المقهى الثقافي العراقي في لندن يطفئ الشمعة السادسة

لندن – ابتسام يوسف:
بحضور حشد كبير من الجالية العراقية في لندن، احتفل المقهى الثقافي العراقي، بمنجز المنبر الثقافي المميز على مدى الست سنوات الماضية، من خلال ماقدمه من امسيات ثقافية، وفنية جميلة، جعلته من اهم المنابر العراقية الثقافية والاجتماعية.
نشأت فكرة المقهى بمبادرة وطموح بعض الأصدقاء في منفاهم اللندني، لإعادة بعض تراثهم الوطني، وتقديمه في مقهى، يعيد امجاد المقاهي البغدادية، حيث كانت مقاهيهم في معظم مدن العراق، تشهد ممارسات ثقافية “الحكواتي، والقصخون، والجالغي البغدادي، والمطاردات الشعرية، والعاب المحيبس …الخ)، فكانت الفكرة دعوة الزبائن، واعداد مادة ثقافية ما، وأثارة موضوع حولها ونقاشها، وفي نيسان 2011 تحولت الفكرة الى واقع، وتواصلت من ذلك الحين الى حد الان، وخلال الست سنوات المنصرمة، قدمت 63 أمسية وطاولة مستديرة واحدة.
في بداية الاحتفال رحبت الكاتبة فيحاء عبد الرزاق، والسينمائي علي رفيق، بالحضور، وتناوبا على تقديم الأمسية، وبرنامجها الذي كان حافلا بالنقاش حول تطوير عمل المقهى، والاصغاء الى اقتراحات الجمهور، مع فقرات فنية ابدعت فيها رؤيا غالب، وهاشم السعدي، والملحن نامق اديب.
وتخلل الحفل كلمات من زبائن المقهى، والداعمين له، الذين اجمعوا على ان المقهى أسهم بالتخفيف من الاحساس بالغربة، وقرّب ابناء الجالية لبعضهم البعض، والاهم من ذلك انه اعطى صورة مشرقة عن الثقافة العراقية، بعيدا عن التكتلات الطائفية، او القومية، مع التواصل مع ابناء الجالية العربية.
ثم قدمت السيدة شفاء “ام نادية”، باقة زهور للفنان فيصل لعيبي، أحد اقطاب المقهى الذي أثنى على جمهور المقهى، وقال “ان سر استمرارية المقهى لهذه السنوات الست الماضية، هو الدعم الذي قدمه هذا الجمهور” وأعرب عن بالغ الامتنان لهم: ان المقهى لكل العراقيين، وسيواصل مسيرته مستندا الى الثقة التي منحتها الجالية له”
ثم تحدث السينمائي علي رفيق، وهو احد المؤسسين لفكرة المقهى: ان من المعروف في بغداد، والعراق بنحو عام كثرة المقاهي، التي كانت تقدم في بعضها فعاليات ثقافية شعبية، وكان هناك مقهى يعود الى الصديق محي الصميدعي، فرحب بفكرتنا بتحويل مقهاه في نهاية كل يوم أحد، من كل شهر، الى مقهى عراقي، وهكذا كانت البداية، فالمقهى فضاء ثقافي آخر في لندن، ليس بديلا للمنابر الثقافية الموجودة في المدينة، ويدير العمل فيه شغيلة من الأصدقاء، هم ليسوا بهيئة، او جمعية، او لجنة، والمقهى ليس منظمة ولا كياناً، وهو يقدم أماسي متنوعة، تحرث في شتى حقول الثقافة، وهذا الفضاء مستقل، يعتمد على دعم زبائنه فقط.
ضيف الشرف كان الملحن العراقي الفنان نامق أديب، وهو من الذين أسهموا في ارساء الاغنية السبعينية، وقد أعرب عن سعادته بالمشاركة في مناسبة المقهى الثقافي، والذي وصفه بأنه هو الذي يجمع العراقيين في غربتهم. وقدم اغنية من ألحانه، تجاوب معها الجمهور، ثم ابدعت رؤيا غالب، مع هاشم السعدي في تقديم باقة من الاغاني العراقية السبعينية، والكلاسيكية، ومعهم الشاب الممثل غالب جواد الذي غنى (يقولون غني بفرح) لقحطان العطار. مع بعض من اغاني ام كلثوم.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة