التحالف الدولي يبدأ مرحلة جديدة لتطويق وقطع الطريق لـ»معاقل» الإرهابين في محافظة دير الزور

العاصمة البديلة لتنظيم «داعش «ما بعد الموصل والرقة
متابعة الصباح الجديد :

تحتدم المعارك في دير الزور بين عدة أطراف مختلفة لسيطرتها على مناطق حساسة فيها لكنها تتفق من حيث المبدأ في محاولات للحد من تمدد التنظيمات الارهابية وقطع شريانها الرئيسي بين بين سوريا والانبار ،حيث تتفاقم مخاوف السكان هناك من المجهول الذي ينتظرهم من سيطرة كل الأطراف المعنية بهذه المعارك على دير الزور.
وتحولت مدينة دير الزور في شرق سوريا إلى نقطة استقطاب لقادة تنظيم داعش الذين ينزحون إليها من مدينة الرقة السورية ومدينة الموصل العراقية، حيث يتلقى التنظيم ضربات موجعة.
وبعد إعلان البنتاغون أن قادة تنظيم داعش بدأوا يغادرون مدينة الرقة السورية التي تعتبر «عاصمتهم» على وقع تقدم «قوات سوريا الديمقراطية» التي يدعمها التحالف الدولي ضد المتطرفين، الساعية إلى قطع الطريق الواصل بين دير الزور والرقة، الذي يستخدمه التنظيم في عمليات النقل والإمداد، بعد سيطرتها على قرية جويس.
وقال النقيب جيف ديفيس متحدثا باسم وزارة الدفاع الأميركية في تصريحات صحفية «بدأنا نشهد ان عددا كبيرا من القادة الكبار في تنظيم داعش، وعددا كبيرا من كوادرهم، بدأوا يغادرون الرقة»، مؤكدا أن مقاتلي التنظيم «أخذوا في الاعتبار بالتأكيد أن نهايتهم وشيكة في الرقة»، لافتا إلى انسحاب «منظم جدا ومنسق جدا».
ولم يحدد عدد أعضاء التنظيم الذي يغادرون المدينة أو الأدوار التي يقومون بها على وجه التحديد، لكنه قال إن الانسحاب يبدو أنه منظم ويشمل أولئك الذين يقومون بأدوار للدعم ولا يشاركون في القتال.
وفي حال قطع الطريق، فإن التنظيم سيخسر طرق الإمدادات من شرق سوريا إلى معقله في الرقة، بينما ستبقى مناطق سيطرته في البادية السورية من ريف الرقة الشرقي باتجاه ريف حماه الشرقي وأرياف حمص ودير الزور ودمشق والسويداء، مفتوحة، في حين يحاول النظام قطع آخر خطوط إمداد التنظيم من ريف حلب الشرقي باتجاه ريف الرقة عبر عملية عسكرية، حقق فيها تقدًما خلال شهر.
وفي الرقة، بدأ التحالف مرحلة جديدة من حملته في وقت سابق هذا الشهر مستهدفا تطويق الرقة وقطع الطريق إلى معاقل المتشددين في محافظة دير الزور على امتداد نهر الفرات. وتشكل الرقة الهدف الثاني الرئيسي للتحالف الدولي بعد مدينة الموصل العراقية.
وأوضح ديفيس أن هذا الطريق يقع على طول الضفة الشمالية لنهر الفرات وتربط الرقة بدير الزور، مشيرا إلى أن الطرق المؤدية إلى الشمال والغرب قطعتها قوات سوريا الديمقراطية عبر تدمير جسور على الفرات وإذا كانت عمليات «عزل «المدينة قد أحرزت تقدما، فإن التحالف الدولي لم يكشف حتى الآن عن خطته لاستعادتها.
وبدأت قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف من مقاتلين عرب وأكراد، هجوما في السادس من نوفمبر(تشرين الثاني) يهدف أولا إلى «عزل» المدينة السورية عبر قطع كل طرق التواصل بينها وبين الخارج.
ويقول البنتاغون إن هذا الهدف بات شبه منجز. وأوضح الجيش الأميركي أنه لم يعد أمام المتشددين سوى طريق واحد في جنوب شرقي المدينة.
