تحذيرات من “المبالغة” بعودة عناصر التنظيم المحليين لمنازلهم بالموصل
نينوى ـ خدر خلات:
حذر مرصد موصلي مختص في مراقبة وتحليل اجراءات الدواعش بمحافظة نينوى من المبالغات في مسألة عودة الدواعش المحليين لمنازلهم بالمناطق المحررة بمدينة الموصل، فيما عدّ مصدر امني ان هذه المبالغات يقف خلفها انصار التنظيم المتطرف.
وقال الناشط ابو رؤى العبيدي احد اعضاء مرصد “موصليون” الى “الصباح الجديد” ان “الاهالي بالاحياء المحررة في الجانب الايسر يتناقلون يومياً اخباراً عن عودة داعش الى الموصل وسكنهم في الجانب الايسر او الايمن وتجولهم بين الناس ومباشرة بعضهم في دائرته القديمة”.
واضاف “برغم ان هذا الموضوع خطر جداً وحساس بالوقت نفسه ، ويجب ان يوضع له حد ويتم اعتقال ومحاكمة كل هؤلاء المتورطين بجرائم داعش، الا انه ليس بالمبالغة التي يقولها البعض”.
ويرى العبيدي ان “عودة عناصر داعش من المحليين الى المناطق المحررة في ايسر المدينة، لا يعني انهم يرتدون الزي القندهاري (الافغاني) ويحملون السلاح ويجلدون الناس ويقطعون الطرق، بل انهم في الحقيقة في اجبن احوالهم، واحدهم يتلفت يمنة ويسرة وهو داخل منزله خوفاً من وصول بلاغ عليه فيعتقل او يقتل”.
عادًا ان “المبالغة في التخويف من عودة داعش جعل كثيرا من الناس يخافون العودة الى الموصل بسببهم، والبعض الاخر يخاف ان يفتح محله او يرمم عمارته او يظهر في مقابلة تلفزيونية او حتى يبلّغ عمن يعرفه منهم”.
ونقل العبيدي عن احد الاهالي قوله “في منطقة الفلاح بقي احد عناصر داعش في منزله بعد التحرير، بل حصل الداعشي على تصريح امني مقابل مبلغ من المال وهو جالس في بيته، ولكن ما هي الا ايام قليلة حتى اتت قوة امنية واعتقلته من منزله بعد وصول بلاغ مؤكد عليه، واختفى اثره”.
وتابع “بل وصلنا ان مجموعة من النساء النازحات في مخيم حمام العليل، هجمن على داعشي بعد ان شاهدنه بين النازحين، واشبعنه ضرباً ثم جاءت عناصر من الجيش والامن واعتقلوه بناءً على شهادتهن ضده”.
وبحسب العبيدي فان “الوضع في الاحياء المحررة وخاصة في الجانب الايسر جيد جداً وافضل من الماضي بكثير, والدواعش لن يعودوا مادام هناك من هو حريص على التبليغ عنهم وهناك من هو جاد باعتقالهم وتصفيتهم، لكن هذا سيكون فقط بالتعاون بين الجميع”.
من جانبه، قال مصدر امني عراقي مطلع في محافظة نينوى الى “الصباح الجديد” ان “بقايا ابواق داعش ليس في نينوى فقط، بل في مناطق اخرى محررة يستمرون ببث شائعات مغرضة وكاذبة ويزعمون ان عناصرهم الذين يتم القبض عليهم من قبل الاجهزة الامنية المختصة بعد ورود ابلاغات عنهم من الاهالي، يدفعون رشاوى مالية للقادة الامنيين مقابل غض النظر عنهم”.
واضاف “بل ان ابواق داعش حددت اسعارًا وهمية لتهريب عناصرهم، حيث يزعمون ان المقاتل الاعتيادي يخرج مقابل 3 الاف دولار، بينما الامير يدفع 6 الاف دولار وهكذا، وجميع هذه الاحاديث لا تستند لاية وقائع بل انها ضمن آخر دعايات وشائعات التنظيم الذي يتهاوى ويلفظ انفاسه الاخيرة”.
وتابع المصدر ان “معلوماتنا عن الدواعش تقول انهم باتوا يزعمون ان (الدولة الاسلامية باقية بقلوب انصارها) بينما كان شعارهم انها باقية وتتمدد، ونحذر الاهالي من السقوط بفخ اكاذيب بقايا فلول التنظيم الارهابي”.
ودعا المصدر “الاهالي الى الاستمرار بالابلاغ عن العناصر المحليين المتورطين بالانضمام لداعش، وان لا يركنوا لهذه الشائعات، فربما يتم القبض على داعشي مشتبه به ولكن لعدم كفاية الادلة لدى الجهة التي اعتقلته قد يتم اطلاق سراحه، لكن بالاستمرار بالابلاغ عنه سيكون مصيره الاعتقال مجدداً ومحاسبته على الجرائم التي قد يكون قد تورط بها”.