ترامب إلى السعودية لتعزيز الشراكة الأمنية مع الدول العربية وتوحيد الشعوب مع واشنطن ضدّ الإرهاب

تهدف إلى «بث رسالة وحدة» من خلال زيارة ثلاثة أديان
متابعة الصباح الجديد :

قال البيت الأبيض إن الرئيس دونالد ترامب، سيسعى في أول جولة خارجية له، في 19 أيار ، وتبدأ بالسعودية، ثم إسرائيل وبعدها الفاتيكان، إلى تعزيز الشراكة الأمنية مع الدول العربية والإسلامية وتوحيد الشعوب خلف جهود دعم السلام. وبعد ذلك سيتجه ترامب إلى بروكسل لحضور اجتماع قمة لـ»حلف شمال الأطلسي»، وإلى صقلية لحضور اجتماع قمة «مجموعة السبع». قال مستشار الأمن القومي هربرت ماكماستر، في موجز صحافي، إن جولة ترامب، تهدف إلى «بث رسالة وحدة» من خلال زيارة الأماكن المقدسة للمسيحية واليهودية والإسلام.
وقال ماكماستر، إن ترامب سيحث القادة المسلمين الذين سيلتقيهم خلال قمة يستضيفها ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز، على التصدي لتنظيم «القاعدة» وتنظيم «الدولة» وإيران والنظام السوري الذين ينشرون الفوضى والعنف. ولفت إلى أن الزيارة ستتضمن رسالة مليئة بالأمل والسلام والازدهار في العالم أجمع وبين الأديان الثلاثة، وأن ترامب «يسعى لتوحيد الشعوب من مختلف الأديان حول رؤية سلمية متقدمة ومزدهرة».
وأشار المسؤول الأميركي إلى أن زيارة السعودية ستتضمن الخطوات الأولى لتأسيس شراكة أمنية أقوى وأعمق مع شركاء واشنطن الخليجيين والعرب والمسلمين. وسيعقد ترمب خلال زيارته للمملكة ثلاث قمم: قمة ثنائية مع الملك سلمان، وقمة مع قادة دول الخليج، وقمة مع قادة دول عربية وإسلامية.
وعن زيارته إلى إسرائيل، قال مستشار الأمن القومي إن ترامب سيؤكد في زيارته على «العلاقات الأميركية الوثيقة» مع إسرائيل، كما أنه «سيعبر» في اجتماعه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن «رغبته في الكرامة وتقرير المصير للفلسطينيين». ورداً على سؤال عما إذا كان ترامب سيجمع نتنياهو وعباس معا في قاعة واحدة خلال الزيارة المقررة في 22 و23 أيار قال مكماستر إن هذا الأمر يعود إلى الرئيس والزعيمين الآخرين. وأضاف «الخطط النهائية لم تتحدد بعد».
وفي الفاتيكان، يبحث ترامب الحريات الدينية وسبل مكافحة الاضطهاد الديني والاتجار بالبشر، والتعاون في المهمات الإنسانية في مختلف أنحاء العالم.
من جهة أخرى، قال مسؤول كبير في البيت الأبيض رفض الكشف عن هويته، لوكالة «رويترز»، إن الولايات المتحدة على وشك استكمال سلسلة من صفقات الأسلحة للسعودية تزيد قيمتها عن 100 مليار دولار وذلك قبل أسبوع من زيارة الرئيس دونالد ترامب إلى الرياض.
وأضاف المسؤول إن هذه الحزمة قد تزيد في نهاية الأمر عن 300 مليار دولار خلال عشر سنوات لمساعدة السعودية على تعزيز قدراتها الدفاعية، في الوقت الذي تواصل فيه الولايات المتحدة الحفاظ لحليفتها إسرائيل على تفوقها العسكري النوعي على جيرانها.
