أحلام يوسف
بواسطة الإعلانات عن بعض الصفحات على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك، عثرت عن طريق المصادفة على صفحة مصرية اختارت «أصحاب للأبد لحفظ التراث» عنوانا لها.
الصفحة مخصصة لعرض ونشر تاريخ مصر الفني، والادبي، والثقافي، حيث تعرض لقاءات، ومسلسلات، وسهرات فنية مع كبار الأسماء في الفن والادب، وايضا لقاءات نادرة، ومواقف أكثر ندرة، حدثت قبل عقود من الزمن مع بعض الفنانين والادباء.
المسؤولون عن الصفحة تعاملوا معها على أساس انها صفحة لحفظ التراث المصري، وليست مجرد صفحة لعرض فيديوهات لفنانين ومشاهير مصريين، وبذلك فهي لا تحتمل التهاون، او الاستخفاف بقيمتها، فقاموا بشراء حقوق النشر للكثير من الاعمال، والاغنيات، والسهرات الفنية، كي يتم عرضها حصريا على الصفحة، التي أسست لها قناة على موقع يوتيوب.
في اثناء زيارتي للصفحة قفز الى ذهني سؤال عن إمكانية ان تكون لدينا مثل تلك الصفحة، لتعريف الجمهور العربي بالفن العراقي، خاصة في ظل التشويش، والتضليل ان صح التعبير، الذي تمارسه القنوات الفضائية التي تتاجر بالفن، وغياب شبه كامل للقنوات الجادة التي تختص بالأغاني الرصينة، والهادفة، التي تحترم بتفاصيلها من شاعر الاغنية، وملحنها، ومؤديها الجمهور.
في مثل تلك الصفحات يمكن ان نمنح المطربين العراقيين حقهم، اذ ان الفيس بوك اصبح اليوم احد وسائل الاعلام المهمة لسرعة انتشار ما يعرض على صفحاته، كي نعرّف العالم العربي بأسمائهم، وبالفن العراقي الحقيقي، ويمكن أيضا ان يتعرف العالم خارج الوطن العربي بهم، حيث ان الموسيقى بالتحديد لغة عالمية، لا بل يمكن ان تكون وسيلة لتعريف الجمهور العراقي أيضا، حيث يجهل الكثير من شباب اليوم أسماء المطربين العراقيين ما قبل كاظم الساهر أو هيثم يوسف، الا القلة النادرة منهم، الذين نشأوا في ظل اهل اهتموا بالفن الأصيل، والحقيقي في العراق.
رياض احمد، وداخل حسن، وخضيري أبو عزيز، وقبلهم المعجزة مسعودة العمارية، ومن بعدهم فاضل عواد وحسين نعمة وغيرهم من كبار المطربين، يستحقون منا هذا الاهتمام، وليس محتاجا الى جهد استثنائي، بقدر ما هو محتاج الى دعم مادي، لمن ينشئ مثل هذه الصفحة، وكذلك لشراء المواد الفنية النادرة التي تحتفظ بها بعض الفضائيات، وقامت بركنها في احدى زوايا مبناها، وحتى بعض الفيديوهات النادرة التي يحتفظ بها بعض الافراد المهتمين بالفن، وقد تكون وزارة الثقافة المؤسسة الأولى من حيث مسؤوليتها في انشائها، وتوظيف مدراء لها.
علينا ان نفهم في العراق معنى الاعلام، ومهمته وقوته الحقيقيتين، فمصر اليوم وجهة السياح في كل العالم، لأنها تعرف كيف تسوق لأثارها برغم قلتها، واليوم مصر ذكية، لأنها تعرف كيف تسوق لفنها وفنانيها، علينا ان نعرف اننا في العراق نتفوق على كل البلدان في الوطن العربي، في نوعية الفن الذي قُدم، وفي عدد الفنانين العمالقة من مطربين، الى ملحنين، الى شعراء اغنية، لكن من عرفهم الجمهور العربي، لا يتعدون أصابع اليد الواحدة.
صفحة لحفظ التراث الفني العراقي جديرة بالاهتمام كي تكون منبرا إعلاميا يعطي الفنانين العراقيين وتاريخ الفن العراقي حقه من الاهتمام، والشهرة التي يستحقونها بجدارة.
هنا في ملحق فنون قد نعطي للفن الحقيقي والأصيل العراقي والعربي حقه من الاهتمام، من خلال ما ينشر من اخبار فنية وفعاليات، إضافة الى التطرق الى بعض المواضيع التي تخص حياة فنان او تخص زاوية من زوايا الفنون السينمائية او الدرامية او التشكيلية.