جامعة كربلاء تقيم مؤتمراً علمياً لمعالجات المشكلات البيئية

للحد من خطورة نبات زهرة النيل في المياه
متابعة الصباح الجديد:

عقدت كلية العلوم في جامعة كربلاء مؤتمرها العلمي السنوي الخامس لوضع حلول ومعالجات للمشكلات البيئية التي يتعرض لها العراق بمشاركة الباحثين من شتى الجامعات العراقية.
ويهدف المؤتمر الذي انعقد تحت شعار» نحو رؤية لتنمية بيئة مستدامة « الى بناء استراتيجية علمية وفنية لوضع الحلول المناسبة للحد من المخاطر البيئية والاطلاع على احدث الاجهزة العلمية والتقنيات الحديثة والتجارب الرائدة في المجال البيئي ودراسة افضل الممارسات التي تسهم بتوفير بيئة صحية ونظيفة تشجع الباحثين والمختصين وطلبة الدراسات العليا والمهتمين بالبيئة على الخوض في مجال البحث العلمي البيئي وتوثيق التعاون العلمي بين الباحثين والاكاديميين وبين الجهات المعنية بالشأن البيئي.
وتناول المؤتمر مراقبة التلوث والبيئة المستدامة والتلوث الاشعاعي والمعلوماتية البيئية واستعمال الحاسوب في التكنولوجيا الخضراء والبيئة والمعالجات البيولوجية للتلوث، والتنوع الاحيائي كمؤشر لسلامة البيئة، والكيمياء الخضراء، وملوثات الضوضاء.
وقال رئيس جامعة كربلاء الدكتور منير حميد السعدي أن جامعة كربلاء وإحساساً منها بالمسؤولية تجاه المحافظة والبلاد عموماً تدرس المشكلات والتحديات البيئية المتنوعة التي تواجه المجتمع من خلال البحوث العلمية والاكاديمية ، مؤكداً على ضرورة تقديم رؤية شاملة لقضايا التنمية المستدامة بأبعادها المتعددة الاقتصادية، والاجتماعية، والبيئية، ودعمها بمجموعة من البحوث والدراسات الاستراتيجية التي تستند الى أسس علمية يتم إعدادها من خلال شراكة فعالة بين الباحثين وصناع القرار ، وتحديد مجالات البحث العلمي ذات الأهمية الاستراتيجية، ونشر التوعية والثقافة العامة بقضايا التنمية البيئية المستدامة بين جميع فئات المجتمع، وبناء القدرات والارتقاء بالملاكات الوطنية؛ داعياً الى ضرورة ان تتضافر جهود الجهات ذات العلاقة كوزارة البيئة والعلوم والتكنولوجيا والصحة ليتم تطبيق ما يتم طرحه من بحوث وايجاد تعاون وثيق مع جميع الأطراف ذات العلاقة ، والقطاع الخاص والمجتمع المدني بفئاته المتعددة.
الى ذلك قال عميد كلية العلوم الدكتور نورس الدهان، انه تم خلال المؤتمر طرح 64 بحثاً علمياً لباحثين من شتى جامعات العراق لاعداد دراسات نظرية، مؤكداً ان هذه البحوث والدراسات تنطلق من اجل تقديم توصيات وخيارات من شأنها توفير أرضية علمية تدعم متخذي القرار في التخطيط التنموي، ومساعدة تكيف القطاعات المتنوعة نحو الاستدامة ودفع مسيرة العمل التنموي والارتقاء بمستوى أدائه.
وخلص المؤتمر الى ضرورة تفعيل القوانين البيئية، وتطبيق الاتفاقات الدولية الخاصة بحماية البيئة وزيادة الدراسات العليمة والأبحاث البيئية والموارد الإحصائية، ووضع مبادئ وخطط عملية مدروسة في تشجيع التطبيقات البيئية السليمة في الأسرة والمجتمع لتغيير الممارسات الخاطئة والحفاظ على البيئة لتنمية مستدامة، وربط الجوانب التحليلية، والفكرية، والوصفية لإيجاد خارطة طريق لتحديد الأولويات من أجل تحقيق الاستدامة ، داعيا المشاركين الى تضافر جميع الجهود من اجل استدامة البيئة وتوثيق العلاقات مع المنظمات الدولية المعنية بالشأن البيئي .
