نستغرق في تفاصيل المشهد الامني في العراق ونتوقف عندها بالتحليل والتتنظير، لكننا نغفل عن حقيقة ما يجري وجذوره وأهدافه. قليل منا إستحضر أقوال وأفكار ونصائح برنارد لويس المنفكر الاميركي الذي عملت بارائه الكثير من الادارات الاميركية والاوروبية في تعاطيها مع الشرق الاوسط. قرأ تاريخ الاسلام والشرق الاوسط من وجهة نظر خاصة . أدناه بعض أفكاره:
ففي مقابلة في 20/5/2005 طرح الافكار والتوصيات التالية:
– إن العرب والمسلمين قوم فاسدون مفسدون فوضويون لا يمكن تحضيرهم وإذا تركوا لأنفسهم فسوف يفاجئون العالم المتحضر بموجات بشرية إرهابية تدمر الحضارات وتقوض المجتمعات.
– الحل السليم للتعامل معهم هو إعادة احتلالهم واستعمارهم وتدمير ثقافتهم الدينية وتطبيقاتها الاجتماعية.
– من الضروري إعادة تقسيم الأقطار العربية والإسلامية إلى وحدات عشائرية وطائفية ولا داعي لمراعاة خواطرهم او التأثر بانفعالاتهم.
– لا مانع عند إعادة احتلالهم أن تكون مهمتنا المعلنة هي تدريب شعوب المنطقة على الحياة الديمقراطية, وخلال هذا الاستعمار الجديد لا مانع أن تقدم أمريكا بالضغط على قيادتهم الإسلامية دون مجاملة ولا لين ولا هوادة – ليخلصوا شعوبهم من المعتقدات الإسلامية الفاسدة.
– يجب تضييق الخناق على هذه الشعوب ومحاصرتها واستثمار التناقضات العرقية والعصبيات القبلية والطائفية فيها قبل أن تغزو أمريكا وأوروبا لتدمر الحضارة فيها.
يعتبر “لويس” أن إسرائيل تمثل الدفاعي الامامي للحضارة الغربية لمواجهة “الخطر الاسلامي على الغرب الأوروبي والأمريكي ولذلك فإن على الأمم الغربية أن تقف في وجه هذا الخطر البربري دون تلكؤ او قصور ولا داعي لاعتبارات الرأي العام العالمي”.
وعندما دعت أمريكا عام 2007 إلى مؤتمر ”أنابوليس“ للسلام كتب لويس في صحيفة “وول ستريت جورنال” – يقول: “يجب ألا ننظر إلى هذا المؤتمر ونتائجه إلا باعتباره مجرد تكتيك موقوت غايته تعزيز التحالف ضد الخطر الإيراني وتسهيل تفكيك الدول العربية والإسلامية ودفع الأتراك والأكراد والعرب والفلسطينيين والإيرانيين ليقاتل بعضهم بعضا كما فعلت أمريكا مع الهنود الحمر من قبل” .
لو نظرنا الى خارطة الصراعات و”الثورات” و “الربيع العربي” في المنطقة خلال السنوات الاخيرة ، ونضيف اليها ما يجري في العراق اليوم ، لامكن إدراك ان ما يجري يبدو ترجمة عملية لنصائح برنارد لويس .
لكن ليس ما قاله لويس وغيره وما خطط له الكثيرون ، قدرا حتمي التحقق ، فكثيرا ما خططوا ، وكثيرا ما سارت الامور عكس ما أرادوا.
سالم مشكور