أكرم العبيدي*
هل نحن نتاج تاريخ وعصارة فكر عربي متشنج حد الانغماس في الرعب والقتل من اجل تحقيق هوية خاصة او هوية غرائبية حد التقزز أحيانا منها بسبب ما نراه من عدائية متورمة بالأحقاد وبالتاريخ المثقل بالأوهام .. نحن خرجنا من معطف هذا التاريخ البائس أم غيرنا من أنتج وقدم لنا هذا النتاج بوصفه نتاجاً عربياً إسلامياً.
لو افترضنا أنها مؤامرة تقودها إسرائيل واللوبي الصهيوني في أميريكا وان القاعدة وداعش ومؤخراً الدولة الإسلامية بعد مبايعة خليفة المسلمين هم صناعة صهيونية بامتياز بدعم إقليمي وعربي بجدارة متناهية لو افترضنا هذا لماذا نجد لهذه الصناعة رواجاً بيننا لدرجة ان بعض السياسيين والاعلامين والمثقفين يصفقون لهذه الصناعة ويروجون لها وكأنها هي التاريخ الذي يجب علينا جميعاً ان نصفق له وان نعلن مبايعتنا له مثلما فعل سياسي يقيم في مدينة عراقية وصاحب اكبر علامة تجارية في سوق السياسة العراقية الفذة.
نقول لو افترضنا ان لا مؤامرة وان إسرائيل لا تريد أخلاء الموصل من سكانها الأصليين وجعل اليهود بديلا عنهم وان السياسي المتخاذل والخائن هو ضحية بعض السياسيين الحاقدين القادمين من بلاد فارس..والسؤال لماذا نرى الرايات السود تملأ شوارع نينوى وعلى الجميع مبايعة خليفة المسلمين ولماذا بحت أصوات دعاة التهميش وهم يدافعون عن الثوار القادمين من بلدان العالم أليس هذا ضحك على الذقون.
نحن نعيش أزمة ونمر بمرحلة خطيرة جداً لم يعد فيها للخواطر مكان العراق يحترق على وفق مخطط قادم من خارج الحدود بينما ابناء هذا البلد يجلسون في المدن القريبة والبعيدة وهم يحرضون ضد الوطن ويدفعون بهؤلاء القادمين من ظلام القرون للنيل من جمال مدننا وامان اهلنا فيها وتهديم الاسوار العالية لتلك المدن بكل ماتحمل من قيم اجتماعية وروحية عبر تاريخها الذي نعتز به كعراقيين.
نحن نعيش أزمة وعلينا أن نعترف ان هؤلاء القتلة لايمثلون الإسلام وإنما يمثلون أجندتهم التي انتجتهم وبثتهم في جسد الإسلام الذي أنتج حضارة وتاريخاً مغايراً تماما لكل ما جاء به هؤلاء الذين احتلوا مدننا وراحوا يفرضون تعاليمهم وسياقات دينهم الشاذ وللأسف بمباركة عراقية من خلال تحويل القتلة وهادمي المتاحف والنصب التاريخية والمراقد الى ثوار عشائر وأصحاب حقوق مستباحة.
ان ثقافة الاستبداد التي ابتلينا بها عادت الينا اليوم وهي ترتدي الزي العربي وتحت مسمى عربي أيضا وكأن العرب هم خلفاء للقتل والحرق والنهب والاغتصاب وفتاوى النكاح والاغتصاب والاستبداد الذي يجب علينا جميعاً إطاعته والخضوع والخنوع تحت رايته وإلا كان القتل والسبي والنهب لنا وهذا ما تريده على مايبدو أجندات المؤامرة التي يجب ان نتحدث عنها وبصراحة وبصوت عال من دون مجاملة طرف على حساب طرف آخر.
يقول احد الأصدقاء ان التجارب اثبتت … ان الشعوب التي تقدس وتعبد رجال الدين هي اﻻكثر فشلا في اختيار الحياة … وان الشعوب التي تحترم رجال العلم والفكر هي اﻻكثر نجاحاً واستحقاقاً للحياة .. والامثلة كثيرة اليوم أمامنا تجربة داعش في الموصل وكيف ان البعض رحب بها كوجود على ارض الواقع ماذا جنى هؤلاء الذين صفقوا لها وسهلوا لها الدخول الى تلك المدينة الحضرية المدنية التي لاتنتمي لهذا الفكر المتطرف لا من قريب ولا من بعيد غير الخراب والذلة والهوان.
علينا ان لا نمنح هؤلاء مرة أخرى فرصة للعبث بحياتنا ولا نجامل على حساب الوطن لكننا نشهد هذه الأيام وفي ظل الحوارات السياسية حضوراً لبعض هؤلاء الذين أسهموا بدخول هؤلاء القتلة وشاركوا بهذه المؤامرة بشكل واضح ومفضوح نجدهم وقد تسيدوا المشهد مرة أخرى .. انه ضحك على الذقون أليس كذلك.
•كاتب عراقي