«برنت» القياس إلى نحو 53 دولاراً
متابعة الصباح الجديد:
قالت مصادر بمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) أمس الجمعة إن لجنة من المنظمة تنظر في سيناريوهات الاجتماع المقرر الأسبوع المقبل لتحديد سياسة الإنتاج تدرس خيار تمديد اتفاق خفض إنتاج النفط الذي تقوده أوبك وتعميق التخفيضات.
واجتمع مسؤولون ممثلون للدول الثلاث عشرة الأعضاء في أوبك بجانب مسوؤلين من الأمانة العامة للمنظمة بفيينا يومي الأربعاء والخميس لبحث أوضاع السوق.
وذكر مصدران من أوبك أنه كان من المقرر الانتهاء من اجتماع مجلس اللجنة الاقتصادية يوم الخميس لكن سيتم اختتامه في وقت لاحق يوم الجمعة.
وقال أحد المصادر «لم نتفق على السيناريوهات النهائية».
وأشار مصدر ثان إلى أن تعميق تخفيضات الإمدادات خيار يعتمد على تقديرات نمو الإمدادات من خارج المنظمة والنفط الصخري الأمريكي.
وكانت السعودية وروسيا أكبر منتجين للنفط في العالم اتفقتا على ضرورة تمديد العمل بتخفيضات الإنتاج الحالية حتى آذار 2018.
ويسبق اجتماع اللجنة اجتماع وزراء نفط الدول الأعضاء في أوبك وعدد من المنتجين المستقلين في 25 مايو أيار لاتخاذ قرار بخصوص تمديد اتفاق خفض إنتاج الخام لما بعد 30 حزيران.
كانت أوبك وروسيا وغيرهما من المنتجين اتفقوا في الأصل على خفض الإنتاج بواقع 1.8 مليون برميل يوميا لمدة ستة أشهر تبدأ من الأول من كانون الثاني لدعم السوق.
ووجدت أسعار النفط التي يجري تداولها قرب 53 دولارا للبرميل دعما في خفض الإنتاج لكن ارتفاع مستوى المخزونات ونمو إمدادات المنتجين غير المشاركين في الاتفاق يحد من ارتفاع الأسعار، وهو ما يعزز مبررات تمديد الاتفاق.
وليس من المتوقع أن يتمخض اجتماع فني يوم الجمعة بين أوبك والمنتجين المستقلين المشاركين في تخفيضات الإنتاج عن أي قرار.
وقال مصدر في أوبك «اجتماع اليوم لمجرد تبادل المعلومات، ما من شيء مهم».
الى ذلك، قال إيجور سيتشن الرئيس التنفيذي لشركة روسنفت الروسية إن أكبر شركة نفط مدرجة في العالم من حيث الإنتاج تعكف على الاستعداد للمنافسة في أسواق النفط العالمية بعد انتهاء سريان اتفاق خفض الإنتاج مع أوبك.
وتلعب روسنفت دورا أساسيا في جهود روسيا الرامية للوفاء بالتزاماتها في اتفاق أوبك الذي وعدت فيه موسكو بخفض الإنتاج 300 ألف برميل يوميا.
وكانت روسيا، التي التزمت بالخفض كاملا في نيسان، اتفقت مع السعودية في وقت سابق من الأسبوع الحالي على ضرورة تمديد الاتفاق إلى آذار 2018.
وقال سيتشن خلال زيارته برلين لافتتاح مكتب وحدتها روسنفت دويتشلاند إن روسنفت ستضع خططها هذا العام بحيث تكون قادرة على المنافسة في الأسواق العالمية عندما ينتهي أجل الاتفاق.
وأضاف سيتشن «سنرسم خطة عملنا حتى نهاية العام بطريقة تجعلنا نلتزم بالاتفاقات وفي نفس الوقت نولي اهتماما خاصا بالحقول الناضجة حتى لا نخسر موارد نفطية ونتخذ الترتيبات اللازمة لتدشين حقول جديدة، ومن ثم إذا انتهى الاتفاق نكون مستعدين للمنافسة في الأسواق من دون خسارة حصتنا السوقية.»
وأضاف أن الشركة تقلل الإنتاج في حقولها الجديدة بناء على اتفاق أوبك ولا تمس الحقوق الناضجة نظرا لاحتمال عدم عودتها إلى كامل طاقتها بعد الخفض.
وأكد سيتشن مجددا أنه ينبغي لروسيا والسعودية وضع آليات تتيح خروجا «سلسا» من الاتفاق عندما ينتهي أجله لتجنب صدمات السوق.
وقال ردا على سؤال عما إذا كانت السوق ستستعيد توازنها بحلول موعد انتهاء الاتفاق وما إن كانت الحاجة ستستدعي تمديده مجددا «لن أفكر فيما بعد آذار من العام المقبل».
وأضاف «ينبغي أن نرى كيف سيكون أداء النفط الصخري (في الولايات المتحدة)».
على صعيد متصل، ارتفع النفط في العقود الآجلة أمس الجمعة لأعلى مستوياته في نحو شهر وسط تنامي التفاؤل بأن يمدد كبار المنتجين تخفيضات الإنتاج لتقليص تخمة المعروض المستمرة في السوق، ويتجه برنت والخام الأمريكي لتحقيق مكاسب للأسبوع الثاني.
وزاد خام القياس العالمي مزيج برنت 28 سنتا أو 0.5 بالمئة إلى 52.79 دولار للبرميل. وكان الخام ارتفع في وقت سابق لأعلى مستوى له منذ 21 نيسان ويتجه لتحقيق ثاني مكاسب أسبوعية على التوالي تقارب نسبتها أربعة بالمئة.
وارتفع الخام الأمريكي 29 سنتا أو 0.6 بالمئة إلى 49.64 دولار للبرميل مسجلا أعلى مستوياته منذ 26 نيسان. ويتجه الخام لتسجيل صعود أسبوعي نسبته نحو أربعة بالمئة أيضا.
ومنذ بداية آذار، تتأرجح أسعار الخام بين ما يزيد على 56 دولارا إلى أقل من 47 دولارا للبرميل مع انقسام المتعاملين في السوق حول تأثير زيادة الإنتاج الأمريكي في مقابل تخفيضات الإنتاج التي شرعت فيها منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وبعض المنتجين خارجها من بينهم روسيا.
لكن مراقبي السوق يزدادون ثقة بأن أوبك وروسيا وغيرهما من كبار المنتجين سيمددون اتفاق خفض الإنتاج نحو 1.8 مليون برميل يوميا حتى نهاية آذار 2018. ولا يشارك المنتجون الأمريكيون في أي اتفاقات تتعلق بخفض الإنتاج.