وفي اطار متصل اقامت كلية الهندسة ندوة عن الاساليب الحديثة للحد من انتشار زهرة النيل والقضاء عليها
ووقف نموها وانتشارها في العراق وبحث الاساليب العلمية الحديثة للحد منها والقضاء عليها بمشاركة متخصصين بالشان الزراعي في المحافظة .
وتهدف الندوة الى البحث عن اسرار هذه النبتة والطرق الحديثة للقضاء عليها واساليب المكافحة الشامة للحيلولة دون انتشارها والتقليل من اضرارها؛ من خلال معرفة طرق تكاثر ها والاساليب المتبعة لمعالجتها والتخلص من اضرارها، وتجارب عدد من الدول في مكافحتها واستعمال المبيدات لمكافحة الاعشاب المائية وتأثيرها على المياه والتربة وعلى الاسماك والهائمات اضافة الى تأثيرها على المحيط البيئي.
وناقشت الندوة كذلك دورة حياة زهرة النيل والآثار السلبية للنبات على المجاري المائية، وإصابات زهرة النيل في كربلاء وسبل معالجتها، وتحديات زهرة النيل في استنزاف الموارد المائية ووسائل مكافحتها.
وقال عميد الكلية الدكتور باسم النايل عرضنا خلال الندوة السبل الكفيلة لمعالجة نبات زهرة النيل واستعمال الطريقة الوقائية للتخلص من هذا النبات ، مبيناً ان زهرة النيل تعد آفة خطيرة تتطلب تكثيف جميع الجهود لمكافحتها ومنع انتشارها .
واوضح عميد الكلية ان نبات زهرة النيل تمثل مشكلة حقيقية لما يستهلكه من كميات هائلة من الماء الصالح للزراعة، ويسد المجاري المائية ، موضحاً ان الزهرة الواحدة تستهلك نحو 4 لترات من الماء يومياً، كما أنه يستهلك الأكسجين الذائب في المياه مما يهدد حياة الأسماك والكائنات المائية، اضافة إلى أنه يأوي العديد من القواقع مثل قواقع البلهارسيا، والزواحف والثعابين وانعكاس ذلك على الثورة السمكية والمائية في العراق، لافتاً الى ان زهرة النيل باتت تشكل خطراً على مناسيب المياه بسبب انتشارها السريع ما يشكل خطراً آخر على الأمن الغذائي والمائي والتنوع الاحيائي، ولابد من وقفة جادة للقضاء على زهرة النيل وإنقاذ الثورة المائية.
من جانبه طالب رئيس الاتحاد المحلي للجمعيات الفلاحية في كربلاء وليد حمد الكَريطي خلال الندوة بضرورة إقامة ندوات إرشادية تثقيفية بمشاركة الدوائر ذات العلاقة مع الجمعيات الفلاحية لتعريف الفلاحين والمزارعين بخطورة نبات زهرة النيل ذات التأثير السلبي على الثروة المائية وبالتالي يؤثر على الواقع الزراعي في المحافظة.
من جهته بين مدير دائرة الموارد المائية في كربلاء المهندس مناف صبار نايف المسعودي ان الموارد المائية وفروعها في المحافظة قامت خلال العام الماضي بإزالة نبات زهرة النيل في مبزل الرزازة والمناطق المصابة ، مبيناً تم إزالة (850 ألف متر مربع), موضحاً ان الإصابة في كربلاء تقتصر في المبازل فقط لا توجد إصابات في الأنهار لان أي بؤرة إصابة موجودة في الأنهار تتم معالجتها مباشرة ، مشيدا بدور جامعة كربلاء وعدد من الدوائر الاخرى لدورها الداعم على المستوى البحثي او التثقيفي.
واوصى المشاركون بضرورة دراسة المبيدات الصديقة للبيئة المستخلصة من النباتات الطبية لتلافي التأثيرات الجانبية على الحيوانات والأحياء المائية (في حالة استعمال المبيدات الكيميائية)، والعمل من اجل تفعيل مشروع المعالجة البايولوجية بالتعاون مع المنظمة المعنية، ومنع تداول واستعمال نبتة زهرة النيل في المشاتل والحدائق وعدها خطراً يهدد الامن الغذائي والمائي والتنوع الاحيائي، وتشجيع طلبة الدراسات العليا لاختيار هذه النبتة كمشكلة تحتاج الى وضع الحلول العلمية للحد من انتشارها ، والاهتمام بالجانب الارشادي لتوعية الفلاحين والمزارعين بخطورة هذه النبتة والتخلص منها ورفعها من الانهر والجداول الفرعية.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة