لإثراء عملية المصالحة الوطنية
متابعة الصباح الجديد:
«لطالما انتظرت فرصة كهذه لإيصال صوت الشباب الأنباري الى جميع شباب العراق لنخبرهم بإننا الضحية الأكبر لداعش» هذا ما قالته هديل خالد، شابة في محافظة الأنبارغربي بغداد.
هديل هي شابة من بين 85 شاباً و 35 شابة بين سن 18-35 من محافظات بغداد وصلاح الدين والأنبار وواسط شاركوا في منتدى «العراق شباب وتعايش» ليسمعوا اصواتهم امام نظرائهم من الشباب من بقية المحافظات في سابع المحطات وآخرها قبيل انعقاد مؤتمر شامل تستضيفه العاصمة بغداد لاحقاً هذا الشهر يقوم بتركيز التوصيات من أجل طرحها على الحكومة لأثراء عملية المصالحة الوطنية.
«أود إيصال رسالتنا كمجتمع أنباري منبوذ لأن انطلاق داعش كانت من صحراء الأنبار كما يصفه البعض. كنا الضحية الأكبر لان داعش هدموا بيوتنا وقتلوا شبابنا ودمروا البنى التحتية».
من هذا المنتدى أود ان يكون لنا تجمع شبابي اكبر نغير بها فكر شبابنا الذي تسمم بأفكار داعش ونغير الصورة السيئة والاشاعات عن أهل الانبار في مختلف المحافظات»، اضافت هديل، 33 عاماً، خريجة قسم اللغة الأنكليزية من جامعة الأنبار، في مقابلة اجراها المكتب الإعلامي لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) مع مجموعة من الشباب المشاركين.
«أتوقع ان يكون لنا صوت بعد انعقاد هذا المؤتمر وبدعم من الأمم المتحدة سنعيد العراق واحداً موحداً» اختتمت هديل ، هذا النوع من التواصل بين الشباب يساهم في محاولة لإصلاح ماخلفته الحروب العسكرية والنفسية ودفع عجلة المصالحة الوطنية.
من هذا المنتدى كرر الشباب حاجة السياسيين للتصالح فيما بينهم مؤكدين عدم وجود مشكلة في العيش بين الشباب في سلام وتآلف.اسوة ببقية المنتديات، كان للشباب العراقي المشاركين صوت واحد، وأن اختلفت الأفكار لكن المطلب واحد، بقلوب مليئة بالهموم جميعهم يحلمون ان ينبثق عن هذا المنتدى توصيات يؤخذ بها بشكل جدي تؤدي الى عراق موحد متصالح بعيداً عن الطائفية والخلافات السياسية.
في مقابلة اخرى مع شاب من محافظة واسط ويبلغ من العمر 35 عاماً، قال سنان سعيد وهو ناشط حقوقي واعلامي وفنان مسرحي قال: «قبل أن يتم دعوتي للمشاركة في هذا المنتدى بشهر، شكلت مع الاصدقاء مجموعة اسمها (تعايش سلمي بلا طائفية) ولاقت صداها لدى الحكومة المحلية، وكانت احدى الأفكار التي انبثقت عن هذا التشكل استحصال موافقة لإنشاء كنيسة في المحافظة لإخواننا المسيحيين».
وأضاف «يقول الإمام علي (ع) «إن الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق». اعتقد بإن 90% من المشكلات في البلد سببها الطائفية ومن يقف خلفها، ستزال هذه الزوبعة وسنعمل على تغيير الوضع، منها عبر تغيير المناهج لتتضمن حب الوطن اولاً نزرعه في قلوب اطفالنا، وكذلك باستطاعة شيوخ العشائر التأثير على المجتمع ايجابياً».
ونظمت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) بالتعاون مع جمعية الأمل العراقية هذا المنتدى. في كلمة لنائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق للشؤون السياسية والأنتخابية السيد جورجي بوستن قال أن قوة العراق تكمن في تنوعه، مؤكدا ًعلى أهمية مشاركة الشباب في العملية السياسية للمصالحة. وتوجه الى الشباب قائلاً: « البلاد في أياد أمينة، أنتم ستنقذون العراق. خلق عراق المواطنة في يدكم».
تعددت مطالب الشباب منها من كان متشابهاً مع المنتديات السابقة في مختلف أنحاء البلاد، ومنها مطالب متقدمة، ومنها ما أظهر شعور الإحباط عند بعض الشباب. فالبعض يظن انه كلام معاد وتنظير لا واقع له، واخر يعتقد بإن بعض النقاط خيالية وغير منطقية. بينما أتسم رأي آخر بالايجابية بقوله يجب علينا نشر ثقافة الشعور بالمسؤولية، وتابع آخر بإننا اذا من الصعوبة تغيير الواقع بالسياسة علينا البدء بتصحيح الشارع والشعب.
استطرق ابراهيم محمود شكر، طالب مرحلة ثانية هندسة من سكنة بغداد وهو رئيس فريق الخوة الزينة للعمل التطوعي، حيث قال: «عندما اخرج مع اصدقائي في حملات لمساعدة الناس، لا اسألهم عن طائفتهم او دينهم فنحن متساوون من الناحية الإنسانية».
وأختتم قائلاً: «إذا أردت إبعاد الشباب عن الجريمة والإرهاب فعلى الحكومة توفير فرص عمل لهم فهو يضمن حياة كريمة للشباب».