قالوا إن إعادة تفعيله سهل للغاية
السليمانية ـ عباس كاريزي:
حدد حزبان اسلاميان موقفهما من اجراء الاستفتاء في الاقليم، مؤكدان انهما ابلغا الحزب الديمقراطي بزعامة مسعود بارزاني ان الخطوات المتخذة باتجاه اجراء الاستفتاء خلال العام الحالي شبه مستحيلة من دون اعادة تفعيل برلمان الاقليم.
امير الجماعة الاسلامية في كردستان علي بابير اشار الى ان اجراء الاستفتاء يحتاج الى تحقيق مصالحة داخلية قبل تلك الخطوة.
واضاف بابير خلال مؤتمر مشترك للقوى والاطراف الاسلامية في الاقليم امس السبت ان أياً من شعوب العالم لم يصل الى تحقيق تطلعاته من دون تحقيق المصالحة والوحدة، لذا يجب العمل على ذلك بداية في الاقليم قبل الحديث عن الاستفتاء.
ودعا بابير الى وضع الخلافات جانباً قبل البدء بالاستفتاء والعمل على تفعيل المؤسسات الشرعية وهي البرلمان والمؤسسات الأخرى، لافتاً الى ان تدهور الاوضاع في الاقليم مرتبط بالادارة غير الناجحة للحزبين الرئيسين ويقصد الديمقراطي والاتحاد الوطني.
رئيس كتلة الحركة الاسلامية في برلمان كردستان الدكتور شوان قلعة دزيي قال في تصريح للصباح الجديد،» اننا في الحركة الاسلامية نعتقد بأن على حكومة الاقليم قبل البدء بأية اجراءات ان تتصالح مع جماهير كردستان، وتابع «بعدها تعلن الاطراف السياسية حواراً لاجراء مصالحة شاملة ينتج عنه تفعيل برلمان كردستان.
وكان المكتب السياسي في الحزب الديمقراطي الكردستاني قد قرر عقب تفاقم ازمة رئاسة الاقليم واصرار حركة التغيير على التداول السلمي للسلطة وتغيير بارزاني منع رئيس البرلمان من دخول محافظة اربيل في 14من تشرين الاول عام 2015، ما ادى الى تعطيل عمل برلمان الاقليم وتوقف العملية السياسية التي عادت الى المربع الاول.
واضاف قلعة دزيي ان الحديث عن اجراء الاستفتاء من دون اعادة تطبيع الاوضاع السياسية في الاقليم وتفعيل المؤسسات الشرعية، امر مثير للريبة وغير معقول، مبيناً انه بامكان القوى الرئيسة اعادة تفعيل البرلمان باتصال هاتفي واحد وان ذلك سهل بالنسبة لهم مثل تناول كوب من القهوة اذا ما توفرت نية جدية.
الاتحاد الاسلامي في كردستان من جهته كان له موقف الحركة الاسلامية نفسه ، حيث عدّ رئيس الكتلة في برلمان الاقليم ابو بكر هلدني الاستفتاء مسألة وطنية وهي تحتاج الى اربعة اسس للذهاب نحو تحقيقها.
واضاف هلدني ان الاسس الاربعة تتمثل بتطبيع الاوضاع الداخلية والوصول الى تفاهم مع بغداد وتطمين الدول المجاورة والحصول على ضمانات دولية ومساندة عالمية، وكل تلك العوامل تحتاج الى فريق متجانس مشترك وتوزيع المسؤوليات على جميع القوى والاطراف السياسية في الاقليم.
وقال هلدني ان الذهاب نحو اجراء الاستفتاء من دون اعادة تفعيل البرلمان امر غاية في الصعوبة وهو شبه مستحيل، لان هذه القضية يجب حسمها داخل البرلمان، مبيناً انهم قالوا ذلك صراحة للوفد المشترك للحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني الذي زارهم لبحث آلية وتفاصيل اجراء الاستفتاء.
وفي السياق ذاته استغل رئيس اقليم كردستان المنتهية ولايته مسعود بارزاني الذكرى التاسعة والعشرين لجرائم الانفال التي نفذها النظام الصدامي المباد ضد أبناء شعب كردستان، للتأكيد مجدداً على حق شعب كردستان بحق تقرير المصير والإستقلال.
واضاف بارزاني في بيان تلقت الصباح الجديد نسخة منه «إن جريمة الأنفال وجميع الجرائم التي إرتكبت ضد أبناء شعبنا وضد أرض كردستان لهي دليل حي وواقعي على عدالة الحقوق والمطالب التي ننادي بها، ولا يمكن أن تمر كل هذه الظروف والكوارث التي إرتكبت ضد شعبنا من دون أية ثمرة، وقال «إن أفضل وفاء لدماء شهدائنا هو توفير المستقبل الحر لهذا الشعب عبر الظفر بحق تقرير المصير والإستقلال، وهو بحد ذاته ضمان لعدم تكرار التهديدات التي طالت شعبنا بجميع مكوناته التي تعيش بأخوة وتسامح وسلام وإستقرار في ظل علم كردستان».
الى ذلك ذكرت مؤسسة بحثية اميركية ان الرئيس دونالد ترامب مهد الارضية للكرد لتحقيق الاستقلال، وقالت مؤسسة بريدبار في تقرير ان الكرد في العراق وسوريا ارتفع املهم واعتمادهم على الادارة الاميركية بعد تولي ترامب للسلطة.
وقدمت المؤسسة عدداً من الامثلة على تماهي السياسة الاميركية مع توجهات الاقليم نحو تحقيق الاستقلال، مبينة ان استدعاء رئيس ديوان رئاسة الاقليم فؤاد حسين مع الوفد العراقي الذي زار الولايات المتحدة برئاسة رئيس الوزراء حيدر العبادي الشهر المنصرم، الا دليل على نظرة الولايات المتحدة الى الاقليم ككيان مستقل عن العراق.
وتضيف المؤسسة ان الدور الايجابي لوزير الخارجية الاميركية ريك تيلرسون الذي يترأس ادارة شركة اكسون موبيل كاكبر شركة في قطاع النفط تملك عقوداً كبيرة مع حكومة الاقليم وهو ما دفع بالحزبين الرئيسين الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الى العمل على توحيد المواقف والتصورات في الاقليم باتجاه السعي لتحقيق الاستقلال في اقرب فرصة ممكنة.
وكان كفاح محمود المستشار الاعلامي لرئيس الاقليم، قد اعلن الاسبوع المنصرم ان اقليم كردستان سيجري الاستفتاء على استقلال الاقليم، في فصل الخريف من العام الحالي، وهو ما يعني ان الاستفتاء قد يجرى مع انتخابات برلمان كردستان، المقرر اجراؤها في شهر تشرين الثاني من العام الحالي 2017 .