وقال المسؤول «إننا في المراحل الأخيرة من سلسلة صفقات». هذه الحزمة يجري ترتيبها كي تتزامن مع زيارة ترامب للسعودية. وقال المسؤول إن الحزمة تشمل أسلحة أميركية وصيانة وسفناً وانظمة الدفاع الجوي الصاروخي والأمن البحري. وأضاف «سنرى التزاماً كبيراً جداً،وهو يهدف بطرق كثيرة إلى بناء قدرات من أجل التهديدات التي يواجهونها». وقال «إنه أمر طيب للاقتصاد الأميركي ولكنه أمر طيب أيضا في ما يتعلق ببناء قدرات تتناسب مع تحديات المنطقة. ستظل إسرائيل تحتفظ بتفوق». وقالت مصادر لوكالة رويترز في الأسبوع الماضي إن برامج شركة لوكهيد مارتن في الصفقة تشمل بضع بطاريات من نظام الدفاع الصاروخي (ثاد). وتصل تكلف نظام ثاد، مثل ذلك الذي تنشره واشنطن في كوريا الجنوبية، إلى حوالى مليار دولار. من بين الصفقات اتفاق قيمته 11.5 مليار دولار لشراء أربع سفن حربية متعددة المهام مع خدمات المرافقة وقطع الغيار كانت وزارة الخارجية الأميركية وافقت عليها في عام 2015. وأعقبت الاتفاق محادثات للوقوف على قدرات وتصميم السفن، لكنه لم يصبح قط عقدًا نهائيًا. وقالت المصادر إن الخطوة المقبلة للسفن ستكون على الأرجح خطاب اتفاق بين البلدين.
وتعد الولايات المتحدة المورد الرئيس لمعظم احتياجات السعودية من طائرات مقاتلة من طراز إف-15 إلى أنظمة قيادة وتحكم تساوي عشرات المليارات من الدولارات في السنوات الأخيرة. وتعهد ترامب تحفيز الاقتصاد الأميركي من خلال زيادة الوظائف في مجال التصنيع.
وشملت الصفقة «133 دبابة أبرامز من طراز إم 1إيه1/إيه2» سيتم تعديلها وفق الاحتياجات السعودية إضافة إلى 20 دبابة أخرى ستحل مجل دبابات معطوبة لدى السعودية، و»153 مدفعًا رشاشًا من عيار 50 (12.7 ملم)» و»266 مدفعًا رشاشًا من عيار 7.62 ملم طراز ام240» وقاذفات قنابل دخانية وعربات مصفحة وآلاف والذخائر.
وقد ذكر وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في وقت سابق، في تصريحات صحفية، بمقر سفارة المملكة في واشنطن أن زيارة ترمب للمملكة ستشمل «قمة ثنائية، وقمة مع قادة دول الخليج العربي، وقمة مع قادة دول عربية وإسلامية».
وذكرت وسائل إعلام سعودية، أن من المقرر أن تعقد القمة السعودية-الأميركية، وبعدها سيحضر ترامب اجتماع قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، في قمته نصف السنوية، وكذلك من المقرر أن يشارك ترامب في القمة الإسلامية-الأميركية، التي من المنتظر أن يحضرها رئيس وزراء باكستان نواز شريف، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وعدد من قادة الدول التي تشارك في التحالف العسكري الإسلامي لمكافحة الإرهاب.
وكانت مصادر أميركية مسؤولة قالت، لـCNN، إن ترامب سوف يزور السعودية وإسرائيل ثم الفاتيكان في طريقه إلى المشاركة اجتماعات الناتو وقمة السبع. وأضافت المصادر أن هذه الزيارات تأتي ضمن استراتيجية للتواصل مع الأديان والدول للتصدي التطرف ومحاربة تنظيم «داعش» ومواجهة إيران. وتابعت المصادر بالقول إن هذه فرصة تسمح لإدارة ترامب بمواصلة السياسات التي تساعد في تعزيز قوة أميركا وإضعاف أعدائها.
يذكر أن واشنطن والرياض حريصتان على تحسين العلاقات الثنائية التي توترت تحت إدارة الرئيس السابق باراك أوباما لأسباب منها تأييده للاتفاق النووي الذي أبرمته القوى العالمية مع إيران، خصم السعودية الرئيس في المنطقة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة