لقاء العبادي وترامب تمخضت عنه نتائج مميزة
بغداد – وعد الشمري:
حصل رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي على دعم كامل من ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب على صعيد مواجهة تنظيم داعش الارهابي وتحرير مناطقه، فيما اتفق الجانبان على عقد لقاءات مستقبلية بين مسؤولي البلدين لتعزيز الاستثمار ودعم الاواصر الاقتصادية.
وفيما أكد ائتلاف دولة القانون وجود ثقة مجلس النواب بزيارة العبادي إلى الولايات المتحدة الاميركية، افاد خبراء بأنه العبادي حمل معه ملفات طالت الشأن السياسي والامني والاقتصادي.
عقد العبادي خلال زيارته إلى واشنطن سلسلة من اللقاءات اهمها مع الرئيس ترامب تناولت عدداً من القضايا المشتركة التي تخص البلدين. وبحسب البيان المشترك فأن “الولايات المتحدة تلتزم مع العراق اليوم بشراكة شاملة تقوم على الاحترام المتبادل في ضوء اتفاقية الإطار الاستراتيجي العراقية-الاميركية التي تحدد أطر التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية”.
وأضاف أن ” ترامب حرص على استضافة رئيس الوزراء العبادي في البيت الابيض ضمن اوائل رؤساء العالم تثميناً لدور العراق ودعماً للعلاقة الوثيقة التي تربط بين الشعبين الاميركي والعراقي واهمية العلاقة بين الحكومتين”.
ولفت البيان إلى أن الجانبين اشادا بـ “مستوى التعاون العسكري المتميز بين العراق والولايات المتحدة في الحرب ضد داعش والحملة العسكرية لتحرير الموصل”.
ونقل عن العبادي وترامب اتفاقهما “على ان تستمر الشراكة بين العراق والولايات المتحدة على المدى البعيد لاستئصال جذور الإرهاب في العراق ولتعزيز قوّة العراق في المجال العسكري والمجالات المهمة الأخرى”.وأكدت واشنطن وفقاً للبيان تواصلها بـ “الدعم والتدريب للقوات العراقية حتى تحقُق النصر الحاسم والدائم ضد عصابات داعش الإرهابية وتصل قابلياتها الى مستوى متقدم من القدرة والكفاءة”، وعد “الشراكة الأمنية بين العراق الولايات المتحدة تمثل ركيزة مهمة لدعم الامن في كلا البلدين”.
وشدد البيان على “ضرورة تعزيز الشراكة بين البلدين لتشمل المجالات السياسية والاقتصادية من خلال اتفاقية الإطار الاستراتيجي المشترك”.
وأضاف أن المسؤولين في البلدين سيتباحثون “خلال الأشهر المقبلة حول الخطوات الواجب اتخاذها لتوطيد الاواصر الاقتصادية وتشجيع الاستثمار وتوسيع افاق التعاون في قطاع الطاقة، والسعي لخلق فرص جديدة وتعزيز التعاون في قطاع التعليم والثقافة”.
وأكد البيان أن الولايات المتحدة تشيد بـ “رؤية رئيس الوزراء العبادي لبناء اقتصاد قوي ومتنوع في العراق، قادر على تلبية جميع احتياجات الشعب العراقي”.
وأورد أن الولايات المتحدة تدعم “بقوة شراكة العراق مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وستستمر بالتنسيق مع مجموعة الدول الصناعية السبعة (7G) بمساعدة العراق لتحقيق الاستقرار الاقتصادي وتنفيذ الإصلاحات التي يحتاجها”.
وترحب واشنطن بحسب البيان بـ “جهود السيد رئيس الوزراء لتعزيز حكم رشيد يمثل كل العراقيين ومعالجة الكوارث الإنسانية التي تشهدها البلاد والناجمة عن وحشية كيان داعش الإرهابي”.
ومضى إلى أن العبادي وترامب اتفقا “على ضرورة تطوير وادامة العلاقات الإيجابية بين العراق ودول الجوار في المنطقة لتعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط ومساعدة العراق في بناء ما دمره كيان داعش الإرهابي”.
