أنقرة تندد بقرار تسليح وحدات حماية الشعب الكردية
واشنطن ـ بي بي سي:
وافق الرئيس الأميركي دونالد ترامب على تسليح قوات كردية تقاتل مسلحي تنظيم داعش في سوريا، حسبما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، فيما نددت تركيا بقرار الولايات المتحدة تسليح القوات الكردية التي تقاتل مسلحي تنظيم داعش في شمال سوريا.
وقالت متحدثة باسم البنتاغون إن تحالف قوات سوريا الديمقراطية، الذي تقوده وحدات حماية الشعب الكردية، «سيزود بأسلحة ومعدات للمساعدة في طرد تنظيم داعش من معقله في الرقة».
وأوضحت المتحدثة «ندرك تماما المخاوف الأمنية لتركيا شريكتنا في التحالف، نود طمأنة شعب وحكومة تركيا بأن الولايات المتحدة ملتزمة بمنع أي أخطار أمنية إضافية وبحماية شريكتنا في حلف شمال الأطلسي».
ويعد تزويد قوات كردية بالسلاح قضية شائكة للإدارة الأميركية، إذ أن هذا الأمر من المؤكد سيثير غضب تركيا، التي تعتبر وحدات حماية الشعب الكردي جماعة إرهابية.
وتريد تركيا منع الأكراد من السيطرة على المزيد على المزيد من الأراضي في سوريا.
وقال البنتاغون إن وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس تحدث هاتفيا مع نظيره التركي فكري إشيق، دون الكشف عن تفاصيل هذه المحادثة. ولم يصدر حتى الآن أي بيان رسمي من جانب المسؤولين الأتراك أيضا.
ويحصل تحالف قوات سوريا الديمقراطية، الذي يضم ميليشيات كردية وعربية، على دعم بالفعل من قوات أميركية بالإضافة إلى غطاء جوي من جانب التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.
وكانت الولايات المتحدة أمدت سابقا الجناح العربي المنضوي تحت قوات سوريا الديمقراطية والذي يعرف بـ»التحالف العربي السوري» بأسلحة خفيفة وعربات مدرعة.
وتقاتل قوات كردية من وحدات حماية الشعب الكردي عناصر تنظيم الدولة الإسلامية للسيطرة على مدينة الطبقة، وهي مركزسيطرة تابع لتنظيم داعش يبعد فقط 50 كيلومترا عن الرقة.
وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب الكردي امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي تقاتله أنقرة منذ عقود.
ونفذت تركيا الشهر الماضي غارات جوية ضد أهداف تابعة لوحدات حماية الشعب الكردي في سوريا، ووصفتها بأنها «ملاذات إرهابية.»
وصرح مصدر في البنتاغون لبي بي سي أن التسليح سيتضمن «ذخيرة وأسلحة خفيفة ورشاشات ثقيلة وبنادق آلية وجرافات وآليات عسكرية» ولكنه أضاف أن واشنطن «ستعمل على استعادة هذه الأسلحة في وقت لاحق بعد هزيمة التنظيم المتشدد.
وفي غضون ذلك أكدت الخارجية الروسية، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب التقى بوزير الخارجية سيرغي لافروف في واشنطن امس الأربعاء، وكانت الأزمة السورية على رأس الملفات التي بحثها الطرفان.
كما أكد البيت الأبيض من جهته أن ترامب سيستقبل لافروف في واشنطن، وجاء في بيان للمكتب الصحفي أن اللقاء عقد امس الاربعاء ويقوم لافروف، بزيارة عمل إلى الولايات المتحدة تستمر من 9 وحتى 11 مايو الجاري، سيبحث خلالها مع نظيره الأميركي ريكس تيلرسون، الأزمة السورية، وأهم القضايا الدولية، وذلك في ثالث لقاء لهما بعد تولي ترامب مهام الرئاسة في الولايات المتحدة.
وكانت ماريا زاخاروفا، المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية، أفادت، في وقت سابق، بأن لقاء لافروف وتيلرسون سيتيح فرصة لتنفيذ اتفاقيات تم التوصل إليها أثناء مكالمة هاتفية بين الرئيسين، الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب.
واتفق الزعيمان آنذاك على تكثيف الحوار على مستوى وزارتي الخارجية بغية البحث عن الحل للأزمة السورية، إضافة إلى العمل المشترك الرامـي إلى الانفراج في شبـه الجزيـرة الكوريـة.
وبعد اللقاء مع تيلرسون، توجه سيرغي لافروف إلى ولاية ألاسكا الأميركية، حيث سيشارك في الاجتماع الوزاري لمجلس منطقة القطب الشمالي.
بالمقابل نددت تركيا بقرار الولايات المتحدة تسليح القوات الكردية التي تقاتل مسلحي تنظيم داعش في شمال سوريا.
وقال نائب رئيس الوزراء، نورالدين شانيكلي، إن قرار تسليح الأكراد غير مقبول.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو امس الأربعاء إن كل سلاح يحصل عليه مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردي السورية يعد تهديدا لتركيا مؤكدا معارضة أنقرة للقرار.
ويقول الجيش الأميركي إن التحالف الذي تقوده وحدات حماية الشعب الكردي، هو القوة الوحيدة على الأرض التي تستطيع السيطرة على مدينة الرقة، معقل تنظيم داعش الرئيسي في سوريا.
لكن الحكومة التركية تصف وحدات حماية الشعب الكردي بأنها جماعة إرهابية، وبأنها مقربة من المتمردين الأكراد الذين يشنون تمردا في الأراضي التركية.
وقال جاويش أوغلو للصحفيين أثناء زيارة للجبل الأسود إن وحدات حماية الشعب «تنظيم إرهابي مثله مثل حزب العمال الكردستاني المحظور»، وإن الولايات المتحدة تعلم ذلك.
ومن المتوقع أن يبحث أردوغان خلال لقائه الأول مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية، بما فيها تطورات الأوضاع في سوريا والعراق، ولا سيما مكافحة الإرهاب، إضافة إلى إمكانية ترحيل، من الولايات المتحدة إلى تركيا، الداعية الإسلامي فتح الله غولن، الذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب على السلطة صيف العام الماضي.
وقال إن الرئيس رجب طيب إردوغان سيبحث هذه القضايا مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب عندما يزور واشنطن الأسبوع المقبل.