جثمان زعيم حركة التغيير يوارى الثرى خلال مراسيم مهيبة في السليمانية

استغلت الأحزاب الكردستانية المناسبة للمطالبة بإنهاء الخلافات السياسية
السليمانية ـ عباس كاريزي:

بينما اعلنت محافظتا السليمانية وحلبجة الحداد لمدة ثلاثة ايام بمناسبة رحيل زعيم حركة التغيير نوشيروان مصطفى، اجمعت الاحزاب والقوى السياسية في كلمات خلال مراسيم تشييع جثمان المنسق العام لحركة التغيير، على ضرورة احتواء وانهاء الخلافات السياسية التي تعصف بالعملية السياسية في الاقليم، واستلهام العبر من المسيرة النضالية للراحل.
حركة التغيير التي رحب المتحدث باسمها بالمشاركين في مراسيم التشييع والعزاء اكدت انها ستستمر على النهج الاصلاحي الذي تبناه الراحل والذي سخره لتحقيق تطلعات وحقوق شعب كردستان وانها لن تساوم على المبادئ والاصلاحات التي دعا اليها وتبناها زعيمها الراحل.
الاتحاد الوطني االكردستاني من جانبه اكد انه متمسك باتفاقاته السياسية مع حركة التغيير وانه يعمل على ازالة العقبات امام تنفيذ الاتفاق السياسي وتوحيد الرؤى والافكار لمعالجة ازمات الاقليم.
بدأت مراسيم الشييع بنقل جثمان الراحل من الجامع الكبير وسط محافظة السليمانية الى مقر حركة التغيير في منطقة زركته حيث واراه الثرى حسبما اوصى بذلك، وسط تدافع الحشود الجماهيرية التي توافدت من جميع اجزاء كردستان والعراق للمشاركة في مراسم التشييع.
عضو الهيئة العاملة في المكتب السياسي للاتحاد الوطني حاكم قادر حمه جان وبينما عزى عائلة وذوي ورفاق الراحل، اشار في كلمة القاها الى أن الاتحاد الوطني وحركة التغيير تجمعهما إتفاقية سياسية شاملة، لكن للأسف برغم المساعي الدؤوبة التي بذلت وبالأخص من قبل الإتحاد الوطني الكردستاني لم يتم التوصل إلى إتفاق مرض بين الأطراف السياسية، وبالتالي عدم التوصل إلى نتائج نهائية ناهيك عن عدم تفعيل دور البرلمان.
واضاف أن الإتحاد الوطني الكردستاني يعلن انه يعمل على التوصل إلى حلول لجميع المسائل العالقة بين القوى السياسية في الاقليم، كما يسعى لتفعيل عمل البرلمان، وهو ما عده واجباً وطنياً وقانونياً وسياسياً مصيرياً، مؤكداً ان تطبيق الإتفاق السياسي المبرم بين الإتحاد الوطني الكردستاني وحركة التغيير، والنضال في سبيل تنفيذ خارطة طريق الإتحاد الوطني لها أهمية تأريخية لن يدخر الاتحاد وسعاً في النضال من أجل تحقيقها.
وعدّ أنه بالرغم من إختلافات الجانبين الا ان الاتحاد يرى من الجيد أن يكون الحل النهائي والأمثل هو وحدة الجانبين، «لتكن بشرى نزفها لشعبنا ولترقد بسلام روح المناضل نوشيروان الصديق العتيد للرئيس مام جلال وأحد مؤسسي الإتحاد الوطني الكردستاني وصاحب الدور التأريخي في مسيرته التأريخية خلال الإنتفاضة الجديدة.
بدوره دعا رئيس التحالف الوطني السيد عمار الحكيم خلال مشاركته في مراسم التشييع الى انهاء المشكلات والخلافات بين الاقليم المركز والعودة الى العراق الواحد الموحد، واستلهام العبر من مسيرة الراحل، لتوحيد الكلمة مجدداً والبقاء على النهج والبرنامج الاصلاحي الذي تبناه زعيم حركة التغيير.
السيد الحكيم اكد اهمية هذه الشخصية التي سخرت حياتها لخدمة كردستان والعراق، وتابع « قائلاً ايها الاحبة ليس لنا الا بعضنا لذا يجب انهاء الخلافات والمشكلات العالقة بين بغداد واربيل واعادة اللحمة بين الشعبين، كما حيا السيد الحكيم المقاتلين المرابضين في جبهات القتال ضد ارهابيي داعش من الجيش العراقي والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي، الذين قدموا التضحيات من اجل الحفاظ على امن واستقرار وسلامة المواطنين.
علي بابير امير الجماعة الاسلامية اكد ان حب الجماهير للزعيم الراحل نابع من انه كان يعيش من اجل الجماهير والشعب وكان معايشاً لهمومهم، «لقد ترك الراحل فراغاً كبيرًا في قلوب الجميع، اننا الان في عزاء صديقنا الراحل الا ان افكاره ومبادئه ما زالت حية تعيش فينا لنسعى ان نحافظ على المبادئ والافكار التي تبناها وان نسير على الخطى نفسها.
وقال علي بابير كان يفترض ان نستغل مرضه لاحياء السلام والوحدة والتماسك بين القوى السياسية في الاقليم، الا اننا لم نفعل ذلك، فلنستغل وفاته لاحياء التفاهم والحوار بيننا من جديد، وتابع من دون الوحدة لن نصل الى شيء ولن نتمكن من تحقيق تطلعاتنا ، واضاف ان نوشيروان كان يؤمن هذا البلد ملك لنا جميعاً للمسلمين وغير المسلمين من كل الاديان والمعتقدات.
ودعا امير الجماعة الاسلامية الى اخراج الاقليم من التبعية والمحسوبية، وقال لتعلم أي عائلة او شخص انه لايمكن لها ان تحكم منفردة وتفرض هيمنتها وتدير مؤسسات الاقليم، واردف «من دون تحقيق العدالة والمساواة وسيادة القانون لن تتمكن أي جهة او فئة من الاستمرار في حكم الاقليم» ، ان الظلم عاقبته خطيرة للظالم قبل المظلوم»، داعياً الى جعل رحيل نوشيروان مصطفى فرصة لتحقيق الوئام والتفاهم والحوار بين الجميع لتحقيق تطلعات شعب كردستان
وكان المنسق العام لحركة التغيير نوشيروان مصطفى امين قد توفي امس الاول الجمعة عن عمر ناهز 73 عاماً بعد صراع طويل مع المرض.
وقال المتحدث الرسمي باسم الحركة شورش حاجي ان المنسق العام للحركة توفي في الساعة الثامنة من صباح يوم الجمعة المصادف 19-5-2017 في منزله بمنطقة زه ركتة بعد عودته من رحلة علاجيه استمرت لاكثر من عام قضاها في العاصمة البريطانية لندن.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة