متابعة الصباح الجديد:
عندما نتحدث عن الفن فلا بد لنا ان نتحدث عن التلفزيون، الشاشة السحرية التي تحولت اليوم الى عالم صغير حيث تنقل لنا اخبار العالم الفنية وغير الفنية وتضعها بين يدي افراد الاسرة.
التلفزيون مر بمراحل عدة ليصل الى شكله الذي نراه اليوم، واختلف شكله اختلافا كليا عما كان عليه، ولم يكتف العلماء والمطورين بأن يجعلوا من شاشته بعد ان كان يلحق بها من الخلف صندوقا كبيرا، يحوي كل الاسلاك واللمبات التي تقوم بتشغيله، شاشة مسطحة، فقاموا بابتكار جديد وهو الشاشة المنحنية، التي تجعل المشاهد يرى الصورة حية وواضحة من كل الزوايا، لكن متى وأين وكيف تم اختراع التلفزيون وكيف وأين ومتى بدأت عمليات تطويره؟
يعود تاريخ التلفزيون إلى عام 1884 عندما اخترع الالماني بول نبكو paul Nipkow قرصا ميكانيكيا دوارا، بفتحات صغيرة منظمة في شكل حلزوني، عندما يتم تسليط الضوء عليها، ثم يتسرب الضوء من الفتحات، ليعطي احساسا سريعا بحركة الصور المسجلة على هذا القرص. وقد فتح قرص نبكو المجال اما المخترعين، للتفكير في امكانية نقل الصور بطريقة ميكانيكية عبر الاسلاك إلى مكان اخر، وأصبح هذا القرص هو الاساس الذي قامت على اساسه التجارب التالية، لتطوير تكنولوجيا لنقل الصور المتحركة من مكان إلى اخر سواء عن طريق الاسلاك، او باستعمال الموجات الهوائية.
تاريخ محطات التلفزيون
تعد حقبة الخمسينيات بمنزلة العصر الذهبي للمرناة (التلفزيون)، وسط منافسة حامية ما بين شركات التلفزة الأميركية الثلاث الكبرى،NBC وCBS و ABC. وشهدت بدايات هذه الحقبة أول استعمال للمرناة سياسياً، حينما غطت شركة CBS حملات الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 1952. وكان للتلفزيون لاحقاً دوره في ترجيح كفة جون كينيدي على منافسه ريتشارد نيكسون، إلا أن بريطانيا هي أول من دشن خدمة البث التلفزيوني المنتظم في عام 1936، من خلال هيئة الإذاعة البريطانية BBC التي تعد أيضاً أولى مؤسسات التلفزة التي تقدم التصوير، والبث الحي من خارج الاستوديوهات المغلقة.
وجاءت الطفرة الحقيقية في الـ «بي بي سي «عام 1952 عندما نظر إلى المرناة (التلفزيون) بجدية بعد استقطابه اهتمام الطبقات الاجتماعية المثقفة.
وفي عام 1935 عرف الألمان للمرة الأولى خدمة الإرسال التلفزيوني، واستطاعت فرنسا أن تدشن أول إرسال تلفزيوني منتظم من برج ايفل عام 1939. ومنحت حكومة فيشي التابعة للألمان حق امتلاك وتطوير وسائل الإعلام المرئي للقطاع الفرنسي الخاص، وهو ما أبطلته الدولة الفرنسية بعد انتهاء الحرب.
وانطلق البث التلفزيوني المنتظم للمرة الأولى في موسكو في عام 1939، حيث وظف السوفيات ريادتهم في مجال الفضاء في الإرسال عبر الأقمار الاصطناعية، لتصبح محطة موسكو من بين أوائل المحطات التلفزيونية في العالم التي بثت برامجها فضائياً إلى العالم.
وفي اليابان، يعود تاريخ البث التلفزيوني التجريبي إلى العام 1939، وحتى بداية الستينيات كان مصدر الجزء الأعظم من المواد المعروضة على الشاشة الصغيرة هو الولايات المتحدة، لكن سرعان ما بدأ اليابانيون إنتاج برامج ومسلسلات محلية. ليتراجع نصيب البرامج الأميركية إلى 5 في المئة من المعروض على الشاشة.
ولم يدخل المرناة (التلفزيون) إلى الصين إلا في عام 1958 وبمساعدة تقنية من الاتحاد السوفياتي. وتسببت «الثورة الثقافية» ما بين 1966 و1967 التي حصدت خيرة المبدعين الصينيين في مجالات الفنون المتنوعة، في تقليص عدد محطات التلفزة الصينية إلى واحدة انحصرت برامجها في الشعارات.
وفي الهند سمح لمؤسسة الراديو الحكومية في أيلول (سبتمبر) 1959 بأن تقوم بالبث التلفزيوني من نيودلهي، لمدة ساعة واحدة مرتين في الأسبوع، إلا أن للمرناة (التلفزيون) الهندي طعم في العام 1961 برامجه بالأفلام والأغاني المحلية، مما زاد عدد المشاهدين، لتتوسع الهند في هذا الصدد بعد دخولها عصر الأقمار الاصطناعية.
البث التلفزيوني عربيا
يعد تلفزيون العراق أول تلفزيون عربي بدأ إرساله التلفزيوني الأول عام 1954، وبدأت القصة قبل ذلك بعام حين حضرت إحدى الشركات الألمانية للمشاركة في معرض تجاري للأجهزة الإلكترونية في بغداد وصادف أن بين معروضاتها مرسلة للبث التلفزيوني باللونين الأبيض والأسود مع استوديو صغير مجهز بلوازم التصوير وعدد من المراني (أجهزة التلفاز) التي شدت انتباه العراقيين وأصابتهم بالدهشة كونهم لم يروها أو يسمعوا بها من قبل. وبعد انتهاء المعرض قررت الشركة إهداء تلك المعروضات إلى حكومة العراق الملكية.
بعدها جاء التلفزيون الجزائري في نهاية شهر ديسمبر عام 1956 إبان الفترة الاستعمارية، حيث أقيمت مصلحة بث محدودة الإرسال، كانت تعمل ضمن المقاييس الفرنسية ويعد استحداثها اهتماماً بالجالية الفرنسية المتواجدة بالجزائر آنذاك، كما اقتصر بثها على المدن الكبرى للجزائر، حيث أنشأت محطات إرسال ضعيفة تقدر بـ819 خط على المدى القصير موزعة على ثلاث مراكز في قسنطينة، الجزائر العاصمة، ووهران.
وفي لبنان وضع حجر الأساس لمبنى التلفزيون الرسمي في العام 1957، لكن إنجاز المشروع تأخر ليبدأ البث في أيار (مايو) 1959.
وفي العام نفسه وقّعت مصر اتفاقية مع «صوت أميركا» لتزويدها شبكة إرسال تلفزيونية، وتدريب كوادرها الإعلامية، وفي تموز (يوليو) 1960 امتلكت مصر قناة تلفزيونية، واللافت ان القناة هي الرابعة على مستوى العالم العربي بعد قنوات «أرامكو» وبغداد وبيروت.
وكانت الكويت أول دولة خليجية تؤسس محطة تلفزيونية رسمية. وبدأ إرسال هذه المحطة في الخامس عشر من تشرين الثاني (نوفمبر) 1961. وكان بثها يلتقط في بقية أقطار الخليج بوضوح في الأوقات التي تشتد الرطوبة صيفاً. وقامت الكويت في عام 1969 بإنشاء محطة إرسال تلفزيوني في دبي تحت اسم «تلفزيون الكويت من دبي». وقبل سنوات طويلة من انطلاق التلفزيون الرسمي، عرفت الكويت بثاً تلفزيونياً خاصاً على نطاق محدود.
للتاريخ بدا البث التلفزيوني في بغداد بتاريخ 1/5/1956 ويعتبر بهذا التلفزيون العراقي أول محطات التلفزيون الناطقة باللغة العربية بالعالم على الإطلاق وللتاريخ أيضا فأن الشركة التي جهزت العراق بأدوات البث والاستوديو هي شركة باي البريطانية وليست شركه المانية واقتصر البث في بداية الامر على بغداد ثم وفي اواخر الستينيات شمل البصرة والموصل وكركوك وفي العام 1976 بدا وعلى نطاق ضيق أول إرسال ملون وعلى القناتين 7&9 وفي العام 1977 تم ربط كل محطات البث في أنحاء العراق بشبكة المايكرويف.