في هذا الوقت، تواصلت المعارك بشكل عنيف في ريفي الرقة الشرقي والشمالي الشرقي، بين «قوات سوريا الديمقراطية» مدعومة بطائرات التحالف الدولي من جهة، وتنظيم داعش من جهة أخرى، في استمرار للمرحلة الثالثة من عملية «غضب الفرات» التي تقودها قوات سوريا الديمقراطية، وذلك غداة إعلان قيادة» قوات سوريا الديمقراطية «انطلاق الخطوة الثانية من المرحلة الثالثة لعملية غضب الفرات
وقال ناشطون إن الاشتباكات ترافقت مع قصف واستهداف متبادلة بين الطرفين وقصف من بشكل أكبر نحو الريف الشرقي للرقة، لقوات سوريا الديمقراطية، تضييق الخناق على التنظيم في معقله الواصل بين دير الزور والرقة، الذي يستخدمه التنظيم في عمليات النقل والإمداد، حيث سيتيح التقدم وتمكنت «قوات سوريا الديمقراطية» من السيطرة على قرية جويس، في محاولة للتقدم وقطع الطريق الديمقراطية» عن انطلاق الخطوة الثانية من المرحلة الثالثة لعملية «غضب الفرات».
ومؤخرا تناقلت الصحف اخبارا مفادها ان دير الزور قد تصبح (عاصمة داعش) ، إذ تطرقت صحيفة ( إيزفيستيا ) إلى انتقال كبار قادة داعش من الموصل والرقة، مشيرة إلى تأكيد التنظيم الإرهابي من أنه سيفقدهما قريبا، إذ ينقل (داعش) قادته الكبار من الرقة والموصل إلى دير الزور، وبما أن التنظيم يفقد شيئا فشيئا مواقعه في سوريا والعراق، فقد تصبح هذه المدينة (عاصمة ) جديدة له، أما الخبراء فيقولون إن ( داعش ) بهذه الطريقة يؤخر بعض الشيء نهايته الحتمية، ويبدو أن الإرهابيين لن يتخلوا عن الرقة من دون قتال، فقد أعلن التنظيم الأحكام العرفية في المدينة، وأكد الاستعداد للدفاع عنها.
مدينة دير الزور المحاصرة تعيش حالة انسانية سيئة تتفاقم يومياً فالمدينة التي تعيش على الإسقاطات الجوية للمواد الغذائية والضرورية تعاني أحياؤها الشرقية من أوضاع صحية وانسانية صعبة للغاية وصلت إلى حد المجاعة الحقيقية بحسب ما تتناقله وسائل الاعلام، واهالي الدير على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي ، وأن المدنيين الذين يتجاوز عددهم 12 ألف عائلة يحصل الفرد منهم على ما معدله نصف رغيف من الخبز خلال اليوم الواحد، إضافة لإنعدام تام للمواد الغذائية والتموينية، وإن وجد بعضها فتباع بأسعار جنونية ، وعلى الرغم من قيام منظمة الهلال الأحمر العربي السوري بإسقاط 2000 ربطة خبز بشكل يومي عن طريق الحوامات العسكرية إلا أن هذه الكمية لا تكفي 12000 عائلة من المدنيين المتواجدين في الأحياء الشرقية المحاصرة .
يذكر ان طائرات تابعة للتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن نفذت قبل ايام عمليات إنزال جوي في ريف دير الزور شرق سوريا، وإن طائرات التحالف الدولي نفذت عملية إنزال جوي قرب محطة (تي 2) جنوب مدينة الميادين ،ويعتقد أنها استهدفت نقاط إمداد ومخازن أسلحة تابعة لتنظيم داعش»، لتواصل طائرات التحالف الذي تقوده واشنطن بعدة عمليات إنزال في بادية مدن (الميادين والبوكمال وغرانيج) في ريف دير الزور الشرقي.
وتؤكد مصادر محلية في دير الزور، إن تنظيم داعش أرسل تعزيزات عسكرية إلى حقول نفط الكوينكو والجفرة والتنك في ريف دير الزور الشرقي، كما قام بنصب عشرات الحواجز الطيارة في مدن الميادين والشعيطات والبوكمال ومحيطها بعد انتشار خبر الإنزال الجوي الذي قامت به طائرات التحالف».

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة