرة الاميركية في نيسان 2014.
وفي غضون ذلك وذكرت وكالة رويترز أن مجلس الوزراء الإسرائيلي الأمني المصغر أقر أمس رزمة من التسهيلات الاقتصادية لمناطق السلطة الفلسطينية بالضفة الغربية، ووافق على تشكيل لجنة لفحص تقنين مواقع استيطانية بنيت دون موافقة رسمية في الضفة الغربية المحتلة.
وأفادت وكالة أنباء صفا الفلسطينية أن جلسة الكابينيت الإسرائيلي شهدت نقاشا حادا بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأعضاء حزب البيت اليهودي الذين عارضوا هذه التسهيلات التي تمت المصادقة عليها بالأغلبية.
وتشمل التسهيلات المصادقة على بناء المنطقة الصناعية بالجلمة القريبة من جنين وترقوميا بالخليل، بالإضافة إلى السماح ببناء مبان فلسطينية بالمناطق المصنفة «C» حسب اتفاقية أوسلو.
وقال بيان للحكومة الإسرائيلية: «وافق مجلس الوزراء الأمني على إجراءات اقتصادية تيسر الحياة المدنية اليومية في السلطة الفلسطينية بعد أن طلب ترامب رؤية بعض خطوات بناء الثقة»، في حين نقلت رويترز عن مصدر دبلوماسي إسرائيلي أن «هذه التنازلات قبل زيارة ترامب لا تضر بمصالح إسرائيل».
وفي السياق ذاته، قالت إسرائيل إنها ستخفف القيود على البناء الفلسطيني في المناطق التي تحتفظ فيها بالسيطرة الشاملة والمتاخمة حصريا لمناطق حضرية فلسطينية.
ويُعد إصرار نتنياهو على اعتراف الفلسطينيين بيهودية إسرائيل، من أهم نقاط الخلاف الرئيسية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، بالإضافة إلى البناء الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية.
وأشار البيان الإسرائيلي أيضا إلى أن لجنة فحص تقنين المواقع الاستيطانية ستعمل لثلاث سنوات على الرغم من أن طبيعة تكليفها لم تحدد بعد. وقام المستوطنون على مدار عقود طويلة ببناء عشرات المواقع الاستيطانية على التلال دون الحصول على موافقة الحكومة.
وتعتبر معظم دول العالم جميع المستوطنات الإسرائيلية، بما في ذلك التي شيدت بموافقة رسمية، غير قانونية. وترفض إسرائيل ذلك متذرعة بمصالحها الأمنية، ومستندة أيضا إلى «روابطها التاريخية والسياسية بالأرض»، الأمر ذاته الذي يؤكده الفلسطينيون أيضا.
فيما ذكرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أن الولايات المتحدة رفضت طلبا تقدم به رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس، خلال زيارته لواشنطن مؤخراً، بالضغط على إسرائيل لتجميد الاستيطان.
ويسعى الفلسطينيون إلى إقامة دولتهم في الضفة الغربية وفي قطاع غزة، الذي انسحبت إسرائيل منه العام 2005، على أن تكون عاصمتها القدس الشرقية.
وقال مسؤول اسرائيلي اشترط عدم الكشف عن اسمه امس الاول الاثنين ان الحكومة الاسرائيلية وافقت على تمديد ساعات العمل تدريجيا للإبقاء على جسر الملك حسين الذي يقع بين الضفة الغربية والاردن مفتوحا وقتا إضافيا. ويعد هذا الجسر نقطة العبور الرئيسية للفلسطينيين. وسيصبح بشكل تدريجي مفتوحا ل24 ساعة ويعمل سبعة ايام في الاسبوع.
واتخذت الحكومة الاسرائيلية أيضا قرارات متعلقة باستخدام الاراضي، بحسب المسؤول الذي لم يدل بمزيد من التفاصيل. واوضحت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان هذه الاجراءات تتعلق بقضية حساسة للغاية في الحكومة، وهي إصدار تراخيص بناء في منطقة «ج» في الضفة الغربية المحتلة.
وتخضع المنطقة «ج» التي تشكل ستين بالمئة من مساحة الضفة الغربية المحتلة، بشكل كامل لسيطرة الجيش الاسرائيلي ولا تمنح تراخيص بناء فيها الا في ما ندر ما يضطر السكان الفلسطينيين الى البناء بدون تراخيص، بحسب الفلسطينيين ومنظمات حقوق الانسان.
وذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان الوزيرين نفتالي بينيت وايليت شاكيد من حزب البيت اليهودي القومي المتطرف المؤيد للاستيطان والمعارض لقيام دولة فلسطينية، عارضا بشدة تطبيق هذا الاجراء.