بعد إعلان جائزة البوكر
استطلاع: علي لفته سعيد
الحساسية المفرطة
اما الروائي حمدي الربيعي فقال.. ليس من السهولة بمكان اطلاق احكام من خلال ملاحظات عامة. وان كانت تتطابق او تتوالى في كل مرة على ذات المنوال فثمة المثير من التشابه بحيث ينتج خلطا غير مقصود.. ويطالب الربيعي بالتروي قليلا والتفكير بهدوء وعدم الانسياق وراء الحدث.. ويبين ان من يراقب يلاحظ هكذا امر على نتائج البوكر لكنه لا يعني بالضرورة وجود الظاهرة ..قد يتأتى هذا بسبب الحساسية المفرطة لدى البعض خاصة اذا جاءت النتائج عكس هواه او تثير حنقه لأي سبب كان.. ويضيف ان ثمة حقائق تحكم انتاج هذه الجوائز واولها سياسة الممول واهدافه وغاياته المباشرة وغير المباشرة بمعنى الانية والبعيدة المدى.. ويرى ان هناك ملاحظة عن السياسة الليبرالية لمسابقة البوكر اعتمادها على عناصر التغير الكامنة في المجتمعات العربية ومقدرة الكتاب في التماس مع هذه الاسباب او التأشير باتجاهاتها ..قد تكون بالنسبة الى المراقب غي واضحة او ان الكاتب لا يضعها في الاعتبار وينتج ادبا راقيا لكنه يملو من معنى فعند ذاك تأتي النتائج مخيبة للآمال .. وبعطي نقطة ثانية بقوله.. ان هنالك الكثير من الادب الراقي الذي يكتب ويحدث فيه التنافس وربما كل واحد يستحق الجائزة بيد ان سياسة المسابقة تفرض التمايز ربما على اسس جغرافية او مناطقية او اسباب اخرى مرتبة بالتسلسل ..كل هذا وارد لكن الرغبة بنتاج خالي من الحساسية من الصعب الحصول عليه بالمنطقة العربية وذلك بسبب قلة المسابقات المعروضة وكثرة الانتاج وتعدد منابره وغاياته واهدافه واختلاف طموحات كتابه
كواليس وتدخلات
فيما يقول الروائي حسين رحيم ان مشكلة الجوائز الأدبية الحديثة انها لا تصنع روائيين بل ربما حرّفت مسار الأبداع باتجاهات لا علاقة لها بالأبداع.. ويرى ان الروائي ليس نجما سينمائيا او كرويا او مطربا ولا ينبغي له ذلك لأنه ينتج فنا يمثل وجها راقيا للحضارة البشرية وتفاعلاتها الفلسفية والفكرية.. ويشير رحيم اتنه من خلال متابعتي لهذه المسابقات وجدت ان معاييرها متغيرة بحسب الوضع السياسي للمنطقة بالإضافة للعامل الجغرافي الذي رأينا تأثيره في بعض الدورات وربما هناك تدخلات من وراء الكواليس لإرضاء من يتوجب عليهم ارضاءه.. ويعتقد أن هذه الأسباب وغيرها أوجدت جيلا من شبان وشابات يكتبون الرواية وفي ذهنهم شيء واحد هو الجائزة وما يلائم ما ترغبه لجان الجوائز من ثم حلم الشهرة والأضواء شأنهم في ذلك شأن من يبني شهرته على العلاقات والعمل في المؤسسات الثقافية دون ان يعنيه الأبداع.. ويعبر رحيم عن قلقه بقوله هو دخول هذه الجوائز اسماء روائية كبيرة بنت تاريخها الإبداعي بصدق جهدهم وعمره الإبداعي الطويل ليتنافس مع من هم أصغر منه بكثير.. ويتساءل.. كيف سيكون موقفه لو تفوق عليه شاب بعمر اولاده كان ألأجدر ان يكونوا أعضاء في لجان هذه المسابقات أو يتم تكريمهم لجهدهم الإبداعي بكامله.. ويجمل قوله ان الرواية هي لغة الرواية وهي شيء تراكمي ينضج على نار دافئة ويسير جنبا الى جنب مع نضج العقل اللواب وعمق البصيرة واتساع فضاء الرؤيا .
لجان هزيلة
الروائي محمد علوان جبر قال من جهته: ان الجوائز الادبية تحتمل الكثير من مدلولات في اثارها ونتائجها وتفاصيلها من المهم أن ندرك انها فعالية ثقافية ممولة من مراكز ثقافية تمتلك المال والقدرة على الانتشار والتسويق. تسويق الاعلان.. من هذا المنطلق نرى انها منظمة تعمل على تسويق الروايات أي المؤسسة المشرفة على جائزة البوكر التي حتما يصب في خزائنها ارباح تغطي مبالغ تلك الجوائز .وأضاف اما ما يخص المعايير التي تعتمدها لجان البوكر فمن خلال نظرة بسيطة على الروايات التي فازت في دوراتها العشر نستطيع أن نستنتج الاتي ويبين ان هذا الاتي هو اختلاف وتباين الروايات مستويات الروايات التي فازت فنجد في احدى دوراتها انها كانت مصيبة في اختيار الرواية التي تستحق الفوز وفي الاغلب الاعم نرى انها رشحت في قوائمها الطويلة والقصيرة روايات لا تستحق ان نطلق عليها صفة وتجنيس رواية ويرى علوان ان هذا التفاوت يؤكد لي شخصيا مسألة ان مدراء الجائزة وهي ترشح لجان الفحص والقراءة والتقييم وكذلك عدم اعتمادها على نقاد يمتلكون الحس النقدي والذي يلتقط الجمال ويبني عليه ارائه.. وعن المناطقية والتوزيع الجغرافي يقول علوان لا أعتقد انها تسقط في هذا الفخ المعلن.لكنه يستدرك ان العلة في لجان التحكيم كونها هزيلة لا علاقة لها بالرواية واخص الدورة الاخيرة
الجانب السياسي
ويجد الروائي تحسين كرمياني نفسه كما يقول أمام حالة مأساوية كوننا أمّة بتنا لا نعي الأمور إلاّ بعدما يسقط الفأس على رؤوسنا وليس لنا سوى خيار التنفيس عن كروبنا عبر كلام عابر غير موزون وكأن الجوائز الأدبية حصراً هي الفؤوس التي تفتح أبصارنا وبصائرنا النائمة لإطلاق صرخة الإفاقة.. وأضاف لم أجد طوال عام وبعد الانتهاء من المراسيم هناك من تصدى ليقدم لنا النصائح ووجهات النظر من أجل أنتاج رواية عربية عالية الجودة، تتيح لأنظار العالم أن تتجه وبشيء من المصداقية نحو رواياتنا. ويعبر عن عدم معرفته بكيفية التقييم في أروقة الجوائز.. ويرى انه قرارات اللجنة تبين ان من ليس له (خلان النقد) حتماً ترمى روايته خارج أسفار الزمن الروائي.. ويوضح كرمياني ان مشكلات الرواية معقدة طالما تخضع لوجهات النظر.. ويجيب عن المعايير الإبداعية وجغرافية التوزيع انها لا نحتاج إلى أدلّة لبيان هذا النهج الواضح والساطع فالقائمين على الجوائز لديهم رؤية خاصة من وراء جائزتهم ينظرون إلى مستقبل قد يتقاطع مع المستقبل الإبداعي فيهيمن الجانب السياسي على الجانب الإبداعي ويعتقد ان المعضلة تكمن هنا ويضيف انها ستؤدي إلى انحراف الجوائز نحو جغرافية التوزيع.