هذا الـ (دييغو أرماندو) الشهير بمارادونا مايزال يثير الجدل في كل خطوة يخطوها بعالم المستديرة حتى عندما تم اكتشافه من قبل مكتشف النجوم (فرانشيسمو كورينيجيو) احد اقطاب نادي ارجنتيوس سأله مستغرباً حينما رَآه يتلاعب بمن هم اكبر منه سنا: هل صحيح ان عمرك 10 سنوات؟؟
ميزتان تميز بهما هذا الارجنتيني الداهية المولود في (لانوس) سنة 1960 العظمة والمهارة لكنهما للاسف الشديد داخل المستطيل الأخضر فقط بينما كانتا من نوع آخر خارجه، فوضويته، تدميره لذاته وعدم معرفته لقيمته كأسطورة ومعجزة كروية مؤثرة ليس في عالم كرة القدم انما يتعداها للعب دور هام في الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية لدول اميركا اللاتينية التى تجاوز عدد فقرائها ال 175 مليون شخص، متجاهلاً مقولة ابن قارته الشهير الكولمبي (غابرييل غارسيا ماركيز): لو وهبنى الله قطعة أخرى من الحياة لما كنت سأقول كل ما أفكر فيه، إنما كنت سأفكر في كل ما أقول قبل أن أنطق به. وأخر مافكر ونطق به هو تعاقده كمدرب مع نادي يلعب في دوري للدرجة الاولى بأحد دول الخليج العربي ويعد دوري للدرجة الثانية اذا افترضنا ان دوري المحترفين لديهم هو الدرجة الاولى، هذا لاينقص من قيمة النادي في كل الأحوال، من حقوقه البحث عن الافضل والأحسن تسويقياً وفنياً وان كنت أضع ثلاث خطوط حمراء تحت الثانية فمستواه التدريبي معروف للقاصي والداني.
مارادونا كان بالإمكان ان يصبح كأبن بلده المولود في (روساريو) ومثله الأعلى (إرنستو تشي جيفارا)، لو تمعن قليلا بتاريخ اميركا الجنوبية التي أنجبت (ماريو بينديتي، باولو كويلو، إيزابيل الليندي وسيمون بوليفار).
مارادونا ربما سيبقى خالداً في ذاكرة عشاق كرة القدم لكن (طريق العظمة هو ان تكون جنبا الى جنب مع الاخرين).
* مدرب كروي وناقد رياضي
ميثم عادل