عقوبات أميركية على271 موظفاً سورياً رداً على هجوم خان شيخون
متابعة الصباح الجديد:
أعربت الأمم المتحدة عن قلقها من الوضع في مدينة الرقة السورية، التي تتعرض لضربات جوية مكثفة من قبل التحالف الدولي ضد «داعش» بقيادة الولايات المتحدة، أودت بحياة عشرات المدنيين مؤخرا، فيما فرضت الولايات المتحدة عقوبات على مئات من المسؤولين والموظفين في مركز أبحاث حكومي رداً على مزاعم الهجوم الكيماوي على خان شيخون في وقت سابق من الشهر الجاري.
وقال، ستيفان ديوجاريك، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للمنظمة، أنطونيو غوتيريش، في مؤتمر صحفي عقده امس الاول الاثنين، إن الأمم المتحدة «تشعر بالقلق البالغ من الحالة الأمنية لأكثر من 400 ألف شخص مقيمين في الرقة السورية».
وشدد ديوجاريك على أن العمليات القتالية المستمرة في ريف المدينة، بالإضافة إلى الضربات الجوية «أدت إلى زيادة عدد الضحايا من السكان المدنيين وألحقت أضرارا بالبنية التحتية المدنية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس والأسواق ومنشآت نظام تزويد السكان بالمياه».
وتابع المسؤول الأممي بالقول: «لقد أسفرت الضربات الجوية، أمس، بحسب التقارير، عن مقتل 8 أشخاص، بما في ذلك 5 أطفال، وتخريب مدرستين، كما قتل وأصيب، يوم 22 نيسان، حسب وسائل الإعلام، عشرات الأشخاص، بسبب الضربات على مخيم النازحين قرب قرية البردة، التي تقع على بعد 20 كيلومترا غربي الرقة».
كما اشار ديوجاريك إلى أن حوالي 39 ألفا من سكان الرقة نزحوا خلال الأيام الأخيرة إلى مخيم جيب الشاعر الذي يمر بأوضاع إنسانية بالغة الصعوبة.
وأضاف المسؤول أن الأمم المتحدة لديها معلومات عن مقتل عدد من الأطفال في كل من مخيمي جيب الشاعر والكرمة.
هذا وقال المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض إن 18 مسلحا على الأقل من عناصر وحدات حماية الشعب الكردية قتلوا في غارات شنتها القوة الجوية التركية على مقر لهذه الوحدات شمال شرقي سوريا امس الثلاثاء.
ونقلت وكالة فرانس برس للأنباء عن مدير المرصد رامي عبدالرحمن قوله «إن القتلى من مسلحي وحدات حماية الشعب ومسؤوليه الاعلاميين.»
ولم تعلن الوحدات، المتحالفة مع الولايات المتحدة في مقاتلة تنظيم داعش ، عن خسائرها رغم انها أكدت وقوع الغارات.
وجاء في بيان اصدرته وحدات حماية الشعب أن «الطائرات التركية شنت غارات على موقع لوحدات حماية الشعب يضم مراكز اعلامية ومراكز للاتصالات ومنشآت عسكرية.»
وكانت القوات التركية هاجمت ايضا مواقع لوحدات حماية الشعب وغيرها من الفصائل الكردية في العراق امس الثلاثاء، وذلك في اطار حملتها التي تستهدف حزب العمال الكردستاني الانفصالي المحظور، واسفرت هذه الهجمات عن مقتل 6 من عناصر الأمن الكردية.
وقال الجيش التركي إنه هاجم اهدافا في شمال العراق وشمال شرقي سوريا «من أجل تدمير مقر الارهابيين الذين يستهدفون بلدنا.»
وقال الجيش التركي في بيان «ستتواصل هذه العمليات بكل تصميم حتى يتم تحييد كل الارهابيين.»
وفي غضون ذلك فرضت الولايات المتحدة عقوبات على مئات من المسؤولين والموظفين في مركز أبحاث حكومي رداً على مزاعم الهجوم الكيماوي على خان شيخون في وقت سابق من الشهر الجاري.
وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية عن تجميد جميع الأصول التي تعود لـ 271 موظفاً في مركز الدراسات والبحوث العلمية السوري.
وتعتقد واشنطن أن المركز مسؤول عن تطوير غاز السارين الذي استخدم في الهجوم الكيماوي الذي قتل أكثر من 80 شخصاً في بلدة خان شيخون.
وإتهم الرئيس السوري، بشار الأسد، الغرب بفبركة هجوم خان شيخون في الرابع من نيسان الجاري، لإعطاء ذريعة للولايات المتحدة لقصف قاعدة الشعيرات السورية التي استهدفت بضربة صاروخية بعد أيام من الهجوم المزعوم.
وقالت وزارة الخزانة الأميركية في بيان لها امس الاول الاثنين إن «271 موظفاً في المركز مسؤولون عن تطوير وإنتاج أسلحة غير تقليدية»، كما حظرت على المواطنين الأمريكيين التعامل معهم.
وأفاد وزير الخزانة الأمريكية، ستيفن منوتشين، إن «هذه العقوبات الواسعة تستهدف مركزاً قدم الدعم العلمي لهجوم الديكتاتور السوري بشار الأسد بالأسلحة الكيماوية على نساء وأطفال ورجال مدنيين أبرياء».
وأضاف أن «الولايات المتحدة ترسل رسالة قوية عبر هذه الخطوة بأنها ستحاسب نظام الأسد بأكمله على هذه الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان، في محاولة لمنع انتشار هذه الأسلحة الكيماوية الهمجية».
وقال شهود عيان إنهم شاهدوا طائرات تستهدف بلدة خان شيخون، بيد أن روسيا، الحليف الأساسي لسوريا، تقول إن القصف طال مخزنا يحتوي مواد كيماوية تابعا للمسلحين المعارضين.
وأظهرت صور المصابين بعد الهجوم الكيماوي المزعوم على خان شيخون ،ومنهم الكثير من الأطفال ،معاناتهم من صعوبات في التنفس و الاختناق وخروج رغوة بيضاء من أفواههم، كما نقل الكثير من المصابين إلى مستشفيات تقع بالقرب من الحدود التركية ، السورية.
وقالت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية إن «نتائج الاختبارات التي أجرتها أثبتت بشكل قطعي استخدام أسلحة كيماوية خلال الهجوم على خان شيخون»، مضيفة أن التحليلات كشفت عن وجود غاز السارين أو مواد شبيهه له في العينات التي تم تحليلها».
وقتل أكثر من 300 ألف شخص في سوريا كما هجر الملايين منهم بعد بدء الانتفاضة السلمية ضد الرئيس السوري بشار الأسد منذ ست سنوات، التي استحالت إلى حرب أهلية مستمرة منذ 6 سنوات.