تحف فنية ولوحات تشكيلية تضفي بهجة قصائد “للمتنبي”

بغداد – احلام يوسف:
في كل جمعة من كل اسبوع يحتفل المتنبي بضيوفه الذين يزداد عددهم ويتنوع، ضيوفه الآتون من كل حدب وصوب، حيث يضعه في جدول اعماله كل من يقوم بزيارة بغداد من محافظات العراق، وزائروه المغتربون.
المركز الثقافي البغدادي، تزدهر قاعاته المتعددة بالندوات، والاحتفاليات، والاصبوحات الشعرية والفنية، ولم تستثنَ باحة المركز من تلك النشاطات، بل العكس، فهي تضم تنوعا لا مثيل له في كل العالم، حيث تتزين جدرانه وارضيته باللوحات، والتحف، والاشغال اليدوية، وكل واحد من اصحاب تلك الاعمال اختار مكانا له كي يعرض ما انتجته يده، وانتجته افكاره ومواهبه.
رسول شاكر فنان تشكيلي مهنته الاصلية هي الرسم على الزجاج، لكن وكعادة رواد المتنبي من ضيوف وحرفيين، وضع بصمة خاصة وجديدة بمعروضاته، حيث بدأ بالرسم على الواح الخشب، لكنه لم يستغن عن الالوان التي كان يستعملها في الرسم على الزجاج.
ذكر شاكر بان لديه ورشة في بيته، يرسم ويلون فيها على الواح الخشب والزجاج، ومن ثم يوزع انتاجه على المحال الواقعة في منطقة الكرادة، والمنصور، اما عن طبيعة الرسومات التي يستعين بها في لوحاته فقال انها عادة رسومات مأخوذة من لوحات عالمية، واحيانا التاجر يطلب رسومات معينة لتنفيذها، اما اليوم، حسب شاكر، فهناك اقبال وطلب على رسومات من الفولكلور البغدادي القديم، حيث الزي البغدادي الشعبي، والادوات التي كان يستعملها البغداديون من قبل، وايضا رسومات وخطوط اسلامية، وعن سبب الاقبال مؤخرا على تحفيات تمثل اثار العراق، ورسومات تحاكي بغداد القديمة، يقول شاكر ان الاستيراد لتحفيات صينية وتركية تمثل آثار هذين البلدين، جعل العراقيين ينتبهون الى انهم يملكون اضعاف ما تملكه الصين ،او تركيا، من اثار وتراث، لذلك فاليوم نجد ان الاقبال على التحف والرسومات البغدادية، اضعاف ما كان عليه قبل اعوام. وعن طريقة الرسم بالوان الزجاج، والمواد التي يستعملها، قال شاكر ان الاداة المستعملة بالوان الزجاج هي السرنجة، وليس الفرشاة مثل بقية انواع الرسوم، او الالوان، وقد يجد البعض ان هناك صعوبة في اتقان استعمال السرنجة برسم الخطوط الدقيقة، وهذا بالفعل ما يحدث مع بعض المستجدين، حيث تجدين ان الخطوط غالبا ما تكون متعرجة، لكني وبفضل عملي لمدة طويلة، والخبرة التي حصلت عليها، اصبحت اعرف تماما الطريقة التي يجب ان استعمل بها الوان الزجاج، اضافة الى ان يدي تمرنت كثيرا على ان تكون ثابتة في اثناء وضعي للألوان، وهناك اختلاف آخر، وصعوبة اخرى باستعمال الوان الزجاج، وهي ان كل لون اضعه على اللوحة احتاج بعده الى الانتظار يوما كاملا كي يجف، وابدأ باستعمال لون اخر، وهكذا.
تحدث الينا رسول شاكر عن الصعوبات التي يواجهونها كرواد للمتنبي متمثلة بغلق الشوارع، وصعوبة الوصول الى المكان، والشيء الاخر الذي تحدث عنه هو الوقت القصير الذي يسمحون لهم به لعرض انتاجاتهم، وقال: اتمنى ان يمددون الوقت، لأننا هنا نشعر بان هناك من يركض خلفنا، وان علينا ان نسرع بالعرض، والبيع، وكل تفاصيل العمل، ولا أدري ما الضير في ان يبقى شارع المتنبي مفتوحا الى ساعة متأخرة، خاصة وانه مؤمّن امنيا، ورواده عادة من المثقفين، ومن الشباب الذين يسعون لطريق النور والعلم، أي انهم جميعا ضيوف مميزون.
زينب جبار اعلامية، وتعمل بوزارة الثقافة بدار الكتب والوثائق، هي ايضا اختارت الرسم ليكون بصمتها في شارع المتنبي، لكنها اختارت طريقة مميزة اخرى، وهي اصباغ طلاء الاظافر، كي تزين بها رسوماتها، ووضعت عليها ايضا بعض المواد مثل الخرز، والقماش على بعض اللوحات، كي تضفي شكلا مجسما في بعض تفاصيل اللوحة، اضافة الى الرسم على عبوات فارغة، تقول زينب جبار ان بعض ضيوف المتنبي يأتون اليها بعبوات، ويطلبون منها رسمة معينة كي تضعها على العبوة، وكان مع زينب ابنها يساعدها في وضع الالوان واقتراح الافكار.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة