بغداد-الصباح الجديد:
أهم هدف اشتغلت عليه مجموعة السياسات الثقافية ببغداد، في مبادرتها «هل تعرف؟»، هو الجمهور وتحفيزه على التفاعل مع الرموز والعلامات الثقافية في المجال العام.
إن إطلاق الفكرة على مراحل، أولها عبر الغرافيتي الثقافي، وثانيها بتعليق لوحات في أماكن عامة، ما هو إلا تجسيد لحاجة الفعل الثقافي للتوجه إلى الناس الاعتياديين البعيدين عن الأنشطة المتعارف عليها في القاعات والصالونات الثقافية المغلقة.
إن الجمهور هنا هو كل إنسان يعبر في طريقه وتصادفه هذه الأعمال، سواء الغرافيتي المرسوم على الجدران، أو اللوحات المعلقة في المستشفيات والكليات والمتاجر الكبيرة في العاصمة.
ليكون السؤال المطروح في فضاء عام مفتوح، بمنزلة محاولة لإعادة تشكيل ذهنية الفرد الذي اعتاد على رؤية رموز غير ثقافية، لها لافتاتها ومنصاتها ووسائل التعريف والترويج لها.
فعالية «هل تعرف؟» نظمت بدعم من مؤسسة المورد الثقافي في بيروت، أوجد فكرتها الشاعر حسام السراي منسق مجموعة السياسات الثقافية، في حين كان تنفيذ الغرافيتي للرسامين محمد خالد ومحمد وحيد.
أما الشخصيات والأمكنة المختارة التي رسمت فيها هي: المسرحي قاسم محمد مقابل تمثال الفانوس السحري ومبنى المسرح الوطني، والشاعر سركون بولص عند مدخل حيّ الزعفرانية قرب الجسر المؤدّي إلى حي بغداد الجديدة، والقاص محمود عبدالوهاب على الجدار المحيط بمدخل جامعة بغداد- الجادرية، والفوتوغرافي فؤاد شاكر على الجدار الذي يسوّر ملعب الشعب ببغداد، والمخرج السينمائي عباس فاضل مقابل أكاديمية الفنون الجميلة- الوزيرية، والمخرج المسرحي عوني كرومي عند مدخل شارع فلسطين (جهة الجامعة المستنصرية)، والفنان التشكيلي الرائد رافع الناصري قرب تقاطع معرض بغداد، بعد مبنى جمعية التشكيليين، والمهندس المعماري قحطان المدفعي عند مدخل حيّ الدورة شارع 60، والناقد سهيل سامي نادر عند مدخل حيّ السلام (الطوبجي)، والشاعر حسب الشيح جعفر عند مدخل حيّ الحريّة (جهة ساحة عدن).
في الفعالية الثانية، أي بتعليق لوحات وعليها سؤال للناس على جدران عدد من الأبنية العامة، مثل مستشفيات حكومية وأهلية وبعض الكليات، إضافة إلى مجمعات تجارية ومطاعم، طرح سؤال «هل تعرف لمن هذه اللوحة؟» وهو مدوّن أسفل كل عمل فني مختار مع تعريف بصاحبه، ضمن مشروع مجموعة السياسات الثقافية الذي يشتغل على التعريف بالرموز والنتاجات الثقافية والفنية، هذا النشاط عدّ تعريفاً بنتاج عدد من الفنانين العراقيين، بوضع نسخ من أعمالهم في عدد من الأمكنة العامة.
وكانت الأعمال للفنان الراحل شاكر حسن آل سعيد، الذي وضع عمله في كلية الهندسة- قسم الهندسة المعمارية بجامعة بغداد، وعمل للفنان فيصل لعيبي في مستشفى الراهبات، وعمل ثالث للفنان ضياء العزاوي في كلية الآداب- قسم الآثار بجامعة بغداد (مجمع الباب المعظم)، وعمل لوسماء الأغا في مطعم دار السلطاني بشارع 62، وأيضاً لفاخر محمد في كلية الإعلام- جامعة بغداد، وعمل للفنانة نادية أوسي في مجمع الكوخ التجاري في المنصور عند مدخل شارع الأميرات، وكان العمل الأخير للنحات الراحل إياد حامد في مركز ابن البيطار لجراحة القلب (علاوي الحلة مقابل المتحف).