12 مليار دولار سنوياً لتجارة البذور
الصباح الجديد ـ وكالات:
اعتمدت «هيئة تدابير الصحة النباتية» المشرفة على صحة النباتات معايير عالمية جديدة، تجعل التجارة الدولية في النباتات والبذور أكثر أماناً إلى جانب كونها مربحة، في خطوة مهمة لحمايتها، خلال دورتها الـ12 التي اختتمت أعمالها في مدينة إنشون الكورية الجنوبية.
ولفتت منظمة الأغذية والزراعة العالمية (فاو) في بيان، إلى أن في العالم الذي تحكمه العولمة، «تُنقل المنتجات الغذائية والزراعية باستمرار وتبحر السفن من ميناء إلى آخر طيلة السنة، لشحن أكثر من 500 مليون حاوية فولاذية كبيرة مليئة بكل أنواع البضائع من أنحاء العالم وإليها».
لكن أشارت إلى أن هذه الشحنات «تحمل معها أحياناً آفات زراعية يمكن أن تدمر المحاصيل لمجرد وصولها إلى الشاطئ، ومن بينها العث الغجري والقواقع (الحلزونات) الأفريقية الكبيرة والنمل الأرجنتيني».
ويزيد من تعقيد هذه الحالة «النمو السريع في التجارة الزراعية عبر الأسواق الإلكترونية، ما يجعل صعباً على الدول ضمان أن تكون كل الشحنات، كبيرة كانت أو صغيرة، خالية من الحشرات والأمراض».
ورأت «فاو» أن «ما يثير القلق هو خطر انتقال الآفات مع البذور، إذ على عكس المنتجات الزراعية الأخرى المخصصة للاستهلاك مثل القمح والشعير والعدس، تشكل البذور مصدر قلق أكبر نظراً إلى كونها مخصصة للزراعة، ما يعني أن ثمة خطراً كبيراً من استيطان أية آفات محمولة وانتشارها بعد زراعة هذه الحبوب».
وأوضحت أن الشركات «تعتمد غالباً برامج خاصة لإنتاج البذور في بلدان كثيرة، حتى تتمكن من إنتاج أكثر من محصول واحد في كل موسم. ثم تُشحن هذه البذور إلى أنحاء العالم لتنظيفها ومعالجتها واختبارها وتعبئتها قبل بيعها وشحنها مرة أخرى، وأحياناً بعد تخزينها لفترات طويلة. كما لا تكون معروفة في أحيان كثيرة، وجهتها الأخيرة وقت تصديرها من بلد المنشأ».
وأكدت المنظمة في بيانها، أن باقتراح معيار موحد لتقويم الأخطار واختبار البذور، «سيكون ممكناً التوفيق بين طرق تعامل الدول مع تعقيدات تجارة البذور الدولية، وبالتالي تيسير هذه التجارة المقدرة قيمتها بنحو 12 مليار دولار سنوياً، مع ضمان عدم إضرار هذه الشحنات بإمدادات الغذاء لسكان العالم الذين يزداد عددهم».
وقال مساعد المدير العام في «فاو» وممثلها الإقليمي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ كوندهافي كاديريسان، «ستكون القرارات المتخذة ضرورية لتعزيز حماية الموارد النباتية في العالم، والتي تعد أساساً للحياة». وأضاف: «لا يمكن تحقيق رؤية المنظمة في القضاء على الجوع في العالم، سوى بوجود نباتات سليمة خالية من الآفات».
ونظرت هيئة تدابير الصحة النباتية في المبادئ التوجيهية الخاصة بتنظيم الاستيراد، إلى جانب علاجات تساهم في منع الآفات من التغلغل في مواد التعبئة الخشبية، وكذلك طرق منع ذباب الفاكهة من مهاجمة ثمار الحمضيات.
وتسعى الهيئة إلى الحصول على الموافقة على اقتراحها، بإعلان عام 2020 سنة دولية لصحة النباتات، بعدما وافق مجلس منظمة الأغذية والزراعة على مشروع قرار «2020 – السنة الدولية لصحة النباتات».
أعلنت مصادر مطلعة على نشاطات برنامج الأغذية العالمي في نيجيريا، أن تمويل البرنامج المرتبط بتوفير الغذاء لملايين المتضررين الذين يعيشون على شفا المجاعة في البلد الأفريقي، قد ينفد خلال بضعة أسابيع، ما يسلط الضوء على واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم.
ويشير البرنامج الى أن نحو 4.7 مليون شخص، الكثير منهم لاجئون من الصراع مع جماعة «بوكو حرام» الإسلامية المتشددة، يحتاجون الى حصص غذائية حتى يمكنهم البقاء على قيد الحياة. ويقول كثيرون ممن يعيشون في خيام النازحين إنهم لا يستطيعون الحصول على ما يكفيهم من طعام. وأشار مصدر طلب عدم نشر اسمه، الى أن «الأموال المتوافرة حالياً قد تنفد بحلول 18 أيار إذا لم يخفضوا حصص الغذاء». لكنه أضاف أن البرنامج «متأكد بدرجة معقولة» من أنه سيحصل على التمويل الكافي للاستمرار حتى أواخر حزيران.
وقالت ناطقة باسم البرنامج «كل الأزمات الإنسانية في أنحاء العالم تعاني من نقص تمويل رهيب. أما بالنسبة لبرنامج الأغذية العالمي في نيجيريا، فهو يواجه واحداً من أسوأ المواقف في التمويل».
وبدأ الصراع بين الحكومة وجماعة «بوكو حرام» التي تسعى إلى إقامة إمارة إسلامية في شمال شرق نيجيريا عام 2009، ولا يبدو أن في الأفق نهاية له. وتوفي في الصراع أكثر من 20 ألف شخص وتسبب في تشريد أكثر من مليونين.
وتؤكد منظمات إغاثة أن شمال شرق نيجيريا على وشك المجاعة، بخاصة مع ضياع محاصيل خلال العامين الماضيين في منطقة كانت تعتبر يوماً سلة الخبز للبلاد، فضلاً عن تكهنات بضياع المحصول للعام الثالث.