وخلص البيان إلى أن ترامب أشاد بـ “جهود العراق في بناء علاقات بنّاءة مع دول المنطقة والدور المهم لتلك العلاقات لتعزيز قدرة العراق على التصدي للإرهاب بجميع اشكاله وعدم السماح لأي محاولات لزعزعة استقرار العراق وتقويض مؤسساته الديمقراطية”.
وقال النائب عن ائتلاف دولة القانون جاسم محمد جعفر في حديث مع “الصباح الجديد”، إن “البرلمان لديه اطمئنان كامل بأن للعبادي ملفات مهمة ذهب بها إلى واشنطن وهو يثق بنتائج الزيارة”.
وتابع جعفر، المقرب من العبادي أن “الملف أمني يعد في طليعة ما تم طرحه على الادارة الاميركية بالتزامن مع الانتصارات ضد تنظيم داعش الارهابي في معركة تحرير الموصل”.
وأِشار إلى أن “ملفات اخرى كانت حاضرة بقوة من بينها المباحثات السياسية وسبل تعزيز التعاون مع واشنطن، على الصعيد الاقتصادي ايضاً لتجاوز الازمة المالية الناتجة عن تراجع الاسعار العالمية للنفط”.
من جانبه، ذكر الخبير الامني وهاب الطائي إلى “الصباح الجديد”، أن “الوفد العراقي في واشنطن لديه ورقة قوية للغاية وهي الانتصار على تنظيم داعش”.
وتابع الطائي أن “العالم باسره وفي مقدمتهم الجانب الاميركي، يتوجب عليه أتخاذ موقف ازاء ما يعانيه العراق من الجانب الامني”.
وأشار إلى أن “تطوير المنظومة الامنية والعسكرية سيطرحها العبادي في اجتماعاته، والعمل على الافادة من الخبرات الاميركية”.
وتوقع الطائي أن “تتمخض الزيارة عن تفعيل تبادل المعلومات عن تحركات الارهابيين واماكن تواجدهم وامدادهم والدول الداعمة لهم”.
وعلى الصعيد السياسي، أفاد استاذ العلوم السياسية عبد الجبار أحمد في تعليق إلى “الصباح الجديد”، بأن “مرحلة ما بعد داعش تتطلب تفاهمات محلية اقليمية ودولية”.
وتابع أحمد أن “المؤشرات تفيد بامتلاك الادارة الاميركية الجديدة توجهات معينة للتعاطي مع الملف الاقليمي”.
وأوضح أن “العبادي اوصل إلى واشطن رؤية واضحة المعالم وكاملة عن ادارة الدولة العراقية سياسياً”.
ودعا أحمد “البرلمان إلى مؤازرة رئيس الوزراء في جولته ومساعيه لاقامة افضل العلاقات مع اميركا وبقية دول العالم، بالقدر الذي يُوجد مناخاً سياسياً مناسياً لمرحلة ما بعد داعش”.
بدوره، رأى الخبير الاقتصادي عبد الرحمن المشهداني إلى “الصباح الجديد”، أن “العراق نجح في زيارة العبادي باعادة ترتيب أوراق علاقته مع واشنطن بعد ان شهدت المرحلة الماضية تراجعاً نتيجة التصريحات المتشنجة لادارة ترامب وحديثها عن نيتها احتلال البلاد مجدداً”.
وأضاف المشهداني أن “الملف الاقتصادي موجود ايضاً على جدول اعمال الزيارة لكنه قد تكون اهميته اقل من الجانبين السياسي والامني”.
ورجح أن “تتمخض اللقاءات عن تسريع الاتفاقيات الاقتصادية بين البلدين واهمها القرض العسكري الذي قيمته 3 مليارات دولار”.
وأستطرد الخبير الاقتصادي أن “اعادة اعمار المناطق المحررة يعد من اهتمامات العبادي ايضاً لاسيما وأن شركات اميركية ابدت استعدادها لتقديم الخبرات على هذا الجانب”.
وخلص المشهداني بالقول أن “الملف الاقتصادي الابرز هو الطاقة؛ لأن ترامب صرح بأن العراق لن يستقر امنياً واقتصادياً من دون فرض سيطرته الكاملة على آباره النفطية”.
العراق يحصل على دعم أميركي كبير لمواجهة “داعش” والأزمة الاقتصادية
التعليقات مغلقة